كيف يحدث الإغماء

كيف يحدث الإغماء

الإغماء

يُعرّف الإغماء (بالإنجليزية: Fainting or Syncope) بأنّه فقدانٌ مفاجئ ومؤقتٌ للوعي، وعادة ما يحدث بسبب نقص الأكسجين في الدماغ،[1] وفي العادة لا يكون للإغماء أهمية طبية، ولكن أحياناً يحدث بسبب مرض أو ظرف طبي مهم، وبذلك يجب التعامل مع كل حالة إغماء وكأنّها حالة طبية طارئة حتى يتم التعرف على الأسباب المؤدية لها، وتتم معالجة الأعراض والعلامات المصاحبة له، ومن الجدير بالذكر أنّ أي شخص يتعرض للإغماء لمرات متعددة يتوجب عليه مراجعة الطبيب. ويُعدّ الإغماء وسيلة لإبقاء الشخص على قيد الحياة، حيث إنّ الدماغ في حالة نقص الأكسجين يقوم بإيقاف عمل جميع الأعضاء غيرالحيوية في الجسم من أجل أن يبقى التركيز على الأعضاء الحيوية.[2]

كيفية حدوث الإغماء

لفهم كيفيّة حدوث الإغماء يجب فهم كيف يكون الإنسان واعياً، فمن المعروف أنّ الدماغ يتكون من عدة أجزاء بما فيها نصفي الكرة المخية (بالإنجليزية: Brain Hemispheres)، والمُخيخ (بالإنجليزية: Cerebellum)، وجذع الدماغ (بالإنجليزية: Brain Stem)، ويحتاج الدماغ لتدفق الدم لتأمين الأكسجين والسكر لخلاياه والحفاظ على الحياة، وليكون الجسد يقظاً هناك منطقة موجودة في جذع الدماغ تُسمى نظام التنشيط الشبكي (بالإنجليزية: Reticular Activating System) يجب أن تكون منشّطة بالإضافة إلى واحد من نصفي الدماغ على الأقل، وعندما يحدث الإغماء يكون إما نظام التنشيط الشبكي يواجه مشكلة في التزود بالدم، أو نصفي الدماغ يعانيان من نقص في الدم والأكسجين، أو السكر. ومن الجدير بالذكر أنّ فقدان الوعي يُمكن أن يصحبه فقدان في قوة العضلات والذي من الممكن أن يسبب وقوع الشخص، ويسبب تأذّيه خاصةً إذا كان يمارس بعض الأفعال من مثل؛ قيادة السيارة.[3]وعندما يحدث الإغماء للشخص فإنّه لا يكون على وعي بما يجري، وقد يشعر قبلها ببعض الأعراض من مثل: الغثيان، والدوار، والتعرق، والضعف، وهي أعراض ما قبل الإغماء، وهي شبيهة بأعراض الإغماء، ولكن لا يكون فيها فقدان للوعي.[3] ومن الأعراض التي تسبق الإغماء ما يلي:[3]

  • الغثيان.
  • الشعور بالدوخة.
  • مشاكل في الرؤية مثل؛ رؤية البقع أو الأضوية أو عدم وضوح الرؤية.

أسباب الإغماء

هناك العديد من الأسباب المؤدية للإغماء، وعلى الرغم من أنّ الأسباب في كثير من الحالات تكون غير واضحة، يمكن ذكر بعض هذه الأسباب على النحو التالي:[4][5]

  • الخوف أو الصدمة العاطفية.
  • الألم الشديد.
  • الهبوط المفاجئ في ضغط الدم.
  • انخفاض السكر في الدم بسبب مرض السكري.
  • الجفاف.
  • الوقوف في مكان واحد لفترة طويلة.
  • الوقوف السريع.
  • المجهود الجسدي في الأجواء الحارة.
  • السعال بشكل قوي.
  • تناول بعض أنواع الأدوية، مثل؛ أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم، وعلاجات الاكتئاب، وعلاجات الحساسية.
  • شرب الكحول.
  • الإصابة ببعض الأمراض والمشاكل الصحية: فبعض الأمراض والحالات الصحية قد تتسبب بالإغماء أيضاً، من مثل:[6]
  • مشاكل القلب من مثل؛ عدم انتظام نبضات القلب.
  • الصرع.
  • فقر الدم المعروف بالأنيميا.
  • مشاكل الجهاز العصبي المنظم لضغط الدم.

