-

كيف يمكن إسقاط الجنين

كيف يمكن إسقاط الجنين
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

إسقاط الجنين

يُعرّف تسقيط الجنين طبياً بمصطلح الإجهاض المتعمد (بالإنجليزية: Abortion)، والذي يتمثل باللجوء لإجراء طبي يهدف إلى إنهاء الحمل وخسارة الجنين، وبحسب الإحصائيات المجراة وُجد أنّ امرأة واحدة من بين كل ثلاث نساء تلجأ للإجهاض ولو لمرة واحدة خلال حياتها،[1] وتتعدّد الأسباب التي يمكن أن تُضطر النساء حول العالم لإجهاض الجنين، فمنها ما يرتبط بالظروف الاقتصادية والاجتماعية للعائلة، أو برغبتها بعدم إنجاب المزيد من الأطفال، أو بصغر سنها، ومنها ما يُعزى لأسباب طبية بحتة كأن يكون مرتبطاً بصحة الجنين أو بتشكيل خطر على حياة الحامل نفسها وصحتها.[2][3]

حكم إسقاط الجنين

حكم إسقاط الجنين غير المشوّه

يحرّم إسقاط الجنين غير المشوّه في جميع مراحل تكوّنه، سواءً كان مبرر الإسقاط الخشية والخوف من تربية الأولاد، أو الاكتفاء بعددٍ معيّنٍ منهم، ولا يختلف الحكم إن اتّفق الزوجان على الإسقاط، فاتفاقهما لا يُصيّر الأمر المحرّم حلالاً، ويزداد التحريم عظمةً إن تم إسقاط الجنين دون علم ورضا الطرف الآخر، فكلا الزوجين لهما الحق في الذرية إضافةً إلى حقّ الله -سبحانه- فيها.[4]

حكم إسقاط الجنين المشوّه

يجوز إسقاط الجنين المشوّه الذي لم يبلغ مئةً وعشرين يوماً بعدّة شروطٍ لا بد من توافرها؛ فلا بدّ أن يثبت التشوّه بصورةٍ قاطعةٍ لا شكّ فيها بقرار لجنةٍ طبيةٍ موثوقةٍ، كما لا يجوز إسقاط الجنين المشوّه إلّا إن ثبت أنّ التشوّه لا يمكن علاجه بالإمكانات المتاحة لدى أهل الاختصاص، للمشاقّ والصعوبات التي قد تلحقه في حياته، أمّا إسقاط الجنين المشوّه بعد المئة وعشرين يوماً ونفخ الروح فيه فلا يجوز مطلقاً مهما بلغت صورة التشوّه، فنفخ الروح يعني أنّ الجنين أصبح نفساً، وإسقاطه بمثابة قتل النفس، والنفس لا بدّ من صيانتها وحفظها، سواءً كانت مشوّهةً أو سليمةً، إلّا إن كان الاستمرار في الحمل يشكّل خطراً على حياة الأم،[5] فيجوز حينها إسقاط الجنين سواءً كان حياً أم ميتاً.[6]

كيفية إسقاط الجنين

تحدث معظم حالات الإجهاض المتعمد قبل الأسبوع الرابع والعشرين من الحمل، وفي بعض الحالات قد يُضطر الطبيب لإجرائها في وقت لاحق لذلك إن كان الحمل يشكل خطراً على حياة الأم أو في حال كان خطر معاناة الجنين من إعاقة شديدة مرتفعاً. ويمكن تسقيط الجنين بالاعتماد على طريقة من اثنتين؛ فإمّا أن يكون باستخدام الأدوية المخصصة لإجهاض الجنين، أو بالخضوع لعملية جراحية بسيطة تهدف لإنهاء الحمل، وفيما يلي بيان تفصيلي لكل واحدة من هاتين الطريقتين:[7]

