كيف يتم فحص الغدة الدرقية

كيف يتم فحص الغدة الدرقية

الغدة الدرقية

تُمثّل الغدة الدرقية (بالإنجليزية: Thyroid Gland) غدة لينة تُشبه في شكلها الفراشة، وتقع في الجزء الأماميّ من الرقبة أسفل الحنجرة على أحد جانبيّ القصبة الهوائية (بالإنجليزية: Trachea)، وتُعتبر جزءاً من جهاز الغدد الصمّاء (بالإنجليزية: Endocrine System)، وتقوم الغدة الدرقية باستعمال اليود الموجود في الطعام الذي يتناوله الفرد لتصنيع هرمونَين أساسيين، ويُعرفان بثلاثي يود الثيرونين (بالإنجليزية: Triiodothyronine) واختصاراً T3، والثيروكسين (بالإنجليزية: Thyroxine) المعروف اختصاراً بـ T4، وفي الحقيقة تُخزّن الغدة الدرقية هذه الهرمونات وتُطلقها عند الحاجة، ومن الجدير بالذكر أنّ الجسم يتحكّم بالغدة الدرقية من خلال منطقة تحت المهاد (بالإنجليزية: hypothalamus) والغدة النخامية (بالإنجليزية: Pituitary gland)، حيث تُفرز الغدة النخامية الهرمون المعروف بالهرمون منبه الدرقية أو الهرمون المنشط للدرقية (بالإنجليزية: Thyroid–stimulating hormone)، لينتقل عبر الدم وصولاً إلى الغدة الدرقية ليُحفّزها على إفراز هرمون الثيروكسين وكمية قليلة من ثلاثي يود الثيرونين، ومن الجدير بالذكر أنّ هرمون الثيروكسين يتحوّل في الأنسجة التي تحتاج هرمون الدرقية إلى ثلاثي يود الثيرونين.[1][2]

كيفية فحص الغدة الدرقية

فحوصات الدم

توجد العديد من الفحوصات التي تتمّ بعد أخذ عينة دم من المصاب لتقييم وظائف الغدة الدرقية، ومنها ما يأتي:[3][4]

