كيف تحب الله

كيف تحب الله

حب الله تعالى

يحرص المسلم الحقُّ على محبة الله -عزّ وجلّ- ويقدّمها على محبّة الخلق كلّهم، ومحبّة الله تعالى من واجبات الإيمان ومستلزماته، وتُعدّ محبة الله -سبحانه وتعالى- من أفضل الأعمال التي ترتبط بالقلوب، وفي الحقيقة فإنّ من أشدّ ما يحتاج إليه العبد هو محبة الله تعالى، فهي أهمّ من مستلزمات الحياة كلّها، بما في ذلك الطعام والشراب، وإنّ كمال وجود الإنسان يعتمد على معرفته لخالقه -سبحانه وتعالى- ومحبّته له، فبمعرفة الله تعالى؛ تحيا الروح وتطيب لها الحياة، وتنعم النفس وتسعد، وممّا لا شكّ فيه أنّ كلّ نفسٍ مؤمنةٍ حقّ الإيمان تسعى لحبّ الله تعالى، فكيف تُحبّ الله وما الأمور التي تساعد على تحقيق ذلك؟[1][2]

كيفيّة حب الله تعالى

هنالك بعض الأمور التي يمكن القيام بها؛ سعياً لتحقيق حبّ الله تعالى، ومنها ما يأتي:[2]

  • دراسة القرآن الكريم والسنّة الشريفة ومعايشة كلّ منهما؛ فبذلك يتقرّب الإنسان إلى الله عز وجلّ، ويعرفه حقّ المعرفة، وممّا لا شكّ فيه أنّ من عرف الله تعالى أحبّه، واتّخذه ناصراً ومعيناً، فهو الملجأ وهو الملاذ لكلّ من يعرفه سبحانه حق المعرفة.
  • التأمّل في كلّ ما يدلّ على وجود الله -عزّ وجلّ- ويُبيّن حقيقته، فحريٌّ بالإنسان أن يتفكّر في خلق الله تعالى له، وكذلك في خلقه للسماوات والأرض وكلّ ما حوله في الكون، فهذا بابٌ لمعرفته تعالى حقّ المعرفة، ومّما يُدلّل على ذلك قول الله تعالى: (أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنفُسِهِم ۗ مَّا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُّسَمًّى ۗ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ)،[3] وكذلك قوله تعالى: (وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ* وَفِي أَنفُسِكُمْ ۚ أَفَلَا تُبْصِرُونَ).[4]
  • الإيمان المطلق بأنّ كلّ خير هو من عند الله، وأنّ أعظم الخير على الإطلاق ألّا يكل الله تعالى الإنسان لنفسه، فهذا ما أجمع عليه العارفون وأهل العلم؛ ولذلك يجدر بالمسلم المداومة على سؤال الله -عزّ وجلّ- حبّه، وحبّ من يحبّه، وحبّ كلّ عمل يُقرّب إلى حبّه، فالاجتهاد في الدعاء وسؤال الله، خير وسيلةٍ لتوفيق الله تعالى لعبده أن يدلّه عليه ويُرشده إلى حبّه.
  • اتباع الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- في الأقوال والأفعال وشؤون الحياة كلّها، فلا يمكن أن يتحقق حب الله تعالى دون أن يتّبع المسلم نبيّه محمداً صلّى الله عليه وسلّم، وممّا يُدلّل على ذلك قول الله تعالى: (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ).[5]
  • استحضار كمال الله تعالى وعظمته وجلاله، والاطلاع على كلّ ما في النفس من عيوبٍ ونقصٍ؛ إذ إنّ أخوف الناس هم من عرفوا أنّ لله المنّة كلّها، وأنّه العظيم المتعال الذي لا يُعيبه شيء ولا ينقصه أمرٌ، واستحضروا كذلك عجزهم ونقصهم وعيوب ذواتهم.
  • التقرّب إلى الله -سبحانه وتعالى- بالتوحيد، والإخلاص في الفعل والقول، والمواظبة على الفرائض والإتيان بها جميعاً قبل النوافل والسنن؛ لقول الله تعالى في الحديث القدسيّ: (وما تَقرَّب إليَّ عبدي بشيءٍ أحبَّ إليَّ مما افترضتُه عليه، ولا يزال عبدي يتقرَّب إلي بالنوافل حتى أحبَّه).[6]
  • ذكر الله تعالى باللسان، والعمل، والقول، فهذا خير دليلٍ على حبه تعالى.
  • إيثار ما يُحبّه الله تعالى على ما تُحبّه النفس وتشتهيه.
  • انكسار القلب بين يدي الله تعالى والتذلّل والخضوع إليه.
  • التعرّف إلى أسماء الله -عزّ وجلّ- وتعلّمها، ومعرفة مقاصدها والتفكّر فيها.
  • المواظبة على الاستيقاظ في آخر الليل؛ لتلاوة القرآن الكريم، والصلاة، والاستغفار.
  • الترفّع عن الكلام الذي لا يُجدي نفعاً للنفس وللغير.
  • الابتعاد عمّا يُبعد الإنسان عن ربّه عزّ وجلّ؛ كمشاهدة الأفلام وغيرها من البرامج التي تُفسد العقيدة.
  • الرّضا بالقدر خيره وشره، فمن عرف الله تعالى رضي بقضائه وأقداره.
  • الحرص على ارتداء الحجاب الساتر بالصفات التي وضعها الشرع.
  • الإحسان إلى خَلق الله تعالى، والإكثار من الطاعات، فهذا ممّا يُولّد الخشية والخوف من الله تعالى، ويُحبّب الإنسان بخالقه.
  • الابتعاد عمّا نهى الله تعالى عنه من الأقوال والأفعال.[7]
  • تقديم محبة الله -عزّ وجلّ- على محبّة النفس، والمال، والأبناء، ولا يقتصر الأمر على تقديم محبة الله تعالى على هذه الأمور، وإنّما يجدر بالمسلم تقديم محبة رسوله -صلّى الله عليه وسلّم- على كلّ ذلك، فقد قال صلّى الله عليه وسلّم: (لا يؤمنُ أحدُكم حتى أكونَ أحبَّ إليه من ولدِه ووالدِه والنَّاسِ أجمعينَ).[8][7]
  • إدخال السرور إلى قلوب المسلمين وتفريج كروبهم، وهذا ما بيّنه رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بقوله: (أحَبُّ الناسِ إلى اللهِ أنْفعُهُمْ، وأَحَبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سُرُورٌ تُدخِلُهُ على مُسلِمٍ، أو تَكشِفُ عنهُ كُربةً، أو تَقضِيَ عنهُ دَيْنًا، أو تَطرُدَ عنهُ جُوعًا، ولَأَنْ أمْشِيَ مع أخِي المسلمِ في حاجةٍ أحَبُّ إليَّ من أنْ أعتكِفَ في المسجدِ شهْرًا).[9][7]

