كم عدد أجزاء وأحزاب القرآن الكريم

كم عدد أجزاء وأحزاب القرآن الكريم

عدد أجزاء القرآن

يعرف الجزء في اللغة بالبعض وجمعه أجزاء، وجزّأ الشّيء جعله أجزاءً. والجزء في كلام العرب النّصيب. وفي الحديث: قرأ جزأه من الّليل، والرّؤيا الصّالحة جزء من ستّة وأربعين جزءًا من النّبوّة.[1]

يدلّ الجزء في الاصطلاح المتأخّر من القرآن على معنى خاص، وهو قسمٌ من ثلاثين قسمًا،[2] كلّ جزء يأخذ عشرين صفحة من صفحات المصحف، تحوي كلّ صفحة خمسة عشر سطرًا متساوية الأطراف في الخط، وهذا التّقسيم هو ما عليه مصحف المدينة المنوّرة. وقد نجد اختلافًا في تحديد بداية هذه الأجزاء بين مصاحف المشرق والمغرب لأنّ الأمر اجتهاديّ وليس توقيفيًّا من النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ولا يترتّب عليه أيّ حكم شرعيّ.[3]

عدد أحزاب القرآن

قال ابن فارس: الحاء والزّاء والباء أصل واحد وهو تجمّع الشّيء، ومنه الحزب الجماعة من النّاس، يقول تعالى: (كُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَيْهِم فَرِحُون).[4] والطّائفة من كلّ شيء حزب، يُقال: قرأ حِزبه من القرآن.[5] وقال ابن منظور: والحزب: الورد، وورد الرّجل من القرآن والصّلاة حزبه، والحزب ما يجعله الرّجل على نفسه من قراءة وصلاة. والحزب من القرآن لا يخرج عن معناه الّلغوي في كونه المجموع من الشّيء. والحزب عشر صفحات باعتبار أنّه نصف الجزء. فيكون عدد أحزاب القرآن الكريم ستّين حزبًا.[2] الحزب الواحد قُسّم إلى أربعة أرباع وبعضهم قسّمه إلى ثمانية أثمان، وهذا التّحزيب للقرآن تمّ على يد العالمين الجليلين نصر بن عاصم ويحيى بن يَعْمُر في لجنة شكّلها الحجّاج بن يوسف الثّقفيّ بأمر من عبد الله بن مروان.[6]

جمع القرآن الكريم

بالرّغم من أنّ الكثير من الصّحابة كانوا يحفظون القرآن الكريم عن ظهر قلب إلّا أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أمر عددًا من الصّحابة بكتابة ما ينزل عليه من السّور والآيات على جريد النّخل وقطع الجلد والعظام وغيرها مرشدًا إيّاهم إلى مواضع السّور والآيات. وظلّ القرآن الكريم هكذا متفرّقًا على الصّحف حتّى جاء عهد أبي بكر الصّديق رضي الله عنه حيث كَثُرَ القتل في قُرّاءِ القرآن وحَفَظَتِهِ فأشار عمر بن الخطّاب على الصّدّيقِ بجمع القرآن المتفرّق في مصحف واحد في مكان واحد فتمّ ذلك وجُمِع القرآن في صحائف مرتبةً الآيات فيها على ما وَقَفَهُم عليه النّبي صلّى الله عليه وسلّم. وبقيت الصّحف عند أبي بكر حتّى وافته المنيّة ثمّ عند عمر بن الخطّاب وبعد وفاته بقيت عند ابنته حفصة. أمّا عثمان بن عفّان رضي الله عنه فقد جمع المسلمين وشاورهم على أن يكون المصحف على حرف واحد وأمر بنسخه في سبعة مصاحف وُزِّعت على الأمصار.[7]

تقسيم القرآن الكريم

رتّب الصّحابة سور القرآن كما أمرهم النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم حيث تبدأ كلّ سورة بالبسملة، ثمّ إنّهم قسّموه وجزّؤوه حسب السّور على أيّام الأسبوع لكلّ يومٍ جزء محدّد أسموه حزبًا؛ في اليوم الأوّل ثلاث سور واليوم الثّاني خمس سور، ثمّ سبع سور، وتسع سور، وإحدى عشرة سورة، وثلاث عشرة سورة، وحزب المُفَصَّل من (ق). وبذلك يختمون القرآن في سبعة أيّام. ثمّ حدث بعد ذلك أن اجتهد العلماء في تقسيم القرآن على اعتبارات متعدّدة كان أهمّها عدم الوقوع في الّلحن وتسهيل الحفظ والتّلاوة. فشُكّلَ المصحف،[6] وقُسِّمَ إلى ثلاثين جزءًا والجزء إلى حزبين.[8]

المراجع

  1. ↑ ابن منظور، لسان العرب، صفحة 847. بتصرّف.
  2. ^ أ ب عبد العزيز بن علي الحربي (2010)، تحزيب القرآن الكريم (الطبعة الأولى)، صفحة 101-102. بتصرّف.
  3. ↑ "الاعتبار الّذي تمّ عليه تقسيم القرآن إلى أجزاء وأحزاب وأرباع"، إسلام ويب، 28-7-2004، اطّلع عليه بتاريخ 8-10-2017. بتصرّف.
  4. ↑ سورة الروم، آية: 32.
  5. ↑ ابن فارس، مقاييس الّلغة، صفحة 151. بتصرّف.
  6. ^ أ ب "ترتيب أجزاء القرآن بالشّكل الحالي أمر توقيفيّ"، إسلام ويب، 4-6-2003، اطّلع عليه بتاريخ 8-10-2017. بتصرّف.
  7. ↑ الشّيخ صلاح نجيب الدّق (31-3-2016)، "جمع القرآن وترتيبه"، الألوكة ، اطّلع عليه بتاريخ 3-10-2017. بتصرّف.
  8. ↑ "متى وكيف تمّ تحزيب القرآن"، إسلام ويب، 2-11-2004، اطّلع عليه بتاريخ 8-10-2017. بتصرّف.