كيفية انتشار الكبد الوبائي

كيفية انتشار الكبد الوبائي
(اخر تعديل 2024-04-03 04:03:01 )

الكبد الوبائي

يقصد عامّة الناس بقولهم الكبد الوبائيّ التهاب الكبد الناتج عن التعرّض لبعض أنواع الفيروسات وبهذا يُعرف بالتهاب الكبد الوبائيّ (بالإنجليزية: Viral Hepatitis)، والتهاب الكبد الوبائي كما يُوضح الاسم أنّه التهاب يُصيب خلايا الكبد مُسبّباً تلفها، وبهذا يؤثر في وظائف الكبد المختلفة من حيث تنقية الدم من السموم، وتصنيع بعض أنواع الهرمونات، وتخزين الفيتامينات، وفي الحقيقة لا يقتصر حدوث التهاب في الكبد على الفيروسات كمُسبّب لذلك، وإنّما قد يُعاني بعض الأشخاص من التهاب الكبد نتيجة لتناول الكحول أو الإصابة ببعض أمراض المناعة الذاتية، أمّا في هذا المقال فسيقتصر الحديث عن الالتهاب الناتج عن الفيروسات والمعروف بالكبد الوبائيّ كما بيّنّا، وتجدر الإشارة إلى أنّ هناك خمسة أنواع من الفيروسات التي قد تُصيب الكبد فتتسبب بالالتهاب الكبد الوبائيّ، وهي فيروس أ، وفيروس ب، وفيروس ج، وفيروس د، وفيروس هـ، وعلى الرغم من وجود هذه الأنواع كلها، إلا أنّ أغلب حالات الإصابة بالتهاب الكبد الوبائيّ ناجمة عن التعرّض لفيروس أ، أو ب، أو ج، ويجدر التنبيه إلى أنّ كلّاً من هذه الفيروسات قادر على التسبب بالتهاب الكبد الحاد الذي قد يتسمر لما يقارب ستة شهور، في حين يمكن لحالات الإصابة بفيروس ب أو فيروس ج أن تكون مزمنة فترافق المصاب طوال حياته.[١]

كيفية انتشار الكبد الوبائي

تختلف طرق انتشار التهاب الكبد الوبائيّ باختلاف نوع الفيروس المُسبّب للمرض، وفيما يأتي بيان أهمّ طرق انتشار أكثر الفيروسات شيوعاً:[٢]

  • فيروس أ: ينتقل التهاب الكبد الوبائي أ عن طريق وصول براز المصاب ولو بكميات قليلة جداً إلى فم الأشخاص الآخرين، وقد يحدث ذلك نتيجة تناول طعام، أو شراب، أو وضع أشياء ملوثة ببراز الشخص المصاب في الفم.
  • فيروس ب: ينتقل التهاب الكبد الوبائيّ ب عن طريق وصول دم الشخص المصاب أو سوائل جسمه مثل المني إلى الآخرين غير المصابين، حتى وإن كانت كمية السوائل أو الدم قليلة جداً، وفي الحقيقة هناك طرق عديدة لانتقال مثل هذه السوائل، يمكن إجمال أهمّها فيما يأتي:
  • فيروس ج: ينتقل فيروس ج بشكلٍ أساسيّ عن طريق وصول دم المصاب إلى الآخرين، وذلك بعدة طرق، نذكر منها ما يأتي:
  • ولادة جنين لأمّ مصابة بالتهاب الكبد الوبائيّ ب.
  • ممارسة الجنس مع شخص مصاب بالتهاب الكبد الوبائيّ ب.
  • مشاركة الأشياء الشخصية التي قد تحمل سوائل جسم المصاب أو دمه مثل فراشي الأسنان وشفرات الحلاقة.
  • سوء نظام التحكم المستخدم في ضبط العدوى في مراكز الرعاية الصحية.
  • استعمال الأدوات الطبية الملوّثة بدم المصاب بالتهاب الكبد الوبائيّ مثل الحقن، والأدوات الطبية المختلفة بما فيها جهاز قياس السكر في الدم.
  • مشاركة الأدوات الطبية مع شخص مصاب بالتهاب الكبد الوبائي ج.
  • سوء تطبيق نظام التحكم بالعدوى في المراكز الصحية المختلفة.
  • عمليات نقل الدم (بالإنجليزية: Blood Transfusion) وزراعة الأعضاء (بالإنجليزية: Organ Transplantation)، ولكن يجدر التنبيه إلى أنّ انتقال عدوى التهاب الكبد الوبائيّ ج بهذه الطرق لم يعد حدوثها وارداً، فقد كانت شائعة قبل عام 1992م، ولكن بسبب عمليات الكشف عن الفيروس في العينات والأعضاء المنقولة بات انتقال الفيروس بهذا الطرق معدوماً.

