كيف أبدأ حفظ القرآن
أهمية القرآن في حياتنا
يجب على المسلم أن لا يستغني عن القرآن الكريم، فهو شفاء للصدور والقلوب، وتبصرة للعقول، وهداية للطريق المستقيم، كما إن فيه من التوجيهات والنصائح والإرشادات ما يحتاجه المرء في حياته اليومية،[1] ولذلك وصفه الله -تعالى- بقوله: (إِنَّ هـذَا القُرآنَ يَهدي لِلَّتي هِيَ أَقوَمُ وَيُبَشِّرُ المُؤمِنينَ الَّذينَ يَعمَلونَ الصّالِحاتِ أَنَّ لَهُم أَجرًا كَبيرًا)،[2] ولأهل القرآن عند الله منزلة خاصة، حيث يرفع الله مقدارهم، كما إنه -عز وجل- يضع به آخرين كما ثبت في الحديث الشريف: (إنَّ اللَّهَ يَرْفَعُ بهذا الكِتَابِ أَقْوَامًا، وَيَضَعُ به آخَرِينَ).[3][4]
كيف أبدأ بحفظ القرآن الكريم
لا يوجد هناك وصفة ما لحفظ كتاب الله، وإنما هناك أسس وقواعد يجب على المرء أن يأخذ بها، كما يُستفاد من بعض تجارب السابقين في ذلك لتسهيل حفظ كتاب الله عز وجل، وفيما يأتي بيان بعض الأمور التي تساعد على حفظ كتاب الله عز وجل:[5]
الأسس العامة
فهذه الأسس لا غنى عنها، ولا يمكن أن نطبّق ما بعدها قبل أن نطبّقها، كما لا يجب أن نغفل عنها، وفيما يأتي بيانها:[5]
- النية الخالصة: حيث إن مفتاح القبول والتيسير عند الله -عز وجل- هو النية الصادقة.
- العزيمة الصادقة: يحتاج الإنسان أن يشمّر عن ساعديه، ويبدأ بجدٍ، فحفظ كتاب الله ليس بالأمر الهين، والتخاذل والضعف والوهن ولا ننسى الكسل هم الأعداء الحقيقيون لمن أراد البدأ في حفظ كتاب الله، لذا يجب على كل مسلم أن يعرف كيف يتغلّب على الصعوبات التي تواجهه أثناء فترة حفظه.
- الطريقة الصائبة: فلا يتعجّل المرأ ويغلبه الحماس، فيبدأ في بداية الطريق بحماسةٍ وقوة، وبعد ذلك يبدأ الفتور والكسل يعتريه، فكل إنسان لديه طاقة وقدرة مختلفة عن غيره، فليعرف قدرته ويضع خطّته بناءً على ذلك لكي لا يثقل على نفسه.
- الاستمرارية: يُقال: "قليل دائم خير من كثير منقطع"، فالصائب بالحفظ وضع ورد معين من القرآن بحيث يكون مناسباً للشخص، فيحافظ على هذا الورد يومياً، ولا ينقطع عنه.
- اختيار وقت الحفظ: كثيرٌ من الأشخاص لا ينتبه إلى هذا الأمر، فكيف لشخصٍ ملأ البطن، أو انشغل ذهنه أن يركّز في حفظه؟ فمن أفضل الأوقات للحفظ هو وقت السحر، ففيه يكون الإنسان بأوج تركيزه، وبذهنٍ صافٍ، لذا يجب علينا أن ندرك أهمية انتقاء وقت الحفظ.[6]
- اختيار مكان الحفظ: فلا يجب على من يريد الحفظ أن يجلس بمكان تملؤه الفوضى والضوضاء، فيُستحسن أن يجلس في مكانٍ هادئٍ مع هواءٍ نقيٍ يساعد المرء على التركيز.[6]
طرق لحفظ القرآن الكريم
إن حفظ القرآن الكريم له فضل كبير في حياة المسلم، كما إنه تختلف طرق الحفظ من شخصٍ لآخرٍ، فهذه طبيعة العقول البشرية التي خلقها الله عز وجل، وسنتطرق للحديث عن بعض الطرق لحفظ القرآن الكريم:[5]
- تكرار الصفحة كاملة: ونعني بذلك أن يبدأ الشخص بقراءة الصفحة قراءةً متأنيةً صحيحةً، مستحضراً فيها القلب والعقل، ويحاول أن يتدبّر معاني الآيات أثناء القراءة، ويكرّر الصفحة من ثلاث إلى خمس مرات بحسب ذاكرة الشخص، ثم يغلق المصحف ويبدأ بالقراءة غيباً حتى يتوقّف، فيفتح المصحف ويقرأ الصفحة من جديد ويعاود الكرّة، ويبقى على هذا الحال حتى يحفظها، وقد يصل البعض إلى عشر محاولات حسب قدرة كل إنسان.
