كيف نعرف زيت الزيتون الأصلي

كيف نعرف زيت الزيتون الأصلي

زيت الزيتون

يُعتبَر زيت الزيتون (بالإنجليزية: Olive oil) إحدى مُنتجات ثمار شجرة الزيتون، والمعروفة باسمها العلميّ Olea europaea، وهي من الأشجار المُنتشرة في منطقة البحر الأبيض المُتوسّط، إذ إنّه يُعدّ مُكوِّناً رئيسيّاً في النّظام الغذائيّ لسكّان هذه المنطقة، ومن المُثير للاهتمام أنّ إحدى الدّراسات كشفت عن ارتباط هذا النّظام الغذائيّ بانخفاض مُعدّلات الإصابة بالعديد من الأمراض المُزمنة، كالأمراض القلبيّة الوعائيّة (بالإنجليزية:Cardiovascular disease) وغيرها، إلى جانب زيادة مُتوسّط العمر الافتراضي للأفراد، مُقارنةً مع سكّان أمريكا الشماليّة، وشمال أوروبا، الذين يتّبعون نظاماً غذائيّاً مُختلفاً، وقد جاء ذلك بناءً على دراسةٍ استمرت 30 عاماً، لذلك يُوصى باعتماد هذا الزيت كمصدرٍ للدّهون الغذائيّة في الطّعام، بحيث يُضاف إلى السلطات، ويُستعمَل للقلي، وغير ذلك من الوصفات.[1][2][3]

ويشهد زيت الزيتون اليوم انتشاراً واسعاً في مُختلَف أنحاء العالم؛ ويعود ذلك لاستخداماته العديدة في شتّى المجالات، مثل: الطبخ، وصناعة الصابون، ومُستحضَرات التّجميل، إضافة إلى استعمالاته الطبيّة، حيث إنّه يمنح فوائد صحيّةٍ للجسم؛ وذلك لاحتوائه على عناصرَ غذائيّةٍ مُهمّة، ومنها: الأحماض الدهنية الأحاديّة غير المُشبَعَة (بالإنجليزية: Monounsaturated fatty acids)، وهي النّوع الصحّي من الدّهون، وذلك على عكس الأنواع المُشبَعَة، والمتحولة (بالإنجليزية: Trans fat)، وتجدر الإشارة إلى أنّ تخزين زيت الزيتون لفتراتٍ طويلة، يُؤدّي إلى فُقدان بعض عناصره الغذائيّة، لذلك يُنصَحُ بالاعتماد على المصادر المحليّة، وتجنُّب المُستورَدَة منها، إضافةً إلى ذلك، فلا بُدَّ من التنويه إلى وجود أنواعٍ عديدةٍ منه، والتي تختلف بشكلٍ عامٍ بناء على درجة تصنيعها، ونكهتها، ورائحتها، ولكنّ الأكثر فائدةً بينها يُسمّى بزيت الزيتون البكر (بالإنجليزية: Virgin olive oil)، حيث ينتج من العصرة الأولى لزيت الزيتون، وتكون رائحته ونكهته مميزة.[1][2]

كيفيّة تمييز زيت الزيتون الأصلي

يتعرّضُ الكثير من النّاس للخداع عند شرائهم لزيت الزيتون، إذ إنّه قد يكون مغشوشاً، وليس أصليّاً، كما أنّ زيت الزيتون المتوفر في المحلات التجارية يُعدّ ذا جودة منخفضة، لذلك فإنّه ينبغي مراعاة معايير الجودة عند شرائه، ففي دراسةٍ أجرَتها جامعة كاليفورنيا، دافيس (بالإنجليزية: University of California, Davis) عام 2010، تَبيّنَ أنّ 70% من العيّنات المُستورَدة، لم تُحقِّق الحدّ الأدنى من المعايير الحسية لزيت الزيتون البكر، والتي نصّ عليها المجلس الدوليّ لزيت الزيتون (بالإنجليزية: International olive council)، ومن الجدير للذكر أنّ بعض العيّنات كانت مُتزنّخة (بالإنجليزية: Rancid)، وبعضها كان مغشوشاً بواسطة زيوتٍ مُكرّرةٍ، ومُنخفضةِ الثمن، ومن الجدير بالذكر أنّ تمييز زيت الزيتون الأصلي عن المغشوش لا يُعدّ أمراً سهلا، وفيما يأتي بعض الإجراءات التي يُنصَحُ باتّباعها؛ لتمييز الزيت الأصليّ، عن غيره:[4][5]

