كيفية جمع الصلاة في السفر

كيفية جمع الصلاة في السفر
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

يُسْر الشريعة الإسلامية

إنّ الإسلام دين اليُسر والسماحة، وليس دين المشقة والعناء والتعب، حيث قال الله تعالى: (يُرِيدُ اللَّـهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ)،[1] والرسول الذي بُعث فيه رسول الرحمة، فالإسلام نعمةٌ لا يدرك فضلها إلّا من عمل باليُسر الذي حثّ عليه، وفي المقابل فاليُسر لا يُقصد به الانفلات من أوامر الشريعة، وتعدّي حدود الله الواجب على المسلم الحذر منها، فالمقصود من اليُسر الالتزام بأوامر الله تعالى، والأوامر التي نصّت عليها الشريعة الإسلامية كما أراد لها الله أن تكون، والتعامل معها على أساس اليُسر المُبَيّن في السنة النبوية، وبناءً على ما سبق فاجتناب الأمور المحرّمة وعدم الوقوع فيها لا يعدّ من التشدّد والغلوّ في الدين، فالمسلم يتّبع الأوامر التي أمر بها الله تعالى، أو أمر بها رسوله، ويجتنب النواهي التي أمرا بالبعد عنها، وإن لم يتبيّن الحكم في القرآن الكريم أو في السنة النبوية فعلى المسلم أن يلجأ إلى أهل العلم والتقوى والورع الثقات لسؤالهم، والمتشدّد الحقيقي هو الذي يقدّم حكم العقل على كلام الله -تعالى- وكلام الرسول عليه الصلاة والسلام، والذي يبالغ في نصيبه من الحياة الدنيا على الحياة الآخرة، فالواجب على العبد أن يقدّم طاعة الله -تعالى- وطاعة رسوله -صلى الله عليه وسلم- على هوى النفس وطاعة أي مخلوق ٍآخرٍ، وبذلك تتحقّق الاستقامة في الدين، بالإضافة إلى الموازنة بين الدنيا والآخرة، بالاستعانة بما في الدنيا من الأمور غير المحرّمة على طاعة الله وطاعة رسوله، دون إسرافٍ أو خيلاءٍ.[2]

كيفية جمع الصلاة في السفر

توجد العديد من الحالات التي يجوز للمسلم فيها الجمع بين صلاتي الظهر والعصر وبين صلاتي المغرب والعشاء، ومنها: حالة السفر، فيجوز للمسافر الجمع بين صلاتي الظهر والعصر جمع تقديمٍ، أي أن يؤديّهما معاً بين أذان الظهر وأذان العصر، ويجوز كذلك الجمع بينهما جمع تأخيرٍ، أي أن يؤدي صلاتي الظهر والعصر بعد أذان العصر، كما يجوز الجمع بين صلاتي المغرب والعشاء جمع تقديمٍ أو تأخيرٍ، ومن الجدير بالذكر أنّ الجمع يُشرع حالة السير أو الركوب، وحالة النزول للراحة، وبيّن العلماء الحكم المتعلّق بما يسمى الجمع الصُّوَري؛ وهو الذي يكون بتأخير الصلاة الأولى إلى آخر وقتها، وأداء الصلاة الثانية في أول وقتها، وذلك لا يصحّ ولا يوجد أي دليلٍ عليه، فالأفضل والأرفق بالمسلم جمع التقديم أو التأخير، ومثال ذلك ما يسنّ للحجاج يوم عرفة من جمع التقديم، وفي مزدلفة من جمع التأخير.[3]

أمّا ما يتعلّق بالنية للجمع؛ فلا تشترط النية عند الشروع في الصلاة، ويشترط فقط عند الصلاة وجود سبب الجمع، فإن أدّى المسلم مثلاً الصلاة الأولى دون وجود السبب، ثمّ وُجد بعد أداء الصلاة الأولى فيجوز حينها جمع الصلاة الثانية معها، وإن لم توجد نية الجمع عند أداء الأولى، وإن انقضى سبب الجمع بعد جمع الصلاتين وقبل دخول وقت الصلاة الثانية فلا يجب إعادة الصلاة الثانية، كما يجوز الجمع للمسافر الذي نوى أداء صلاته جمع تأخيرٍ إن وصل إلى محلّ إقامته بعد انقضاء وقت الصلاة الأولى، وإن وصل محل الإقامة قبل انقضاء وقت الصلاة الأولى فعليه أداؤها ولا يجمع، ولكن إن كان ذلك شاقاً عليه، وكان المسافر متعباً فيجوز له الجمع في وقت الثانية.[3]

أحكام تتعلّق بالسفر

بيّن العلماء العديد من الأحكام المتعلّقة بالمسافر والسفر في الشريعة الإسلامية، وفيما يأتي بيان جانبٍ منها بشكلٍ مفصّلٍ:[4]

  • يُسنّ للمسافر قصر الصلاة، فقد قال الله تعالى: (وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ)،[5] كما أنّ القصر من فعل النبي صلّى الله عليه وسلّم، إلّا أن القصر من الرخص المحدّدة بالسفر فقط، فلا يجوز القصر مثلاً حال المرض، وغير ذلك، ويبدأ المسافر بتَتبُّع الرخص في قصر الصلاة وجمعها بمغادرة محلّ الإقامة، فإن صلّى الصلاة المكتوبة عليه قصراً وجمعاً قبل السفر فعليه إعادة الصلاة التي قصرها، وإعادة الصلاة الثانية إن كان قد جمع بين الصلوات.
  • إن صلّى المسافر خلف الإمام المقيم فعليه إتمام الصلاة، وذلك يكون على حالتين، فإمّا أن يؤدّي المسافر صلاةً رباعيةً خلف إمامٍ نوى إتمام الصلاة، فحينها على المسافر إتمام الصلاة رباعية، حتى وإن أدرك منها مع الإمام التشهّد الأخير، كما عليه الإتمام إن أدّى الصلاة الرباعية خلف الإمام الذي يصلّي الثلاثية، وفي حال إدراك المسافر للإمام الذي يصلّي العشاء ولكن المسافر يريد صلاة المغرب فعلى المسافر أن يؤدّي مع الإمام ثلاث ركعاتٍ، ثمّ يجلس بعد الركعة الثالثة، ويتشهّد ويسلّم عن يمينه ويساره، ثمّ ينهض ويصلّي مع الإمام الركعة الباقية، ويتمّها أربع ركعات بنية صلاة العشاء.
  • تتعلّق بالسفر العديد من الآداب التي حثّ عليها الإسلام، منها: استحباب استشارة أهل الثقة والعلم والخبرة في السفر وما يتعلّق به من الأمور والمسائل والأحكام، مع استحباب استخارة الله تعالى أيضاً، والتوبة قبل السفر من جميع الذنوب والمعاصي، وردّ الحقوق إلى أصحابها، وقضاء الديون التي عليه، وأداء الأمانات إلى أهلها، وكتابة الوصية والإشهاد عليها، وترك النفقة الواجبة على العيال وغيرهم، والحرص على النفقة الحلال، والوصية خيراً بالوالدين، وتعلّم كيفية الغزو والحجّ إن كان السفر لهما، وتعلّم الحلال والحرام من البيوع إن كان السفر للتجارة.[3]

المراجع

  1. ↑ سورة البقرة، آية: 185.
  2. ↑ "يسر الإسلام وسماحته"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 5-12-2018. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت "ملخص أحكام صلاة المسافر"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 5-12-2018. بتصرّف.
  4. ↑ "مسائل في صلاة المسافر"، saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 5-12-2018. بتصرّف.
  5. ↑ سورة النساء، آية: 101.