كيف تزوج الرسول السيدة خديجة
سنّة الزواجخلق المولى -سبحانه- الإنسان من ذكر وأنثى، وجبل أصل خلقتهما على احتياج كلّ منهما للآخر، فجعل تزاوجهما سبيلاً لاستقامة الحياة ودوام الجنس البشري،
سنّة الزواج
خلق المولى -سبحانه- الإنسان من ذكر وأنثى، وجبل أصل خلقتهما على احتياج كلّ منهما للآخر، فجعل تزاوجهما سبيلاً لاستقامة الحياة ودوام الجنس البشري، والزواج سنّة الأنبياء والأتقياء، وقد اختص الله -عز وجل- النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- بالإذن له بتعدد الزوجات فوق الأربع نساء، وكان لكل زواج حكمة ربانيّة، وكان أوّل زواج له عليه السلام قبل البعثة النبوية، عندما تزوّج السيدة خديجة -رضي الله عنها-؛ فعاشت معه قبل الإسلام وبعده؛ فكانت خير الأزواج وأبرّهنّ، وقد حفظ لها النبي -عليه الصلاة والسلام- هذا الودّ في حياتها وبعد موتها، فكيف تزوج النبي من خديجة، ومتى كان ذلك؟
زواج الرّسول بالسيدة خديجة
كان قد سبق زواج النبي -صلى الله عليه وسلم- من خديجة -رضي الله عنها- أحداثاً كانت السبب في تمهيد الطريق لهذا الزواج المبارك، حيث:[1]
- كانت خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها- امرأة صاحبة مال، وكان لها في الأسواق تجارات مختلفة، وكان قومها يعرفون من حزمها وذكائها ونجاحها في التجارة ما لايعرفه غيرهم، لذا كان الزواج منها مبتغى كثير منهم.
- كانت -رضي الله عنها- تبعث الرجال للتاجرة في أموالها، وتناهى إلى مسامعها ما يتناقله الناس من صدق ووفاء وأمانة النبي -عليه الصلاة والسلام-، فعرضتْ عليه أنْ يعمل في تجارة أموالها؛ وتمّ الأمر بموافقته -صلى الله عليه وسلم-.
- أُتيحتْ الفرصة لمَيسرة خادم خديجة -رضي الله عنها- للإطلاع على جوانب مدهشة في شخصية النبي -عليه الصلاة والسلام- أثناء مرافقته له إلى الشام للتجارة بمال خديجة، حيث رأى ميسرة ملائكة السّماء تُظلّه -عليه السلام- إذا اشتدّ الحرّ في الطريق، وعندما شاهد راهبٌ رسول الله قد نزل تحت شجرة أخبر ميسرة أنّه ما نزل تحت هذه الشجرة إلا نبي، وعندما عادوا من رحلة الشام أخبر سيدته -رضي الله عنها- بكلّ ما رآه وسمعه من مواقف حدثت مع النبي -صلى الله عليه وسلم-.
- كان عمل النبي -عليه الصلاة والسلام- بمال خديجة بنت خويلد سبباً في نمو مالها ومضاعفة أرباحها، وأُعجبتْ -رضي الله عنها- بشخصية النبي -عليه السلام- بكلّ جوانبها، وأظهرتْ رغبتها بالزواج منه؛ فأرسلتْ إحدى صديقاتها لتسأل عن رأي محمد -عليه السلام-؛ فأبدى موافقته على الزواج منها، وتمّ هذا الزواج المبارك برعاية خويلد والد خديجة -رضي الله عنها-.