  • الانتباه إلى لون الزيت: إذ يجب الابتعاد عن الزيت الذي يميل لونه إلى البُرتقاليّ؛ حيث إنّه يشير إلى تلفه.
  • التأكد من طعمه الطازج: إذ اعتاد معظم المستهلكين على طعم زيت الزيتون المتزنخ والعتيق، ممّا يجعل تمييزه عن الزيت الأصلي والطازج صعباً، ولمعرفة الطعم الأصلي لزيت الزيتون يُنصح بالذهاب إلى المحلات المتخصصة ببيعه، وتذوق عيناتٍ مختلفة منه، ومعرفة تفاصيل إنتاجه، ومن الجدير بالذكر أنّ الزيت العتيق تقلّ قيمته الغذائية، وذلك بسبب نقصان كمية المركبات المضادة للأكسدة فيه.
  • تجنُّب زيت الزيتون ذو السّعر المُنخفض: حيث إنّه قد يكون ذا جودةٍ سيّئةٍ، ومع ذلك فالأسعار المُرتفعة ليست دليلاً على نوعيّةٍ أفضل، وإنّما يُمكن الحصول على زيتٍ أصليٍّ بسعرٍ معقولٍ من المصنعين المحليين، ومن ناحيةٍ أخرى أشار تقريرٌ نشرَتْه مجلّة Wall street journal عام 2014، إلى عدّة عواملَ ساهمت في رفع أسعار زيت الزيتون، ومنها: ارتفاع الاستهلاك العالميّ له، وقلّة محاصيل الزيتون المُنتَجة في عدّة دولٍ، كإيطاليا، واليونان، وإسبانيا، إذ إنّ تصنيعه يتطلّبُ كميّاتٍ كبيرةٍ من الزيتون، حيث يحتاج إنتاج لترٍ من الزيت إلى سبعِ لتراتٍ من الزيتون.
  • التأكد من مناسبة عبوة الزيت: حيث يجب تجنّب شراء زيت الزيتون المُعبأ في عبوات شفافة أو بلاستيكية، إذ إنّ العبوات الشفافة تُعرض الزيت للضوء، ممّا يُؤدي لتغير تركيبته وتقليل مدّة صلاحيته، أمّا العبوات البلاستيكية فقد تُسبب دخول الهواء لعبوة الزيت، لذلك يُنصح بشراء الزيت المُعبأ بعبوات من الصفيح أو الزجاج الأخضر الغامق، كما يُنصح بشراء العبوات البعيدة عن الإضاءة في المحلات التجارية، كما يجب الابتعاد عن شراء العبوات التالفة أو المُغبرّة.
  • التأكد من طريقة التخزين المناسبة: حيث يُنصح بأن يكون الزيت مخزناً في مكان بارد، ومعتم، وأن تكون العبوة محكمة الإغلاق، لأنّ الحرارة تُسبب تزنخ الزيت، أمّا الأكسجين فيُسبب تغيراً في تركيبته، ويُنصح باستهلاك الزيت خلال ثمانية إلى عشرة أسابيع من فتح العبوة.
  • تتبّع بيانات المُلصَق في حال توفره: حيث يُوصى بالتحقّق من بلد المنشأ، ومُكوّنات المُنتَج، بالإضافة إلى وجود بعض الأختام التي تدلّ على الموثوقيّة، كما يُنصَحُ بالاطّلاع على تاريخ الحصاد، وتاريخ الصلاحيّة، إذ يُفضَّل ألّا يتجاوز تاريخ حصاد الزّيتون 12-15 شهراً كحدٍّ أقصى، قبل صناعة الزيت، أمّا تاريخ الصلاحية، فيمكن أن يكون بعد الحصاد بعامين أو أكثر، ومن الجدير بالذّكر أنّ مواسم الحصاد تمتدّ من شهر نيسان إلى أغسطس، في البلدان الواقعة في النصف الجنوبيّ من الكرة الأرضيّة، بينما تمتدّ من أكتوبر إلى فبراير في النّصف الشماليّ.
  • التحقُّق من وجود شهادات جودة المُنتَج: مثل شهادة المجلس الدوليّ لزيت الزيتون، والتي يُرمَز لها اختصاراً ب IOC، وغيرها، حيث إنّ مثل هذه الشهادات تُؤكّد أنّ جودة زيت الزيتون في وقت إنتاجه، تُطابق معايير زيت الزيتون البكر، إلّا أنّها لا تضمن صلاحيّته بعد فتراتٍ من التخزين.

