كيف أكون ذكياً في التعامل مع الناس

كيف أكون ذكياً في التعامل مع الناس
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

التعامل مع الآخرين

التعامل مع الآخرين أو التواصل الاجتماعي يُعتبر الوسيلة لفهم العلاقات والتفاعلات البشرية، وقد تطور علم التواصل حتى أخذ أشكالاً عديدةً، وأساليب مختلفةً؛ حيث يستقي الإنسان علمه ومعرفته بالتواصل مع الآخرين، فتكون وسيلةً مفيدةً لتحقيق أهدافه وإنجاز ما لديه من غايات، والتواصل الاجتماعي له مصطلحاتٌ عدة تُطلق عليه، فهو مهارة التفاعل مع الآخرين، أو الكفاءة الاجتماعية، أو المهارات الاجتماعية، وهذه المهارة يمكن تعلمها وممارستها بسهولة ويسر إذا اتبع الشخص بعضاً من الإرشادات، والوسائل التي تُساعده على ذلك، فهي ليست مقتصرةً على فئةٍ دون أخرى، فيستطيع الجميع إتقانها وتعلمها مهما اختلفت مستوياتهم الثقافية، والاجتماعية وغيرها. فمهارة التواصل الاجتماعي تحتاج فقط إلى التدريب والممارسة كباقي المهارات الأخرى.[1]

كيفية التعامل مع الناس بذكاء

التعامل مع الناس بذكاء هو مهارة من المهارات العديدة التي لا يُتقنها إلا القلة القليلة من الناس، وعلى من أراد أن يُجيد هذا الفن أن يتبع بعضاً من الطرق والوسائل التي تُساعده على ذلك:[2]

  • عدم التسرع في الحكم على الناس ومحاسبتهم، فلا يمكن معرفة الحقيقة كاملةً بالحكم على ما ظهر من الناس، ولا يمكن الحكم على دواخلهم، لذا على المرء أن يكون مسيطراً على ذاته، حليماً غير متعجّل.
  • معرفة ما يحرك دوافع الناس وما يثير حماسهم وتقديمه لهم. إن التقدير والتشجيع من أهم ما يدفع الأشخاص إلى الإخلاص في العمل والرغبة في التعاون مع الطرف الآخر، ولكل شخصٍ مفتاحٌ يحرك طموحه ورغبته في تحقيق الهدف المطلوب.
  • التعاون حلقة أساسية في النجاح عند التعامل مع الآخرين، لذا من المُستحسن أن نجعل الآخرين يشعرون بأهمية أفكارهم وإسهاماتهم في العمل حتى لو كنت تقوم بأغلب المهام، وقديماً قال الحكيم الصيني (لاوني): (الرجل العاقل هو الذي إذا أراد أن يعلو على الناس وضع نفسه أسفلهم، وإذا شاء أن يكون في مقدمتهم جعل نفسه خلفهم، ألا تنظر للبحار والأنهار كيف يُصَب فيها المياه من مئات الترع والجداول التي تعلوها).
  • معرفة الذات وتحقيقها، على المرء أن يعرف نقاط الضعف والقوة في شخصيته، وأن يسعى لتطوير ذاته للأفضل، وفي الوقت ذاته عليه ألّا يسعى لنسخ شخصيات الآخرين فكل إنسانٍ منا مخلوقٌ فريد ومميّز بذاته.
  • تقبَُل النقد برحابة صدرٍ وسعة نفسِ، ففي الانتقاد سواء كان إيجابياً أم سلبياً فائدةٌ كبيرة، فإن كان سلبياً فهو اعترافٌ ضمنيٌّ بمهارة الشخص المنتقد وقيمته الكبيرة، وإن كان إيجابياً فهو مفتاحٌ للتطوير ومعالجة نقاط الضعف.
  • تقديم الانتقاد إلى الآخرين بطريقةٍ لبقة، وعدم لفت النظر مباشرةً إلى الأخطاء، وحفظ ماء الوجه للطرف الآخر. حيث إن اللباقة والكياسة تُليّن النصيحة وتمنع الكراهية بين الناس.
  • توجيه المحادثة بذكاء، أول وسيلةٍ للتعامل مع النّاس بذكاء، تكمن في اختيار وانتقاء الموضوع المناسب الذي يقوم عليه الحوار مع الآخرين، فالإنسان لا يستطيع أن يلفت انتباه الآخرين إليه إذا كان لا يُحسن اختيار الموضوع الذي يجذب انتباه الآخرين ويحوز على اهتمامهم، فالكثير من النّاس من يبدأ حواره بأمورٍ وأسئلةٍ اعتيادية، تُدخل الملل على المستمع، ولا تنم عن اشتياقٍ أو إعطاء طابعٍ لحوارٍ مشوق، ولذلك يتم الحكم على الحوار من بدايته بالفشل، وبالتالي إذا كان الحوار فاشلاً فلن يحقق النجاح المطلوب ولن تترتب عليه النتائج المفيدة،[3] كما ينبغي استخدام العبارات اللطيفة أثناء الحديث، فالطرف الآخر يحتاج لسماع العبارات الودية، التي يُظهر فيها المتحدث مدى إخلاصه له؛ فهذه العبارات تكون بمثابة قطرةٍ من العسل التي تجذب قلب الطرف الآخر للمتحدث، يقول لنكولن: (إن قطرة من العسل تصيد من الذباب أكثر مما يصيد برميل من العلقم).
  • ومن الأساليب الناجحة في التعامل مع الآخرين، استخدام الوسائل التي تعمل على حث الآخرين على الحديث ومواصلة الحوار، وهذا لا يحدث إلا إذا كان المتحدث ماهراً وقوياً في أسلوب حديثه وطريقة طرحه للأسئلة ويكون ذلك بعدة طرق:[3]
  • تحفيز الطرف الآخر على الحديث بإثارة الأسئلة الإيجابية التي تدفعه للاسترسال في الحديث ومواصلته.
  • أن يتمتع المتحدث بصفة الصبر، ويُحسن الاستماع إلى الآخرين، ويراقب كل ما يصدر من الطرف الآخر ظاهرياً وضمنياً.
  • إظهار الاهتمام بالطرف الآخر، وبالقضية التي يطرحها، وبمشاكله التي يُصرح بها، وتقديم النصح والعون له.
  • عدم التصريح عن نوايا المتحدث أو ما يعود عليه من فوائد من خلال إجرائه لهذا الحوار، فهذا الأمر يجعله أكثر حذراً في الحديث، وأقل راحةً في الحوار.

