كيف أعتني بطفلي في الشهر الثالث

كيف أعتني بطفلي في الشهر الثالث

مقدمة

تهتم الأمهات دائمًا بمعرفة الخصائص المميزة لكل مرحلة عمرية يمر بها الأطفال، فبهذه الطريقة يمكنها التعرف على طفلها بشكل أكبر ويعطيها فرصة لمراقبة نموه ومتابعة صحته، لذلك جمعنا لك في هذا الموضوع كل ما تودين معرفته عن طفلك في الشهر الثالث من عمره، ولكن لا تقلقي إذا تأخر طفلك قليلًا عن أقرانه في بعض مراحل النمو الخاصة بهذا الشهر، فسوف يمر بها حتمًا ولكنه قد يأخذ بعض الوقت، ويمكنك التحدث إلى الطبيب إن كان الأمر يدعو للقلق.

مراحل نمو طفلك في الشهر الثالث

التعرف عليك

رغم أن طفلك تعرف عليك جيدًا بعد أيام قليلة من ولادته وكان باستطاعته أن يميزك، إلا أنه في الشهر الثالث يصبح قادرًا على التعبير عن ذلك، فأكثر من نصف الأطفال في هذه المرحلة العمرية يستطيعون التعرف على والديهم والتعبير عن ذلك، ويمكن أن يعبر طفلك عن ذلك بالابتسامة، وربما تلاحظين أنه سيبدأ بالابتسام للغرباء أيضًا خصوصًا عندما ينظرون مباشرة في عيني طفلك أو حينما يبدؤون بمداعبته والتحدث إليه، ولكنه أيضًا قادر على أن يميز أي من هؤلاء الأشخاص يعتبر فردًا من حياته اليومية وأيّهم يعتبر غريبًا، سيبدأ طفلك بالنظر إلى عينيك مباشرة أو قد يبحث عنك في أرجاء الغرفة بعينيه ويحرك ذراعيه ابتهاجاً باتجاهك، وسيكون أكثر انتباهًا للعالم الخارجي وللتغيرات التي تطرأ في محيطه، إن الجزء المخصص في الدماغ والمسؤول عن التنسيق بين العينين واليدين والذي يساعد طفلك على التعرف على الأشياء من حوله سيبدأ بالنمو سريعًا في هذه المرحلة، وسيصبح سمعه ونطقه لبعض الأصوات وابتسامته أكثر وضوحًا بالنسبة لك، فسيكون باستطاعته عندما يسمع صوتك أن ينظر إليك مباشرة ويبدأ في محاولة التكلم معك والرد عليك.

النمو اللغوي

أظهرت الدراسات أن الأطفال الذين يتحدث إليهم والداهم بصورة دائمة يسجلون معدلات أعلى في اختبارات الذكاء وتكون حصيلتهم اللغوية أكبر من أقارنهم الذين لم يكن آباؤهم يتحدثون إليهم، لذا فإن التفاعل مع طفلك والتحدث معه يعتبر أمرًا مهماً جدًا في هذه المرحلة لتبني قاعدة صلبة لنمو طفلك العقلي واللغوي، فعندما تخرجين للمشي بصحبة طفلك تحدثي له عما يحيط بكما كالأشجار والسيارات والأطفال والسماء وغيرها، ويمكنك عند الذهاب إلى التسوق أن تعرفيه على أسماء الأشياء الموجودة بالإشارة إليها وذكر اسمها لطفلك، وبالطبع لا يمكن لطفلك أن يعيد هذه الكلمات وراءك ولكنه يقوم بتخزين كل هذه المعلومات في ذاكرته، وإذا كانت عائلتك تتحدث لغيتين أصليتين فستكون الفائدة أكبر إذا استمع طفلك إلى كلتا اللغتين، فهو يخزن الكثير في ذاكرته في هذه المرحلة، ولا تقلقي إذا تأخر نطقه لفترة وجيزة، فهو لن يتعلم اللغتين فقط، بل سيتقنهما بشكل مذهل.

التلامس

يحب الأطفال في هذه المرحلة أن يتم لمسهم، بل ويتوقون لذلك فهذا جزء مهم من نموهم وتطورهم، فملامسة طفلك ستقربه إليك وتزيد تعلقه بك، كما أن التلامس يهدئ طفلك ويخفف عنه عندما يكون منزعجًا، لذلك احرصي على ملامسة طفلك باستمرار، ويمكنك أيضًا أن تجعليه يلامس خامات مختلفة كالمناشف الناعمة أو الشعر، لتزيدي من إدراكه ولتعزيزي هذه القدرة لديه، وكوني على علم أن طفلك سيضع أي شيء قريب منه في فمه لذلك لا تتركيه يلامس إلا الأشياء النظيفة والتي لا يمكن ابتلاعها والتي لا تشكل خطرًا عليه، ويمكنك تدليك طفلك بلطف أو لمسه أو حمله بين ذراعيك أو تقبيله، فكلها أمور يحبها طفلك ويتوق لها، ولتدليك طفلك بصورة سليمة احرصي على إيجاد مكان نظيف ودافئ تضعينه عليه، كمنشفة ناعمة ونظيفة ثم ضعي قليلًا من زيت الأطفال على يديك ثم افركي يديك ببعضهما لتدفئتهما ولتدفئة الزيت، وابدئي بتدليك طفلك به بلطف وعناية وانظري إلى عيني طفلك ببهجة وابتسامة أو قومي بالغناء له أثناء قيامك بهذه العملية، وراقبي ردة فعل طفلك، فإن لم يكن مستمتعًا بذلك جربي أن تخففي أو أن تزيدي من التدليك، أو يمكنك التوقف إذا استمر طفلك بالانزعاج.