أعراض الكبد الوبائي

تتراوح وتختلف أعراض الإصابة بالتهاب الكبد الوبائيّ باختلاف نوع الفيروس المُسبّب للمرض، وكذلك باختلاف استجابة المصاب للعدوى، فبعض الحالات تكون الإصابة بسيطة للغاية فلا تظهر على المصابين أية أعراض أو علامات كما هو الحال عند الإصابة بالتهاب الكبد الوبائيّ أ، وكذلك حالات الإصابة بالتهاب الكبد الفيروسيّ ج، أمّا حالات الإصابة بالتهاب الكبد الوبائيّ ب فتُعدّ في الغالب خطيرة ويترتب عليها ظهور أعراض وعلامات عديدة، وفي حال كان الشخص يُعاني من هذين الالتهابين في الوقت ذاته فإنّ حالته تكون شديدة للغاية وتظهر على المصابين أعراضاً وعلامات في غاية الخطورة.[٣]

وبالرغم من وجود كل هذا التباين والاختلاف، إلا أنّ هناك مجموعة من الأعراض والعلامات التي قد تظهر في حالات الإصابة بالتهاب الكبد الوبائيّ عامةً، نجملها فيما يأتي:[٣]

  • فقدان الشهية.
  • الشعور بالتعب والاستياء العام.
  • الشعور بالغثيان وقد يتطور الأمر إلى حد التقيؤ.
  • الإصابة بالحمّى (بالإنجليزية: Fever) غالباً.
  • الشعور بألم في مكان وجود الكبد، والذي يتمثل بالجزء العلوي من الجهة اليُمنى من البطن.
  • الشعور بآلام في المفاصل وظهور طفح جلديّ في حالات المعاناة من التهاب الكبد الوبائيّ ب خاصة.
  • الإصابة باليرقان (بالإنجليزية: Jaundice)، ويتمثل باصفرار لون الجلد والعيون، وظهور البول بلون أغمق من اللون الطبيعيّ، وغالباً ما يحدث ذلك بعد مرور ثلاثة إلى عشرة أيام على لحظة التعرّض للفيروس المُسبّب لالتهاب الكبد الوبائيّ.

مضاعفات الكبد الوبائي

إنّ معاناة المصاب من التهاب الكبد الوبائيّ المزمن تتسبب بإحداث ضرر وتلف فيه، غالباً ما يصل إلى حدّ تكون النسيج الندبيّ، وعندها تُعرف هذه الحالة بتليف الكبد (بالإنجليزية: Liver Fibrosis)، ومن الجدير بالذكر أنّ استمرار النسيج الندبيّ بالتكوّن يترتب عليه ظهور ما يُعرف بتشمّع الكبد (بالإنجليزية: Cirrhosis)، والذي يتمثل بتحول أغلب النسيج الكبدي إلى نسيج ندبي، وبهذا تفقد خلايا الكبد القدرة على القيام بوظائفها، ومن الجدير بالذكر أنّ تشمع الكبد لا يحدث خلال ليلة، وإنّما يستغرق حدوثه فترة طويلة، فقد يظهر على المصابين بالتهاب الكبد الوبائيّ ج بعد مرور ما يُقارب عشرين إلى ثلاثين عاماً، وغالباً لا تظهر أعراض الإصابة بهذا الداء إلا في المراحل المتقدمة.[٤]

المراجع

  1. ↑ "What's to know about viral hepatitis?", www.medicalnewstoday.com, Retrieved May 15, 2018. Edited.
  2. ↑ "What is Viral Hepatitis?", www.cdc.gov, Retrieved May 15, 2018. Edited.
  3. ^ أ ب "Overview of Acute Viral Hepatitis", www.msdmanuals.com, Retrieved May 15, 2018. Edited.
  4. ↑ "Liver complications", www.hepatitis.va.gov, Retrieved May 15, 2018. Edited.