ما عدد الأنبياء

ما عدد الأنبياء
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

الأنبياء

أرسل الله عزَّ وجلّ الأنبياء لإنذار النّاس وهدايتهم إلى طريق الحق والهدى، فما من أُمّة إلاّ أرسل الله عزّ وجلّ لها نبيّاً يدعوها لعبادة الله وحده لا شريك له، فالانبياء أعلام يهتدي بهم النّاس إلى النور، وقد أرسل الله نبيه وخاتم رسله محمد عليه الصّلاة والسّلام للبشريّة كافّةً؛ ليُنذرهم ويُبشّرهم، فمن أطاعه فقد نجا، ومن عصاه وتولّى فالنّار مثواه.

معنى النبيّ

  • النبيّ في اللغة على وزن فعيل من الإنباء، وهو الإخبار، والنبيء على وزن فعيل مَهموز؛ لأنّه أنبأ عن الله، أي أخبر.[1]
  • النبيّ في الاصطلاح: قال عبد القاهر البغداديّ: (النبيّ كلّ من نزل عليه الوحي من الله تعالى على لسان مَلَك من الملائكة، وكان مُؤيَّداً بنوع من الكرامات النّاقضة للعادات).[2]

عدد الأنبياء

ذكر القرآن الكريم والسُنّة النبويّة عدداً من الأنبياء والرّسل عليهم الصّلاة والسّلام، وفيما يأتي بيان ذلك:

عدد الأنبياء في القرآن الكريم

ينقسم الأنبياء الذين ذكرهم الله عزَّ وجلّ في القرآن الكريم إلى قسمين:

  • القسم الأول: مَنْ ذكر الله عزَّ وجلَّ أسماءهم، وبيّن قصصهم وأخبارهم، وهم خمسة وعشرون نبيّاً:
  • القسم الثاني: من لم يُعلَم أسماؤهم، ولم يُنبئ الله أخبارهم، وهؤلاء كثيرون لا يعلم عددهم إلا الله الذي أرسلهم فهو يُحصيهم ويَعدّهم، فهولاء يجب على المسلم الإيمان بهم جميعاً دون استثناء؛ فقد قال الله عزَّ وجلّ في ذكرهم: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ)،[12] وقوله: (وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا*رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا)[13] وهذه الآيات الكريمة بيّنت أنّ هناك عدد من الرّسل بعثهم الله سبحانه لم يُبيّن عددهم، ولكن بيّن أنّ مَهمّة الرسل والأنبياء عليهم الصّلاة والسّلام هي دعوة النّاس وهدايتهم رسلاً مُبشِّرين ومُنذرين.
  • نبي الله آدم عليه الصّلاة والسّلام، وقد قال الله عزَّ وجلَّ فيه في سورة طه: (وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا).[3]
  • نبي الله نوح عليه الصّلاة والسّلام، وقد قال الله عزّ وجلّ فيه في سورة هود: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ).[4]
  • ذكر القرآن الكريم ثمانية عشر نبيّاً في سورة الأنعام، قال الله عزَّ وجلَّ : (وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ*وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ*وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ*وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ*وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)؛[5] والأنبياء المذكورون في الآيات هم نبي الله إبراهيم، وإسحق، ويعقوب، وداوود، وسليمان، وأيّوب، ويوسف، وموسى، وهارون، وزكريّا، ويحيى، وعيسى، وإلياس، وإسماعيل، واليسع، ويونس، ولوط عليهم الصّلاة والسّلام.
  • نبي الله إدريس عليه الصّلاة والسّلام، وقد قال الله عزّوجلَّ فيه في سورة مريم: (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا).[6]
  • نبي الله هود عليه الصّلاة والسلّام، وقد قال الله عزَّ وجلَّ فيه في سورة الشعراء: (كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ*إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلَا تَتَّقُونَ*إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ).[7]
  • نبي الله صالح عليه الصّلاة والسّلام، وقد قال الله عزَّ وجلَّ فيه في سورة الشعراء: (كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ*إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ*إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ).[8]
  • نبي الله شُعَيب عليه الصّلاة والسّلام، وقد قال الله عزَّ وجلَّ فيه في سورة الشعراء: (كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ*إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلَا تَتَّقُونَ*إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ).[9]
  • نبي الله ذو الكفل عليه الصّلاة والسّلام، وقد قال الله عزّ وجلّ فيه في سورة ص: (وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مِنَ الْأَخْيَارِ).[10]
  • خاتم الأنبياء والمُرسلين محمد عليه الصّلاة والسّلام، وقد قال الله عزَّ وجلّ فيه في سورة الأحزاب: (مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا).[11] فهؤلاء خمسة وعشرون كلّهم أنبياء ورسل، ‏ومن هؤلاء الخمسة والعشرين نبياً أربعة من العرب؛ وهم نبي الله هود، ونبي صالح، ونبي الله شُعَيب وخاتم الانبياء محمد عليهم الصّلاة والسّلام أجمعين. ‏