التفاعل مع الآخرين

سيبدأ طفلك في التعرف في هذا السن على البيئة المحيطة به، وسيبدأ بالنظر إلى كل الأشياء حتى إلى انعكاس صورته في المرآة، أبقى مرآة آمنة وغير قابلة للكسر بجانبه، أو ضعيه أمام المرآة عندما تكونين في الغرفة، وبرغم أنه لن يستطيع أن يتعرف إلى نفسه حتى يصبح عمره سنتين، إلا أنه سينظر إلى انعكاس صورته وقد يستمتع طفلك بذلك ويبدأ بالابتسام، وفي هذه المرحلة العمرية يحب طفلك الاستماع للأصوات فقد يترك زجاجة الرضاعة ليستمع إلى صوتك وأنت تتحدثين إليه عن أي شيء، وانظري كيف سيتفاعل معك، وسيتفاعل طفلك مع الآخرين ويبدأ بالضحك للأشياء التي تثير ضحكه.

الإمساك بالأشياء

سيبدأ طفلك تدريجيًا بمحاولة الإمساك بأي شيء موجود في محيطه، فاحرصي على تنمية هذه المهارة عن طريق إعطاء طفلك أشياء مختلفة بحيث تكون خفيفة وآمنة، وتذكري أنه قد يضع هذه الأشياء في فمه، فالدمى القطنية الناعمة والألعاب التي تصدر أصواتًا عند تحريكها والحلقات البلاستيكية أو المطاطية كلها ستشكل ألعابًا محببة لطفلك في هذه المرحلة، وربما تلاحظين أن طفلك لا يعتمد في التقاط الأشياء على يد واحدة، فقد يلتقطها مرة بيده اليمنى ومرة أخرى بيده اليسرى، ولا يمكن تحديد ما إذا كان طفلك يعتمد على يده اليمنى أو اليسرى في هذه المرحلة، ولن يتبين ذلك إلا عندما يصل طفلك إلى عمر السنتين وأحيانًا الثلاث السنوات.

نصائح

  • من المهم أن تجعلي طفلك يستمع إلى أغاني الأطفال الهادئة، فالألحان والإيقاع الهادئ والكلمات ذات القافية الواحدة وتكرار الكلمات الموجودة في هذه الأغاني كلها أمور تساعد على النمو والتطور اللغوي لطفلك لاحقًا، واحرصي على التكلم مع طفلك دائمًا بهدوء وبطء وغيري من نبرة صوتك.
  • لا تنسي خلال اليوم أن تخصصي وقتًا لوضع طفلك مستلقيًا على بطنه، فهذا يساعد على تقوية الجزء العلوي من جسمه، وسيدفعه لرفع رأسه ورقبته وصدره.
  • اقرئي لطفلك بصوت مسموع بشكل دائم، وحتى عندما تقرئين لنفسك احرصي على أن يكون صوتك مسموعًا لطفلك، ففي هذه المرحلة من العمر يبدأ الطفل بتخزين المعلومات مما يساعده على النمو والتطور اللغوي.
  • سيحب طفلك في هذا العمر أن يمسك ويلهو بالألعاب، فتأكدي أن الألعاب التي يمسكها طفلك مناسبة له، فإذا كان بها أجزاء صغيرة يمكن بلعها كالأزرار مثلًا فاحرصي على إبعادها وتأكدي من أن الألعاب هذه مناسبة لطفلك وغير قاسية ولا تحتوي على أجزاء يمكن أن يبتلعها.
  • استخدمي مرطبًا لبشرة طفلك واحرصي على أن يكون هذا المرطب غنيًا بالماء ليكون ألطف على بشرة طفلك الحساسة، ويفضل استخدام المرطب بعد الاستحمام لإعادة الترطيب والزيوت الطبيعية لبشرة طفلك.
  • تأكدي من أن درجة حرارة الماء الذي تستخدمينه عند استحمام طفلك مناسبة له، فالماء الفاتر هو الأنسب، ولا تتركي طفلك لوحده عندما يكون قريبًا من الحمام، حتى وإن كان ع الشبكة أو الكرسي المخصص للاستحمام، واحرصي على الإمساك جيدًا بطفلك عندما تقومين بتحميمه لأنه قد يتقلب أو يمط جسمه في هذه المرحلة من العمر.
  • احرصي على حماية طفلك من أشعة الشمس المباشرة، واستشيري الطبيب أو الممرضة قبل البدء باستخدام كريمات الوقاية من أشعة الشمس.
  • لا تقومي بوضع أي شيء حول رقبة طفلك، كالعقد أو الشرائط أو غيره.
  • استخدمي كرسي الأطفال في السيارة، واحرصي على أن يكون ذا جودة عالية، فسلامة طفلك أهم من أي أمر آخر.
  • أبعدي طفلك عن دخان السجائر وعن المدخنين، فرئة الطفل تكون حساسة جدًا في هذه المراحل من العمر.