- تكرار الآية: لعلّها تتشابه مع الطريقة السابقة، ولكن البعض يفضّلها، فيبدأ من يريد الحفظ قراءة الآية الواحدة من مرةٍ إلى ثلاث مرات، ثم يغلق المصحف ويقرأها غيباً، ثم ينتقل إلى الآية التي تليها ويقرأها أيضاً من مرةٍ إلى ثلاث مرات، ولكن عندما يغلق المصحف يقرأ الآية الأولى والثانية معاً، ويبقى على هذا الحال في الآيات التي تليها، فإذا أراد حفظ الآية الخامسة مثلاً، فعليه أن يسمّع لنفسه الآيات الأربعة التي تسبقها، ولعل هذه الطريقة تأخذ وقتاً أطول، ولكنها للتمكين أفضل.
- التلقين: ويقصد في هذه الطريقة مصاحبة شيخ يبدأ بتلقين من يريد الحفظ صفحة أو آيات حسب الاتفاق، فيسمّعها عدة مرات، ويقرؤها قراءة صحيحة سليمة، ومن ثم يبدأ بحفظها حتى يتقنها، فيبدأ بتسميع حفظه لشيخه، وتعتبر هذه الطريقة من أفضل الطرق، لأن فيها من التمكين والحفظ السليم القويم ما لم يكن في الطرق السابقة.[7]
فضائل حفظ القرآن الكريم
إن الربّاني أفضل وأخصّ وصفٍ يُنسب به العبد إلى ربه، يقول الله عز وجل: (مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللَّـهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِّي مِن دُونِ اللَّـهِ وَلَـٰكِن كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ)،[8] كما يقول النبي عليه الصلاة والسلام: (لا تَحاسُدَ إلَّا في اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتاهُ اللَّهُ القُرْآنَ فَهو يَتْلُوهُ آناءَ اللَّيْلِ وآناءَ النَّهارِ)، [9][10] فحفظ القرآن هو سنة متّبعة، كما إنه ينجي صاحبه من النار، ويأتي يوم القيامة شفيعاً لصاحبه، ومن فضائل حفظ القرآن الكريم أنه يرفع صاحبه في الجنة درجات، كما ورد في الحديث الشريف: (يقالُ لصاحبِ القرآنِ: اقرأْ وارقَ ورتِّلْ كما كنتَ ترتلُ في الدنيا، فإنَّ منزلتَك عندَ آخرِ آيةٍ تقرأُ بها).[11][12]
آداب قراءة القرآن
إن قراءة القرآن الكريم من أعظم العبادات، وعليه فيجب على كل مسلم أن يتحلّى ببعض الآداب، ومنها:[13]
- الطهارة الظاهرة والباطنة: فينبغي على المسلم أن يطهّر نفسه من الخبث والنجس، وينبغي كذلك أن يجدّد نيّته فلا يدخل فيها رياء، لأن الرياء يفسد أجر هذا العمل العظيم.
- القراءة بتدبّر وخشوع ومحاولة فهم المعاني.
- تلاوة القرآن في مكانٍ طاهر، والابتعاد عن تلاوة القرآن في أماكن القاذروات أو الأماكن المنهي عنها تنزيهاً لهذا الكتاب العظيم.
- عدم انشغاله بأمور دنيويّة أثناء القراءة، فيحاول أن لا يشغله أمر عن كتاب الله عند قراءته له.
- مراعاة أحكام التجويد، فعلى كل مسلم أن يبادر بتعلّم قراءة القرآن بطريقةٍ صحيحةٍ، وأن يبتعد عن الأخطاء الجليّة التي تطرأ على بنية الكلمة، فلا يبدّل حرفاً مكان حرف، أو حركةً مكان حركة، حتى لا يؤدي ذلك إلى تغير معنى الآية كاملاً.[14]
المراجع
- ↑ "أهمية القرآن الكريم في حياة الأفراد والأمة"، library.islamweb.net، 2008-12-2، اطّلع عليه بتاريخ 4-4-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة سورة الإسراء، آية: 9.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم: 817، صحيح.
- ↑ سعيد القحطاني (18-2-2014)، "فضل القرآن الكريم ووجوب العمل به وتدبره"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 12-4-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب ت علي بن عمر بادحدح، "كيف تحفظ القرآن"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 6-4-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب يحيى الغوثاني، "طرق إبداعية في حفظ القرآن الكريم"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 6-4-2019. بتصرّف.
- ↑ "الطريقة المثالية لحفظ القرآن الكريم"، www.islamweb.net، 2004-2-12، اطّلع عليه بتاريخ 6-4-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة آل عمران، آية: 79.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 7528 ، صحيح.
- ↑ "فضائل القرآن وتلاوته"، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 6-4-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن عبدالله بن عمرو ، الصفحة أو الرقم: 2914 ، حسن صحيح.
- ↑ "فضل حفظ القرآن الكريم "، ar.islamway.net، 2006-6-4، اطّلع عليه بتاريخ -6-4-2019. بتصرّف.
- ↑ "آداب يُطلب من تالي القرآن مراعاتها"، www.islamweb.net، 2002-10-30، اطّلع عليه بتاريخ 6-4-2019. بتصرّف.
- ↑ نجلاء جبروني (24-9-2018)، "آداب تلاوة القرآن الكريم"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 12-4-2019. بتصرّف.