عدد الأنبياء في السُنّة النبويّة

أمّا عن ورود عدد الأنبياء عليهم الصّلاة والسّلام في السُنّة النبويّة فقد أخبر النبيّ عليه الصّلاة والسّلام بعدد الأنبياء والمُرسلين؛ فعن ‏أبي ذر رضي الله عنه قال: (قلت: يا رسول الله، كم المرسلون؟ قال: ثلاثمائة وبضعة عشر‏‏، جماً غفيراً)،[14]وفي رواية أبي أمامة قال أبو ذر: (قلت: يا رسول الله: كم وفاء عدة الأنبياء ؟ قال :مائة ‏ألف، وأربعة وعشرون ألفاً. والرّسل من ذلك ثلاثمائة وخمسة عشر، جماً غفيراً)‏[15] وفي هذا الحديث النبويّ بيان أنّ عدد الأنبياء الذين أرسلهم الله عزَّ وجل لدعوة النّاس وهدايتهم عدد كثير، وهذا هو المعنى المقصود من قوله عليه الصّلاة والسّلام: (جمّاً غفيراً).

‏وقد ذكرت السُنّة النبويّة الشّريفة أسماء عدد من الأنبياء الذين لم يأتِ ذكرهم في القرآن الكريم، وهم نبي الله شيث، ونبي الله يوشع بن نون؛ فقد جاء في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي ‏الله عنه قال: (قال رسول الله عليه الصّلاة والسّلام: إنّ الشّمس لم تُحبَس إلا ليوشع ليالي سار ‏إلى بيت المُقدّس)،[16] وفي هذا الحديث النبويّ جاء ذكرٌ لنبي الله يوشع بن نون عليه السّلام.

المراجع

  1. ↑ ابن منظور (1414هـ)، لسان العرب (الطبعة الثالثة)، بيروت: دار صادر، صفحة 162، جزء 1.
  2. ↑ وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية - الكويت (1427هـ)، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الثانية)، الكويت: طبع الوزارة، صفحة 40، جزء 40.
  3. ↑ سورة طه، آية: 115.
  4. ↑ سورة هود، آية: 25.
  5. ↑ سورة الأنعام، آية: 83-87.
  6. ↑ سورة مريم، آية: 56.
  7. ↑ سورة الشعراء، آية: 123-125.
  8. ↑ سورة الشعراء، آية: 141-143.
  9. ↑ سورة الشعراء، آية: 176-178.
  10. ↑ سورة ص، آية: 48.
  11. ↑ سورة الأحزاب، آية: 40.
  12. ↑ سورة غافر، آية: 78.
  13. ↑ سورة النساء، آية: 164-165.
  14. ↑ رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن أبي ذر، الصفحة أو الرقم: 361، أخرجه في صحيحه.
  15. ↑ رواه الزيلعي، في تخريج الكشاف، عن أبي أمامة الباهلي، الصفحة أو الرقم: 391/2.
  16. ↑ رواه الألباني، في السلسلة الصحيحة، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 202، صحيح.