فوائد زيت الزيتون

ينتشر استخدام زيت الزيتون بين من يتبعون أنظمة صحية، وذلك لمحتواه من الدّهون الصحيّة، مثل: الأحماض الدهنية الأحادية غير المشبعة والتي تعرف اختصاراً بMUFAs، والأحماض الدهنية المُتعددة غير المُشبَعة (بالإنجليزية: Polyunsaturated fats)، والمعروفة اختصاراً بـ PUFAs، بالإضافة إلى ذلك يحتوي زيت الزيتون على مركبات البوليفينولات (بالإنجليزية: Polyphenols)، والتي تمتلك خصائص مضادة للأكسدة، ونذكر من أهم فوائد زيت الزيتون الآتي:[6][7][8]

  • تعزيز صحّة القلب.
  • الحدّ من مرض السكريّ من النوع الثاني، و ضبط نسبة السكّر في الدّم عن طريق التحكُّم بمستوى هرمون الإنسولين.
  • خفض مستويات الكوليسترول الضار، أو ما يُعرَف بـ LDL، والكوليسترول الكليّ.
  • تقليل خطر الإصابة بمرض السرطان.
  • تخفيف مدخول الجسم من السّعرات الحراريّة؛ من خلال تعزيز الشعور بالامتلاء والشبع، ممّا يجعله محطّ اهتمامٍ للأشخاص الذين يتّبعون حميةً غذائيّةً، ومع ذلك فلا بُدّ من الانتباه إلى عدم تجاوز الكميّة المُوصى بها يوميّاً، والتي تُقدَّرُ بملعقةٍ واحدة كبيرةٍ، إذ إنّها تُزوِّدُ الجسم بـ 119 سعرةً حرارية.

القيمة الغذائيّة لزيت الزيتون

يُوضّح الجدول الآتي القيمة الغذائيّة لملعقة كبيرة أو ما يُعادل 13.5 غراماً من زيت الزيتون:[9]

العنصر الغذائيّ
الكميّة
السعرات الحراريّة
119 سعرةٍ حراريّةٍ
الأحماض الدهنية الأحادية غير المُشبعة
9.85 غرامات
الأحماض الدهنية المتعددة غير المُشبعة
1.421 غرامات
الدهون المُشبَعة
1.864 غرامات
الكوليسترول
0 مليغرام

المراجع

  1. ^ أ ب Christian Nordqvist (11-12-2017), "What are the health benefits of olive oil?"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 17-4-2019. Edited.
  2. ^ أ ب "Olive oil", www.betterhealth.vic.gov.au,10-2012، Retrieved 17-4-2019. Edited.
  3. ↑ "Tips for Cooking With Fats and Oils"، www.webmd.com,12-11-2017, Retrieved 17-4-2019. Edited.
  4. ↑ Jessica Migala (13-8-2018), "A Detailed Guide to Olive Oil: Why It’s Good for You, What’s in It, Whether You Should Use It on Your Skin, and More"، www.everydayhealth.com, Retrieved 17-4-2019. Edited.
  5. ↑ "How to Buy the Best Olive Oil", www.everydayhealth.com,15-11-2017، Retrieved 17-4-2019. Edited.
  6. ↑ Katherine Zeratsky (20-7-2016), "If olive oil is high in fat, why is it considered healthy?"، www.mayoclinic.org, Retrieved 17-4-2019. Edited.
  7. ↑ Malia Frey (27-10-2018), "Healthy Olive Oil Substitutes for Cooking and Eating"، www.verywellfit.com, Retrieved 17-4-2019. Edited.
  8. ↑ Monika Gorzynik-Debicka, Paulina Przychodzen, Francesco Cappello, and others (2018), "Potential Health Benefits of Olive Oil and Plant Polyphenols", International Journal of Molecular Sciences, Issue 19, Folder 3, Page 686. Edited.
  9. ↑ "Basic Report: 04053, Oil, olive, salad or cooking", www.ndb.nal.usda.gov, Retrieved 17-4-2019. Edited.