- كان زواجها من النبيّ محمد -عليه السلام- قبل نزول الوحي وبدء البعثة، وكان يبلغ صلى الله عليه وسلم من العمر حينذاك خمسة وعشرين عاماً، أمّا خديجة فكانت قد أتمّت الأربعين عاماً، واستمر هذا الزواج المبارك خمسة وعشرين عاماً، وبعدها حانتْ ساعة الفراق بموت خديجة -رضي الله عنها- وقد أتمّ رسول الله خمسين عاماً.[2]
- حظيتْ خديجة بأطول مدّة برفقة النبي -صلى الله عليه وسلم- من بين أزواجه -عليه السلام- جميعهنّ، ولم يتزوج النبي -عليه الصلاة والسلام- غيرها حتى ماتت، وقد كانت الأقرب إليه، واختصها الله -تعالى- بأنْ رُزِق منها النبي -عليه السلام- الذّرية؛ فقد أنجبتْ القاسم، وعبد الله، وزينب، ورقية، وأم كلثوم، وفاطمة، سوى أنّ ولده إبراهيم كان من مارية القبطية.[2]
- كانت السيدة خديجة قد تزوّجت قبل زواجها بالنبي -صلى الله عليه وسلم- مرتين، المرة الأولى من عتيق بن عائذ المخزومي، وظلّت على ذمّته حتى وافاه الموت، وأنجبتْ له ولداً اسمه عبد العزى، وبنتاً اسمها هند، وزواجها الثاني كان من رجل من بني تميم، اسمه هند بن زرارة، وأنجبت له ولداً اسمه الطاهر، وابنتَين، هما هند وهالة، وتوفي عندما كان عمرها خمساً وعشرين سنة.[3]
التعريف بالسيدة خديجة بنت خويلد
هي السيدة خديجة بنت خويلد بن أسدٍ بن عبد العزَّى بن قصي القرشية الأسدية، وأمّا أمها فهي فاطمة بنت زائدة بنت جندب، ولدتْ في مكة المكرمة قبل الهجرة بثمانٍ وستين سنة، وبيتها من أشرف بطون قريش، وأعرقهم نسباً، وأعظمهم حسباً، وكانت مشهورة بحُسن خلقها، وتميّزت برجاحة عقلها وحزمها في أمرها وحرصها على العفّة والطهارة، وهي أمّ المؤمنين، زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي يلتقي نسبها بنسبه الشريف في الجد الخامس.[2]
فضل السيدة خديجة ومكانتها
اختصّها المولى -سبحانه- بخصائص تُظهر رفعة مكانتها وعظيم فضلها في الدنيا والآخرة، ومن ذلك:[4]
- هي أوّل من آمن بدعوة الإسلام، فلم يسبقها إلى هذا الشرّف أحد من النّاس رجالاً ونساءً، وكانت أوّل من سمع القرآن الكريم بعد نزوله على النبي صلى الله عليه وسلم.
- أخبر النبي -عليه الصلاة والسلام- أنّ خديجة -رضي الله عنها- من خير نساء أهل الجنّة، فقال -عليه السلام-: (أفضَلُ نساءِ أهلِ الجنَّةِ خديجةُ بنتُ خويلدٍ، وفاطمةُ بنتُ مُحمَّدٍ، ومريمُ بنتُ عِمرانَ، وآسيةُ بنتُ مُزاحِمٍ امرأةُ فِرعونَ)،[5] فهذه بشارة لها بدخول الجنّة، وبشارة بتميّزها وخصوصية فضلها عند الله -تعالى-.
- إنّ الله -تعالى- بعث جبريل للنبي -عليهما السلام- ليقرئها السلام، ويُبشرها ببيت في الجنة، (أتى جبريلُ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسولَ اللهِ، هذه خديجةُ قد أَتَتْ، معها إناءٌ فيه إِدامٌ أو طعامٌ أو شرابٌ، فإذا هي أَتَتْكَ فاقَرِأْ عليها السلامَ مِن ربِّها ومنِّي، وبِشِّرْهَا ببيتٍ في الجنةِ مِن قَصَبٍ، لا صَخَبٌ فيه ولا نصبٌ)،[6] وهذه ميزة لخديجة وذلك فضلاً عن كونها أول من آمن؛ فقد كانت خير مُعين للنبي -عليه السلام- في طريق الدّعوة، وتحمّلتْ معه الكثير، ولمْ ترفع صوتها عليه مرّة، فكانت خير زوجة له في الظروف كلها، وبنت مع زوجها النبيّ أوّل بيتٍ في الإسلام.
- كان حبّ النبي -عليه السلام- لها شديداً، وكان يُجاهر بحبّها، ويقول: (إني قد رُزِقْتُ حُبَّها).[7]
المراجع
- ↑ محمد المنجد (18-10-2002)، "كيف تزوج النبي صلى الله عليه وسلم من خديجة"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 4-4-2018. بتصرّف.
- ^ أ ب ت إشراف راغب السرجاني (10-5-2006)، "السيدة خديجة"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 4-4-2018. بتصرّف.
- ↑ يحيى الزهراني، "خديجة بنت خويلد أم المؤمنين / رضي الله عنها"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 4-4-2018. بتصرّف.
- ↑ "فضائل أم المؤمنين خديجة"، articles.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 4-4-2018. بتصرّف.
- ↑ رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 7010، أخرجه في صحيحه.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 3820 ، صحيح.
- ↑ رواه الإمام مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 2435، صحيح.
المقال السابق: كيف تكون الفتاة رقيقة
المقال التالي: عمل جمبرى مقلي
كيف تزوج الرسول السيدة خديجة: رأيكم يهمنا
0.0 / 5
0 تقييم
