كيف أربي ابني تربية صالحة

كيف أربي ابني تربية صالحة
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

أمانة الأبناء

أنعم الله تعالى على عباده بالعديد من النعم التي لا يمكن أن تُحصى بأي طريقةٍ، إلّا أنّ بعض النعم خُصّت بها طائفةٌ من الناس، وحُرمت منها طائفةٌ أخرى، وذلك امتحاناً واختباراً وابتلاءً من الله تعالى لعباده، ومن هذه النعم العظيمة؛ نعمة الولد الصالح، حيث قال الله تعالى: (المالُ وَالبَنونَ زينَةُ الحَياةِ الدُّنيا)،[1] فالأولاد هم زهرة الحياة والقلوب، وبفضل تربيتهم يتحصّل الرزق، ويأنس العيش، وتتضاعف الأجور من الله تعالى، حيث قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (وإنَّ لولدِك عليك حقّاً)،[2] فالواجب على الآباء والأمهات الإحسان بتربية الأبناء، دون تفريطٍ، أو هروبٍ من مسؤوليّة التربية.[3]

كيفية تربية الأبناء تربيةً صالحةً

يجب على الآباء والأمهات الحرص على تربية أبنائهم تربيةً إسلاميةً صالحةً، وذلك يتحقق بالعديد من الأمور الواجب الحرص عليها، وفيما يأتي بيان البعض منها:[4][5]

  • حُسن اختيار الزوجة للزوج الصالح، واختيار الزوج للزوجة الصالحة، هو الخطوة الأولى للتربية السليمة، لحديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (إذا أتاكم من ترضون دينهُ وخُلقه فزوجوه)،[6]، وقوله أيضاً: (فاظفر بذات الدين تربت يداك).[7]
  • غرس العقيدة الإسلامية الصحيحة في نفوسهم، والحرص على صفائها ممّا يعكّرها من الشوائب والأفكار الخاطئة، وذلك بإبعادهم عن لبس التمائم، أو التعامل بها، أو قراءة الكف، والعمل على تعظيم القرآن الكريم والسنة النبوية في نفوسهم.
  • تربية الأبناء على الإيمان الصحيح، ودوام استشعار مراقبة الله تعالى لهم، حيث قال الله تعالى على لسان لقمان لابنه: (يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّـهُ إِنَّ اللَّـهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ).[8]
  • عدم سؤال الأبناء على ما يرَوْنه في البيوت التي يدخلوها؛ حتى لا ينشأ الطفل على الفضول، وإفشاء الأسرار الخاصة بالبيوت.
  • تذكير الأبناء بأنّ الله تعالى يتنقم من العصاة لأوامره، إلّا أنّه يرحم ويغفر للعباد التائبين الراجعين إليه.
  • تذكيرهم الدائم بالموت، والقبر وما يكون فيه، والتذكير بيوم القيامة وما يكون فيه من الأهوال والشدائد، وحثّهم وترغيبهم على عبادة الله تعالى، وخاصّةً عبادة الصلاة، مستخدمين في ذلك جميع الوسائل والطرق الممكنة، وتعظيم شأنها وقدرها في نفوسهم، وتعويدهم على الصيام من صغرهم؛ ليعتادوا عليه فلا يستصعبونه حال كبرهم.
  • تربية الأبناء على عدم التساهل بالمنكرات والفواحش والأعمال التي تغضب الله تعالى، فلا يجوز من الأم السكوت على سماع ابنتها للأغاني والموسيقى، أو على وضع طلاء الأظافر، والتساهل في ذلك حال الوضوء والطهارة، ولا يجب التساهل أيضاً في نمص الحاجبين، كما يجب الحرص على تربية البنات ورعايتهن وصونهن، حيث قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (من ابتُلِيَ من البنات بشيءٍ، فأَحسنَ إليهنَّ، كُنَّ له سِتراً من النارِ)،[9]، ومن صور رعاية البنات أيضاً عدم السماح لهن بالاختلاط بالأجانب من الرجال.
  • تحذير الأبناء من الصحبة السيئة، وبيان المخاطر التي قد تُلحق بهم نتيجة ذلك، وحثّهم على استغلال أوقاتهم بالأعمال المفيدة والنافعة، ومن ذلك حفظ القرآن الكريم.
  • عدم إهانة الأبناء وتحقيرهم، خصوصاً أمام إخوتهم، وأقاربهم، والأجانب .
  • تربية الأبناء على أهمية الالتزام بالآداب الاجتماعية، ومن ذلك الالتزام بآداب الطعام والشراب، وآداب السلام والاستئذان، وأدب حضور المجالس.
  • التغلّب على الخوف والخجل، بحثّ الأبناء على الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر.
  • مراعاة حقوق الآخرين، ومراعاة حقوق الوالدين، وذلك بعدم السّير أمامهما، وعدم المناداة عليهما بأسمائهما، وعدم الجلوس قبل جلوسهما، وعدم مخالفة أوامرهما.
  • غرس انتماء الأبناء للأمةـ والتضحية لأجلها، واحتساب الأجر عند الله تعالى.
  • الإشادة بحضارة الإسلام، وبثّ روح الشوق عند الولد لإعادتها.
  • حثّ الأبناء منذ طفولتهم، وترغيبهم بالالتزام بالأخلاق الحميدة، ومن ذلك: الصدق، والأمانة، والاستقامة، والإيثار، ومساعدة المحتاج، وإكرام الضيف، وغير ذلك من الصفات الحميدة المعروفة.

