كيف بنيت البندقية

كيف بنيت البندقية

البندقيّة

البندقيّة هي مدينةٌ تقع إلى الشمال من الدولة الإيطاليّة، وهي عاصمة مقاطعة فينيسيا وإقليم فينيتو، حيث تعتبر هذه المدينة من أكبر مدن الإقليم من حيث المساحة والتعداد السكاني. بقيت البندقيّة لنحو ألف عامٍ عاصمةً للجمهوريّة الفينيسيّة، حيث كان يطلق عليها اسم (ملكة البحر الأدرياتيكي)، حيث تعتبر المدينة من أجمل مدن العالم، ومن أكثرها جذباً للسيّاح.

نبذة تاريخيّة

في عام ثمانمئةٍ قبل الميلاد تمّ إنشاء مدينة البندقيّة في بيئةٍ نهريّة تكثر بها المستنقعات الآسنة، وتشير الأبحاث إلى أنّ المنطقة كانت تحتوي على مجموعاتٍ بشريّة في عصور ما قبل التاريخ؛ حيث قامت المدينة على الصّيد البحري والبري.

الحضارة التي تواجدت في المنطقة في تلك الفترة هي الحضارة الرومانيّة في عهد قدماء الفينيقيين، وقد رسخت تلك الحضارة بشكلٍ كبير بين سكان المنطقة الذين كانوا يعيشون على عمليّة الصيد وإنتاج الملح. مارس أهل المنطقة العديد من النّشاطات كالنقل البحري والتجارة؛ حيث إنّ المدينة كانت مركزاً هاماً للاتصال التجاري الذي يربطها بشمال ووسط أوروبا، ونتيجةً لهذا تطوّرت العديد من المستعمرات، ووفود الرومان إليها، وتمّ تعزيز نظام الموانئ فيها.

في عام أربعمئةٍ واثنين للميلاد، أصبحت البندقيّة أوّل مستعمرةٍ في منطقة ريالتو، وفقاً لـ (كرونيكون ألتيناتا)، وبمباركةٍ من كنيسة (سان جاكوميتوا). تمّ غزو المدينة عدة مرات من البربر في القرن الخامس للميلاد، وأدى هذا الأمر إلى فرار العديد من سكان المنطقة إلى اليابسة في أعقاب موجات الغزو تلك، وهذا يفسر سبب ظهور المدينة في وقتنا الحالي على شكل عددٍ من المستوطنات الصغيرة وغير المتجانسة.

مناخ البندقية

يُعتبر مناخ مدينة البندقية مناخاً متوسطيّاً معتدلاً، كمعظم البلاد الواقعة في منطقة البحر الأبيض المتوسّط، نجده لطيفاً في الصيف والشتاء؛ حيث ترتفع درجات الحرارة إلى أقصاها في الصيف لتصل إلى خمسة وعشرين درجة مئويّة، أمّا في الشتاء فإنّ أقصى انخفاض في درجات حرارته تصل إلى ثلاثة درجات مئويّة .

معالم البندقيّة

تُعتبر دار الصناعة من أشهر المعالم في البندقيّة، وأيضاً هنالك معبدٌ لليهود يأخذ شهرة واسعة في المنطقة، إضافةً إلى قصر دوكالة الشهير فيها، والذي يرتبط ببوابة مع كنيسة سان ماركو، حيث تُعرف هذه البوابة باسم كارتا، وأيضاً تُعتبر المقاهي التي تعود للفترة العثمانيّة من أشهر معالم هذه المدينة، إضافةً إلى الميادين الشهيرة كميدان سان ماركو، أمّا كنائسها العريقة فهي حاصدة للشهرة العالميّة فيها، وخاصّةً كنيسة سانتا ماريا ديو سالوته، وأيضاً كنيسة سان ماركو الموجودة في أوسط ميدان سان ماركو، والتي تتميّز بتغطيتها بأعمال فسيفسائيّة وكلّها مطلية بالذهب.

تجدر الإشارة إلى أنّ مدينة البندقية عرفت رجالاً عظاماً خلّدوا اسمها بمواهبهم وإبداعاتهم الفريدة المثيرة؛ كالرسام كاناليتو الشهير، وأيضاً الموسيقي العالمي صاحب الفصول الأربعة فيفالدي، وأيضاً رائد فنّ التصوير تزيانو، والمسرحي غولدوني، إضافةً إلى الرحّالة الشهير ماركو بولو.