قيام رمضان سنّة ثابتة عن الرسول صلوات الله عليه وسلامه، ولها من الفضل العظيم، وينبغي للعبد أن يُحافظ عليها حتى يحظى بهذا الفضل، وصلاة قيام رمضان هي صلاة التراويح، فقد كان رسولنا الكريم يُؤدّيها مع أصحابه الكرام، إلا أنّه تركها خوفاً من أن تُصبح فرضاً عليهم،[1] وعدد ركعاتها إحدى عشرة ركعة، (فعن عائشة رضي الله عنها أنها سُئلت: كيف كانت صلاةُ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم في رمضانَ ؟ قالت: ما كان يزيدُ في رمضانَ ولا غيرِه على إحدى عشْرةَ ركعةً).[2]
لا بأس أن تكون ثلاث عشرة ركعة، لقول ابن عباس رضي الله عنهما: (كانت صَلاةُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم ثَلاثَ عَشرةَ ركعةً، يَعني بِاللَّيلِ).[3] والثابت عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنها إحدى عشرة ركعة، ولا بأس إن زِيد عليها، وجاء عن السلف أنواع في ذلك، ومن الأفضل أن تكون إحدى عشرة أو ثلاث عشرة ركعة، أُسوة بالرسول صلى الله عليه وسلم، ولم يصحّ عنه عليه الصلاة والسلام، أنّه كان يُصلّي هو أو أحد من الخلفاء ثلاثاً وعشرين، ولا عِلم أنّ الصحابة رضوان الله عليهم، أنهم صلّوا أكثر من ثلاث وعشرين، بل الظاهر خلاف ذلك، ولا ينبغي أن يكون الخلاف في عدد ركعاتها سبباً في الشقاق بين الأمة، بل يجب أن يكون سبباً في اجتهادها.[4]
صلاة التراويح خاصة بشهر رمضان الفضيل فقط، وفي كلّ ليلة من لياليه، ويبدأ وقتها من بعد صلاة العشاء حتى طلوع الفجر، ولو صُلِّيَت آخر الليل فهذا أفضل، فصلاة آخر الليل مشهودة، وهي أنشط للجسم، وأدعى للتدبّر وفي هذا الوقت أيضاً، ينزل الله سبحانه وتعالى إلى السماء الدنيا، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال: (يَنْزِلُ ربُّنا تباركَ وتعالى كلَّ ليلةٍ إلى السماءِ الدنيا، حينَ يَبْقَى ثُلُثُ الليلِ الآخرِ، يقولُ: من يَدعوني فأَستجيبُ لهُ، من يَسْأَلُنِي فأُعْطِيهِ، من يَستغفرني فأَغْفِرُ لهُ).[5][6]
صلاة التراويح سنة مؤكدة، وشعيرة من شعائر شهر رمضان، وليست واجبة، والدليل على ذلك أنّ أحد الصحابة لم يكن يأمر بأدائها، بل كان يُرغّب فيها، وكذلك كل ما يُرغّب به الرسول صلى الله عليه وسلم فهو خير، وكل ما حذّر منه فهو شر، ومما يدل أيضاً أنّ صلاة التراويح سنة، قوله صلوات الله عليه وسلامه: (مَن قامَ رمضانَ إيمانًا واحتسابًا، غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ من ذنبِهِ).[7][8]