ثمار محبّة المسلم لله تعالى

إنّ لمحبّة الله -عزّ وجلّ- ثمرٌ يجنيها المسلم في الحياة الدنيا وفي الآخرة، وأمّا بالنسبة للثمار التي يجنيها في الدنيا؛ فمنها تلّذذ المسلم بالعبادة والطاعة، والحرص على التزام أوامره وتلاوة كتابه وقيام الليل، وكذلك يجد المسلم الذي يُحبّ الله تعالى الأُنس به، ويتلذّذ بمناجاته، أي إنّ محبة العبد لله تُورث استشعار حلاوتها في القلب، أمّا في الحياة الآخرة؛ فإنّ محبة الله تعالى تُوجب دخول الجنّة، فالله تعالى يُدخل العبد جنّته بكرمه ومنّه وفضله، ويحشره مع الشهداء، والصدّيقين، والأنبياء، وحسن أولئك رفيقاً.[10][11]

المراجع

  1. ↑ "حب الله: كيف يكون وماهي علاماته"، knowingallah.com، اطّلع عليه بتاريخ 5-6-2018. بتصرّف.
  2. ^ أ ب "كيف أعرف الله وأحبه؟"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 5-6-2018. بتصرّف.
  3. ↑ سورة الروم، آية: 8.
  4. ↑ سورة الذاريات، آية: 20-21.
  5. ↑ سورة آل عمران، آية: 31.
  6. ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1782، صحيح.
  7. ^ أ ب ت "كيف أحب الله بصدق"، knowingallah.com، اطّلع عليه بتاريخ 6-5-2018. بتصرّف.
  8. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 44، صحيح.
  9. ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 176، حسن.
  10. ↑ "هل أنا أحب الله ورسوله؟"، audio.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 5-6-2018. بتصرّف.
  11. ↑ "هل استشعر قلبك حب الله؟"، saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 5-6-2018. بتصرّف.