كيف كان الرسول يعامل النساء

كيف كان الرسول يعامل النساء
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

مكانة المرأة في الإسلام

خاطب الإسلام المرأة والرجل على حدٍ سواء، وعاملهم بطريقةٍ عادلةٍ، وخصّ المرأة بتشريعاتٍ تبين لها حقوقها، وتضمنها لها، وقد ورد في القرآن الكريم، والسنة النبوية، العديد من النصوص التي تحثّ على معاملة المرأة بالعدل والرفق والإحسان، وممّا لا شكّ فيه، أنّ الإسلام لمّا جاء رفع من شأن المرأة في بلاد العرب، فنهى عن تزويج الفتاة كرهاً دون رغبتها، ونهى أيضاً عن أكل مال الفتاة بغير حقّ، وجعل للفتاة نصيباً وحقّاً واضحاً في الميراث، ولا يخفى ما كان عليه أهل الجاهلية من كرهٍ لإنجاب الفتيات، فكان الواحد منهم يسودّ وجهه إذا علم بإنجاب زوجته للأنثى، كما ذكر القرآن الكريم، كما أنّ الله -تعالى- جعل سورةً في كتابه الكريم اسمها سورة النساء، وفي ذلك تكريمٌ لهن، وأوضح في تلك السورة أحكام الميراث، وصفات المرأة الصالحة، وكيفية التعامل مع المرأة الناشز بتدرجٍ لطيفٍ رحيمٍ بها، كما أمر الإسلام بإحسان العشرة مع الزوجة، والتلطف معها.[1]

وقد حرّم الإسلام وأد البنات، بعد أن كان الناس في الجاهلية يقتلون البنات وهنّ على قيد الحياة، ودليل ذلك قول الله تعالى: (وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ* بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ)،[2] وقد راعى الإسلام الضعف الفطري الموجود في المرأة، وذلك ليس ضعفاً مذموماً، فبعضه ضعفٌ طبيعيٌ في الخِلقة والبنية والجسم، وبعضه ضعفٌ محمودٌ مطلوبٌ للمرأة؛ كرقة القلب والعاطفة، وهدوء الطبع، ونحو ذلك من الأمور المستحبة في النساء، ما لم تخرج عن حدّها الطبيعي، ولذلك حرص الإسلام على حمايتهن من العنف الجسدي والمعنوي، فكان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- كثيراً ما يوصي الرجال بالنساء خيراً، كما أكّد النبي على أنّ النساء يماثلن الرجال في القدر والمكانة، ودليل ذلك قول النبي صلّى الله عليه وسلّم: (إنَّما النساءُ شقائقُ الرجالِ).[3][1]

تعامل الرسول صلى الله عليه وسلم مع النساء

أرسى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- منهجاً عظيماً للتعامل مع النساء، وكان في تكريمه لهنّ قدوةً تستحق المتابعة والاهتداء بها، فقد كرّم النبي المرأة أمّاً وزوجةً وابنةً وأختاً، كما كرّم النبي سائر نساء المسلمين، وأوصى بهنّ خيراً، وفيما يأتي مواقفٌ ووصايا من سيرته في ذلك الشأن:[4][5]