أنواع الإغماء

هناك العديد من أنواع الإغماء، ولعلّ أشهرها الأنواع الثلاث الآتية:[4]

  • النوبة الوعائية المبهمة: (بالإنجليزية: Vasovagal Syncope) وتشمل العصب الحائر (بالإنجليزية: Vagus Nerve)، وتحدث لأسباب مختلفة منها: الصدمة العاطفية، أو التوتر، أو رؤية الدم، أو الوقوف لفترة طويلة.
  • إغماء الجيب السباتي: (بالإنجليزية: Carotid Sinus Syncope) ويحدث هذا النوع عند تضيق الشريان السباتي الموجود في الرقبة، ويحدث عادة عند إمالة الرأس إلى جهة واحدة، أو لف ربطة العنق بشكل ضيق حول الرقبة.
  • الإغماء بسبب موقف: (بالإنجليزية: Situational Syncope) ويحدث بعد مجهود جسدي أو شد مثل: السعال، أو تحريك الأمعاء.

التعامل مع الإغماء

إذا كان لدى الشخص حالات سابقة من الإغماء فيجب عليه معرفة الأسباب المؤدية لها لمحاولة تجنبها، ويُنصح دائماً بالقيام من وضعية الاستلقاء أو الجلوس بشكل بطيء، وإذا كان الشخص يُصاب بالإغماء عادة عند رؤية الدم مثلاً يتوجب عليه إخبار الطبيب قبل القيام بأي إجراء طبي له قد يؤدي لنزف الدم، ومن الضروري القيام بتناول وجبات الطعام في مواعيدها. وتجدر الإشارة إلى أنّه عند الإحساس بعلامات ما قبل الإغماء مثل: الضعف، والدوار يتوجب على الشخص الجلوس ووضع رأسه بين ركبتيه لمساعدة الدم في الوصول إلى الدماغ، كما ويُنصح بعدم الوقوف حتى يشعر الشخص بالراحة تجنباً للوقوع أرضاً والإضرار بالجسم.[4][7] وبالنسبة للإغماء الحاصل بسبب مشكلةفي العصب الحائر، والذي يحدث بتكرار أكبر عند الصغار في العمر، فمن الممكن التعامل معه بطرق بيسطة، مثل: شرب الماء، وإجراء مناورات الضغط المضاد (بالإنجليزية: Counter Pressure Manoeuvres)، ومن الممكن تجنب تكرار الموضوع بمساعدة أخصائيين نفسيين عن طريق ما يُعرف بالتوافق النفسي (بالإنجليزية: Psychological Deconditioning).[8]

مساعدة شخص في حالة الإغماء

في حال ملاحظة أنّ شخصاً ما يتعرض لحالة إغماء، فإنّه من الممكن تقديم المساعدة له عن طريق محاولة زيادة تدفق الدم إلى رأسه؛ وذلك برفع قدميه لمستوى أعلى من مستوى قلبه، أو جعله يجلس ويضع رأسه بين ركبتيه كما ذكرنا سابقاً، وإبقائه مستلقياً أو جالساً لمدة 10-15 دقيقة على الأقل، بالإضافة إلى تخفيف الملابس التي من الممكن أن تسبب ضغطاً عليه، مثل: ربطات العنق والأحزمة، وتُعدّ الأماكن الباردة والهادئة الأفضل لمثل هذه الحالات، كما من الممكن أن يساعد شرب الماء البارد. وهناك بعض الحالات التي يتوجب فيها الاتصال بالطوارئ فوراً، ومنها:[4]

  • إذا كان المصاب لا يتنفس.
  • إذا لم يستعد وعيه خلال دقائق قليلة.
  • إذا وقع المصاب وجُرح أو أنّه ينزف.
  • إذا كان المصاب امرأة حامل.
  • إذا كان الشخص مصاباً بالسكري.
  • إذا شكى من وجع في الصدر أو ضغط أو لديه مرض في القلب.
  • إذا واجه صعوبة في الكلام أو الرؤية.
  • إذا كان الشخص غير قادر على تحريك أطرافه.
  • إذا كان لدى المصاب عدم انتظام في دقات القلب.

المراجع

  1. ↑ "Syncope (Fainting)", www.heart.org, Retrieved 24-3-2019. Edited.
  2. ↑ "What is fainting and what causes it?", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 24-3-2019. Edited.
  3. ^ أ ب ت "Fainting (Syncope) ", www.medicinenet.com, Retrieved 24-3-2019. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث "What Causes Fainting?", www.healthline.com, Retrieved 24-3-2019. Edited.
  5. ↑ "Fainting", www.medlineplus.gov, Retrieved 24-3-2019. Edited.
  6. ↑ "Understanding Fainting -- the Basics", www.webmd.com, Retrieved 24-3-2019. Edited.
  7. ↑ "Why fainting happens and how to nip it in the bud, from the Harvard Heart Letter", www.health.harvard.edu, Retrieved 24-3-2019. Edited.
  8. ↑ "[Preventing fainting due to needles or blood."], www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 24-3-2019. Edited.