أهمية تربية الأبناء

اهتم الإسلام اهتماماً شديداً ببناء الفرد الصالح في المجتمع الصالح، قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّـهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ)،[10] ومن صور اهتمامه في الفرد الحثّ على تربية الأبناء تربيةً صالحةً، وذلك ليكون العبد فرداً صالحاً في مجتمعه، ولأجل ذلك أُرسل النّبي صلّى الله عليه وسلّم، وعليه فقد حرصوا العلماء على تربية الأبناء تربيةً صالحةً، فألّفوا الكتب والمجلدات، وبيّنوا فيها أهمية التربية، والوسائل والطرق الموصلة إليها، والثمار والنتائج المترتبة عليها، ومن الجدير بالذكر أنّ الإنفاق على الأهل والأبناء من العبادات التي تقرّب العبد من الله تعالى،[11] وممّا يدلّ على أهمية تربية الأبناء أنّ الأنبياء والصّالحين كانوا يسألون الله تعالى الصلاح والهداية لأبنائهم، وذلك ما سار عليه المؤمنين من بعد الأنبياء، حيث قال الله تعالى: (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا)،[12] فالأبناء بحاجةٍ شديدةٍ إلى دعاء والديهم لهم بالصلاح والهداية، وإبعاد مكائد الشيطان ومغريات الدنيا عنهم، وأن يحفظ عليهم نعمة الإسلام، والثبات والاستقامة عليه، فقد تعلو منزلة الآباء والأمهات يوم القيامة إكراماً لهم بتربية أبنائهم، كما تعلو منزلة الأبناء إكراماً للآباء الصالحين، وذلك بشرط أن يكون الإيمان في قلب كلاً من الوالدين والأولاد، حيث قال الله تعالى في كتابه: (وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ)،[13] فالأولاد كالمرآة التي تُظهر ما عليه الآباء والأمهات، ولا بدّ من وعظ الأبناء، وتقديم النصيحة لهم في مختلف أمور الحياة.[14]

المراجع

  1. ↑ سورة الكهف، آية: 46.
  2. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 1159، صحيح.
  3. ↑ "خطبة تربية الأبناء"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 29-9-2018. بتصرّف.
  4. ↑ "تربية الأبناء"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 29-9-2018. بتصرّف.
  5. ↑ "تربية الأولاد على الآداب الشرعية"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 28-9-2018. بتصرّف.
  6. ↑ رواه محمد جار الله الصعدي، في النوافح العطرة، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 26 ، صحيح.
  7. ↑ رواه الزرقاني، في مختصر المقاصد، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 327، صحيح.
  8. ↑ سورة لقمان، آية: 16.
  9. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 2629، صحيح.
  10. ↑ سورة التحريم، آية: 6.
  11. ↑ "أهمية تربية الأولاد في الإسلام"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 28-9-2018. بتصرّف.
  12. ↑ سورة الفرقان، آية: 74.
  13. ↑ سورة الطور، آية: 21.
  14. ↑ "تربية الأولاد"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 28-9-2018. بتصرّف.