  • أوصى النبي -صلّى الله عليه وسلّم- بالأم، والبر بها، وحسن التعامل معها، فقد ورد عن النبي قوله للرجل الذي سأله عن أحقّ الناس بحسن صحابته فأجاب: (أمُّك، قال: ثم من؟ قال: ثم أمُّكَ، قال: ثم من؟ قال: ثم أمُّكَ، قال: ثم من؟ قال: ثم أبوك).[6]
  • أرشد الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- إلى وجوب الإحسان إلى الأم وبرها، حتى وإن كانت مشركةً، فقد جاءت أسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنها- إلى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- تستفتيه في أن تصل أمها وهي مشركةً، فاجابها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (نعم، صِلِي أمكِ).[7]
  • حثّ الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- في أحاديثه على الإحسان إلى البنات والأخوات، وقد كان يفرح ويسرّ ويستبشر عند مولد بناته رضي الله عنهن، حيث قال: (مَنْ كان لهُ ثلاثُ بناتٍ أوْ ثلاثُ أَخَوَاتٍ، أوْ بنَتَانِ، أوْ أُخْتَانِ، فَأحسنَ صُحْبَتَهُنَّ واتَّقَى اللهَ فيهِنَّ؛ فَلهُ الجنةُ).[8]
  • عدّ الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- اللعب مع الزوجة، مما يثاب الإنسان عليه، بلّ إنّ ذلك لا يعدّ لهواً أصلاً، كما أخبر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- حين قال: (كلُّ شيءٍ ليس من ذكر اللهِ عزَّ وجلَّ فهو لهوٌ أو سهوٌ، إلا أربعَ خِصالٍ: مشيُ الرجلِ بين الغرضَينِ، وتأديبُه فرسَه، وملاعبتُه أهلَه، وتعليمُ السِّباحةِ).[9]
  • خصّص الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- لنساء المؤمنين عامةً، يوماً خاصاً بهنّ، يعلمهنّ فيه أمور الدين.
  • أكّد الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- على حقّ الفتاة في اختيار شريك حياتها، ولم يُجز النبي للآباء أن يجبروا بناتهم على الزواج بمن لا يرغبون من الرجال.
  • كانت آخر وصايا النبي -صّلى الله عليه وسلّم- للمسلمين في حجة الوداع، أن يستوصوا بالنساء خيراً.
  • أقرّ النبي -صلّى الله عليه وسلّم- مبدأ تساوي الرجل والمرأة في المسائلة أمام الله تعالى، فكلّ واحدٍ منهما يعمل في دوره الذي شرعه الله تعالى له، فيكون مسؤولاً عن ذلك يوم القيامة، ودليل ذلك قول النبي صلّى الله عليه وسلّم: (كلُّكم راعٍ ومَسؤولٌ عن رَعيَّتِه؛ فالإمامُ راعٍ ومَسؤولٌ عن رَعيَّتِه، والرَّجلُ في أهلِه راعٍ وهو مَسؤولٌ عن رَعيَّتِه، والمرأةُ في بيتِ زَوجِها راعيةٌ وهي مَسؤولةٌ عن رعيَّتِها).[10]

صفات المرأة المسلمة

تبرز في شخصية المرأة المسلمة صفاتٌ عديدةٌ، وفيما يأتي بيان جانبٍ منها:[11]

  • يقظة الإيمان، وتلك أبرز صفات المرأة المسلمة، فهي عميقة الإيمان بالله تعالى، وعقيدتها نقيةً صافيةً لايشوبها شيءٌ من الجهل والخرافات ونحو ذلك، فتعلم المرأة يقيناً أنّ كلّ ما يجري في الكون من أحداثٍ وأمورٍ فهو بقضاء الله تعالى، وعلمه، وحكمته، وذلك يزيد في قوة المرأة ونضجها؛ لما له من أثرٍ في جعلها تنظر إلى الحياة الدنيا على أنّها دار ابتلاءٍ واختباٍر، وليس على المرأة لتجاوزها إلّا أن تسير في طريق الخير، وتأخذ في أسباب العمل الصالح.
  • عابدة لله تعالى، فالمرأة المسلمة تقبل على عبادة الله -تعالى- بهمةٍ عاليةٍ، ولا تترك فرائض الإسلام التي أمر الله -تعالى- بها، بل تحرص عليها، وتؤديها على الوجه الصحيح.
  • تستشعر مسؤوليتها عن أفراد أسرتها، فإنّ مسؤولية المرأة على الأبناء، لا تقل عن مسؤولية الرجل، بل قد تزيد عليها في بعض الجوانب، ولذلك فالمرأة تشمل الأبناء دائماً بالتربية والتوجيه والعناية.
  • تعمل على نصرة الإسلام، فتحرص على تطبيق منهج الإسلام في حياتها، وحياة أسرتها، ومجتمعها، وبلدها كلّه؛ لأنّها تعلم أن ذلك من كمال عبادتها لله تعالى.
  • تأمر بالمعروف، وتنهى عن المنكر، وذلك من تكريم الإسلام لها، أن جعلها آمرةً وليست مأمورةً فقط، كما كانت في غير الإسلام.

المراجع

  1. ^ أ ب هاني علي عبدالعزيز أبو العلا (2013-12-1)، "مكانة المرأة في الإسلام"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-9-27. بتصرّف.
  2. ↑ سورة التكوير، آية: 8-9.
  3. ↑ رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 2545، صحيح.
  4. ↑ "منهج تعامل الرسول صلى الله عليه وسلم مع المرأة "، www.alukah.net، 2017-3-13، اطّلع عليه بتاريخ 2018-9-27. بتصرّف.
  5. ↑ د.محمد علي الغامدي، "المنهج النبوي في التعامل مع النساء"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-9-27. بتصرّف.
  6. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2548، صحيح.
  7. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أسماء بنت أبي بكر، الصفحة أو الرقم: 1003، صحيح.
  8. ↑ رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم: 1973، صحيح لغيره.
  9. ↑ رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن جابر بن عبد الله أو جابر بن عمير، الصفحة أو الرقم: 1282، صحيح.
  10. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 2558، صحيح.
  11. ↑ "علاقة المرأة المسلمة.. بربها"، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 2018-9-27. بتصرّف.