كيف اصير غني

كيف اصير غني
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

مقدمة

كثير من النّاس ونحن منهم يحلم بأن يستيقظ فيجد نفسه غنيّاٌ وقد ملّك كل ما يحلم به ، وهذا أمرٌ لا يأتي بالأحلام والأمنيات ، خصوصاٌ إذا كان صاحب هذه الأحلام الورديّة لا يأخذ بأسباب طلب الرزق شيئاَ ويقضي يومه في الأمنيات والخيال .لا شكّ أن طلب الرزق أمر محمود ومطلوب ، وعلى الإنسان أن يسلكه بكلّ إمكاناته وطاقاته وقد يكون المال المترتّب عليك من هذا الرزق كافياً لحاجتك ولا يتعدّاه بأن تمتلك كماليات العيش التي يحلم بها كل إنسان.

ما هو الغنى

إنّ الغنى هو أمر نسبيّ فربّما ما تراه غنيّاً في المنطقة التي تعيش فيها ربّما عدّوه فقيرا أو ذو حالة متوسطة في مجتمعات أخرى ، كما أنّ هذا الشعور يتفاوت من شخصٍ إلى آخر في المجتمع الواحد ، فأحيانا دخلك الذي تحصل عليه لو امتلكه شخصٌ آخر في نفس المجتمع لعدّ نفسهُ غنيّاَ وسعِدَ بهذا المال الذي كفاه مؤونة حاجاته وسدّ له باب رغباته وما يطمح به .

كيف تصبح غنياً

لذا إن أردت أن تكون غنيّاَ عليك أن تعرف جيّداً ما هو المستوى الذي تتطلّع إليه ؟ وما هي الحاجات في نظرك والكماليات أيضاً من وجهة نظرك ؟ وعندها تقوم بترتيب سلّم أولوياتك وفقاٌ لنظرتك الشموليّة تجاه وضعك الماديّ ، فلربما بعد أن ترتّب وضعك وتستقيم أمورك تكتشف أنّ بين يديك مالاًَ مهدراًَ ذات اليمين وذات الشمال وبإمكانه أن يغنيك ويحقق ما تصبو إليه.

أمّا إن كان ما تجنيه جرّاء عملك أو حرفتك لا يفي بما تصبو إليه خصوصاَ بعد أن تبيّن لك حُسنُ إدارة الدخل والموارد فعندها حاول أن تبحث عن طريقة عملية لزيادة هذا الدخل ؛ كأن تتخلى عن نمط إستهلاكيّ معيّن ولو لفترة محدودة من أجل أن تستثمره في شراء عقارٍ رابح أو اقتناص فرصة قد تلوح في الأفق تغنيك عن كل ما تنفقه في انماطك الإستهلاكيّة المتعددّة والتي قد يكون بعضها مضيّعا َ للمال هادراَ لهُ على غير هدى وفائدة.

أفضل أبواب الرزق

واعلم أيضا أنّ أفضل ابواب الرزق هو في التجارة ، فنتذكّر كيف كان النبيّ صلى الله عليه وسلم يعمل في التجارة مع زوجته خديجة رضي الله عنها حيث كانت تنمو تجارته وتزداد لأنه نبيّ كريم ولأن في خُلقه الصدق والأمانة ، فالتاجر الذي ينفق سلعته بالحَلِفِ الكاذب هو تاجر مصيره إلى الإفلاس وإلى ضياع البركه ومحقها ، وكذلك الصحابي الجليل عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه عندما طلب أن يدلّوه الى السوق أول وصوله المدينة مهاجراُ بدأ بالتجارة وكان من أغنى أغنياء المسلمين ، إذن ففي التجارة رزق عظيم وبركة عظيمة ، خصوصاَ إذا تكلّلت بالصدق والأمانة.

وإذا أردت أن تكون غنيّا ، فحاول أن تعمل في المجال الذي تحبّه وتجد فيه ذاتك ، فإن الإنسان إذا عَمِلَ مع الحبّ سيزدهر عمله وينمو ويبلغ الآفاق وعندها يكون ذو بصمة مميزة كيف لا وقد وضع جهده وحتى مشاعره التي أدّت الى هذا الفيض من الطاقة والإبداع في العمل.وإذا أردت أن تكون غنيّاَ فلا تنسى أنّ أسباب الرزق والتوفيق هي من عند الله عزّ وجلّ ، فعليك بالصلاة وعليك بالإستغفار ، وعليك بالصدقة ، وإذا أكرمك الله بالمال الذي تؤدّى فيه الزكاة فلا تنسى أنّ الزكاة هي طهارة للمال ونماءٌ له وبركة ، واجعل نيّتك دائماَ أنّ الله إن رزقك فستنفق هذا المال في وجوه الخير والمباح ، وأحسن الظنّ بالله مع الأخذ بالأسباب المادّية التي شرعها الله وكن عندها على يقين بأن الله رازقك .