  • فحص الهرمون المنبه للدرقية: ويُعتبر أول الفحوصات التي تُطلب عادةً للكشف عن مشاكل الدرقية، وإذا كانت نتيجة الفحص تُظهر ارتفاعاً في مستويات هذا الهرمون، فإنّ ذلك يدل على معاناة المصاب من قصور الغدة الدرقية الأوليّ (بالإنجليزية: Primary hypothyroidism)، الذي يُعرّف على أنّه قصور الدرقية في القيام بوظائفها بسب خلل أو اضطراب أصابها بشكل مباشر، أمّا إذا كانت نتيجة الفحص تُظهر انخفاضاً في مستويات هذا الهرمون، فإنّ ذلك يدل على المعاناة من فرط نشاط الغدة الدرقية (بالإنجليزية: Hyperthyroidism) الذي يُعاني فيه المصاب من زيادة إفراز هرمونات الدرقية، أو معاناة المصاب من قصور الغدة الدرقية الثانويّ (بالإنجليزية: Secondary Hypothyroidism) الذي يتمثل باضطراب الغدة النخامية، ممّا يتسبب بقلة إفراز الهرمون المنبه للدرقية.
  • فحص الثيروكسين: في الحقيقة يوجد هرمون الثيروكسين في الجسم على شكلين، أمّا الشكل الأول فهو مرتبط بالبروتين المعروف بالغلوبولين الرابط للثيروكسين (بالإنجليزية: Thyroxine Binding Globulin)، والثيروكسين الحر (بالإنجليزية: Free Thyroxine) الذي يُمثل ما يقل عن 1% من كمية الثيروكسين في الجسم، ويُعتبر الشكل الحر النوع المؤثر في وظائف أنسجة الجسم، وعند القيام بفحص الثيروكسين الكلي (بالإنجليزية: Total thyroxine) فإنّه يتم الكشف عن مجموع الثيروكسين الحر والثيروكسين المرتبط بالبروتين. أمّا فحص الثيروكسين الحر فيتمّ فيه فحص الثيروكسين الحر مباشرة أو من خلال إجراء بعض الحسابات البسيطة. وتجدر الإشارة إلى أنّ ارتفاع نتيجة هذا الفحص تدل على المعاناة من فرط نشاط الغدة الدرقية والعكس صحيح، ولكن لا تُدرس نتائج هذا الفحص بمعزلٍ عن فحص الهرمون المنبّه للدرقية، إذ إنّ ارتفاع الهرمون المنبه للدرقية وانخفاض الثيروكسين يدل على وجود قصور الدرقية الأوليّ، أمّا انخفاض الهرمون المنبه للدرقية والثيروكسين فيدلّ على قصور الدرقية الثانويّ، وأخيراً يدل انخفاض الهرمون المنبّه للدرقية وارتفاع الثيروكسين على فرط نشاط الدرقية.
  • فحص ثلاثي يود الثيرونين: عادة ما يوجد ثلاثي يود الثيرونين بكميات أقل من الثيروكسين في الدم، وقد يوجد حراً أو مرتبطاً بالغلوبولين الرابط للثيروكسين، ويُلجأ إلى هذا الفحص في حالات تشخيص فرط نشاط الدرقية أو تحديد درجة خطورة الحالة، ويندر استعماله في حالت قصور الدرقية لأنّه آخر الهرمونات تأثراً بالحالة، ويجدر التنبيه إلى احتمالية ارتفاع نسبة هذا الهرمون وهرمون الثيروكسين في حالات الحمل أو تناول الأدوية المانعة للحمل (بالإنجليزية: Birth Control Pills).
  • فحص الأجسام المضادة للغدة الدرقية: (بالإنجليزية: Thyroid antibodies test)، في الوضع الطبيعيّ تفرز الخلايا الليمفاوية في جهاز المناعة في الجسم أجساماً مضادة لمهاجمة الأجسام الغريبة التي يتعرّض لها الجسم، بما في ذلك البكتيريا والفيروسات، وفي بعض حالات فرط نشاط الدرقية أو قصورها قد يُفرز الجهاز المناعيّ أجساماً مضادة لتعمل ضد خلايا الدرقية، وإنّ القيام بفحص هذه الأجسام يُساعد على تشخيص الحالة، وخاصة عند الإصابة بأمراض الغدة الدرقية ذاتية المناعة (بالإنجليزية: Autoimmune thyroid disease).
  • فحص تيروغلوبولين: (بالإنجليزية: Thyroglobulin)، يُعتبر التيروغلوبولين هرموناً يُفرز من قبل خلايا الغدة الدرقية السليمة والسرطانية كذلك، ويُستخدم هذا الفحص لمراقبة استجابة المريض بعد إجراء الجراحة لعلاج سرطان الغدة الدرقية، ويجدر التنبيه إلى أنّ هذا الفحص لا يُستخدم للتعبير عن قدرة الدرقية وفحص وظائفها.

فحوصات أخرى

بالإضافة إلى الفحوصات المذكورة أعلاه، هناك فحص لا يُكشف عنه بفحوصات الدم، ويُعرف بفحص التقاط اليود النشط إشعاعياً (بالإنجليزية: Radioactive iodine uptake test)، وقد ظهرت فكرة هذا الفحص من أنّ الغدة الدرقية تحتاج لسحب كمية كبيرة من اليود في اليوم حتى تتمكّن من تصنيع هرمون الثيروكسين، وعليه فإنّ إعطاء اليود وتتبّع مساره والنسبة التي تسحبها الدرقية منه قد يُعطي انطباعاً قوياً عن وضع الغدة الدرقية الصحيّ، ومن هنا ظهورت فكرة فحص التقاط اليود النشط إشعاعياً، إذ يُعطى المعنيّ يوداً إشعاعيّ النشاط ليُراقب الطبيب المختص مساره، وإذا كانت نتيجة الفحص مرتفعة فإنّ ذلك يدل على معاناة المصاب من فرط نشاط الدرقية، في حين إذا كانت النتيجة منخفضة فإنّ ذلك يدل على معاناة المصاب من قصور الغدة الدرقية.[3]

المراجع

  1. ↑ "The Thyroid Gland ", www.thyroidfoundation.org.au, Retrieved March 23, 2018. Edited.
  2. ↑ "Thyroid Gland", www.webmd.com, Retrieved March 23, 2018. Edited.
  3. ^ أ ب "Thyroid Function Tests", www.thyroid.org, Retrieved March 23, 2018. Edited.
  4. ↑ "Thyroid Hormone Tests", www.webmd.com, Retrieved March 23, 2018. Edited.