مفهوم التواصل الاجتماعي في الإسلام

التواصل الاجتماعي من المنظور الإسلامي هو التفاعل الإيجابي الذي ينبع من رغبة الإنسان في إيجاد جوٍ من التفاهم مع الآخرين، حيث قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)،[4] فهذه الآية الكريمة تبيّن أنّ النّاس جميعاً خُلقوا من ذكرٍ وأنثى فهم أصلهم واحد، مهما اختلفت أجناسهم وألوانهم وتباينت أوضاعهم الاقتصادية، وهذا يسهّل عملية التواصل بين النّاس وتكون وسيلةً لتقاربهم، ويؤكِّد ذلك عندما تُختتم الآيةُ بقوله تعالى: (لتعارفوا) أي ليتعارف النّاس فيما بينهم ويتواصلوا والتواصل له طرقهُ وأساليبهُ، فقد يكون التواصل مباشراً بين الأفراد والجماعات من خلال اللقاءات التي تتم بينهم، وقد يكون بوسائل أخرى، كالكلمة المسموعة أو المكتوبة أو تواصل إلكتروني، أو إيجاد وسائل وأنشطةٍ عديدة تجمع بين الأفراد ليحصل التآلف بينهم.[5]

المراجع

  1. ↑ لطيفة ماجد محمود النعيمي وضمياء إبراهيم محمد الخزرجي (2014م)، المهارات الحياتية لدى طلبة الجامعة (الطبعة الأولى )، جامعة ديالي: مجلة ديالي، صفحة: 475، جزء: 1. بتصرّف.
  2. ↑ دايل كارنيغي (2010م)، فن التعامل مع الناس (الطبعة الأولى)، القاهرة: جزيرة الورد، صفحة: 85، جزء: 1. بتصرّف.
  3. ^ أ ب إبراهيم الفقي (2011م)، سحر الكلمة (الطبعة الأولى)، صفحة: 11، جزء: 1. بتصرّف.
  4. ↑ سورة الحجرات، آية: 13.
  5. ↑ ماجد رجب العبد سكر (2011م)، التواصل الاجتماعي (الطبعة الأولى)، غزة: الجامعة الإسلامية، صفحة: 4 - 5، جزء: 1. بتصرّف.