الإجهاض الدوائي

يتميز الإجهاض الدوائي (بالإنجليزية: Medical abortion) بفاعليته ونسبة نجاحه المرتفعة، ولكنّه يُستخدم في العادة حتى اليوم السبعين من تاريخ أول يوم في الدورة الشهرية الأخيرة أي حتى مضي عشرة أسابيع من ذلك التاريخ، ويعتمد هذا النوع من الإجهاض على إعطاء المرأة الحامل نوعين من الأدوية المُجهضة، وهي: ميفيبريستون (بالإنجليزية: Mifepristone) وميزوبروستول (بالإنجليزية: Misoprostol)؛ ففي البداية تتناول المرأة قرصاً واحداً من دواء ميفيبريستون، والذي يعمل على تثبيط إنتاج هرمون البروجستيرون المسؤول عن صحة واستمرار الحمل، وبالتالي يتسبب بإيقاف الحمل، ومن ثم يتم إعطاء الحامل دواء ميزوبروستول إمّا مباشرة أو بعد مضي فترة لا تتجاوز 48 ساعة، ليقوم هذا الدواء بدوره بتحفيز انقباض الرحم للسماح لكتلة الحمل بالخروج منه. وتجدر الإشارة إلى أنّ استخدام دواء ميزوبروستول لغاية الإجهاض لا يكون عن طريق بلع قرص من الدواء؛[8][9] بل يُعطى على شكل تحميلة مهبلية، أو قرص دوائي يُوضع تحت اللسان أو بين الخد واللثة حتى يتم امتصاصه عبر أغشية الفم، وذلك على جرعتين أو ثلاث في الغالب، بحيث يفصل بين كل جرعة والأخرى فترة تتراوح بين 3-12 ساعة.[10][11]

الإجهاض الجراحي

ويمكن إجراء الإجهاض جراحياً (بالإنجليزية: Surgical abortion) عن طريقة واحدة من العمليات الجراحية البسيطة الآتية:[12]

  • الإجهاض بواسطة الشفط: (بالإنجليزية: Vacuum aspiration) تقوم هذه العملية في مبدئها على التسبب بالإجهاض من خلال شفط محتوى الحمل من الرحم بلطف، ويعتمد اختيار نوع التخدير المستخدم أثناء إجراء العملية على عمر الحمل؛ إذ يمكن الاكتفاء بالتخدير الموضعي في حال كان عمر الحمل لا يتجاوز 14 أسبوعاً، أمّا إذا كان عمر الحمل 15 أسبوعاً فأكثر فيُلجأ للتخدير العام أو التخدير الخفيف.
  • عملية توسيع وتفريغ الرحم: (بالإنجليزية: Dilation and evacuation) وتُجرى في العادة بين الأسبوع 15-24 من الحمل، وتكون الحامل أثناء الخضوع لهذه العملية تحت التخدير العام.

مخاطر إسقاط الجنين

يُعدّ إجراء الإجهاض في وقت مبكر من الحمل أكثر أماناً، بينما يرتبط تأخير قرار الإجهاض وإجراؤه إلى وقت متأخر من الحمل بدرجة خطورة أعلى، وتجدر الإشارة إلى أنّ أغلب النساء لا يعانين من أي مشاكل أو مضاعفات صحية بعد الإجهاض، ولكن هذا لا يعني خلوّ الأمر من الخطر، فهنالك عدد من المشاكل الصحية التي يمكن أن تتعرض لها بعض النساء، وفيما يلي بيان لبعض من هذه المشاكل الصحية ونسبة حدوث كل منها:[7]

  • حدوث عدوى في المهبل: وتجدر الإشارة إلى أنّ نسبة حدوث عدوى في المهبل بعد الإجهاض لا تتجاوز 10%.
  • إصابة الرحم بالعدوى: وذلك بدرجة خطورة لا تزيد عن 20% من إجمالي حالات الإجهاض.
  • بقاء جزء من كتلة الحمل في الرحم: ويحدث ذلك في حالة واحدة من بين كل 20 حالة الإجهاض تقريباً.
  • النزيف الغزير: ويمكن أن يحدث النزيف الغزير في حالة إجهاض واحدة من بين كل ألف حالة إجهاض تقريباً.
  • تضرر الرحم أو عنق الرحم: وذلك بنسبة خطر قليلة أيضاً.

المراجع

  1. ↑ "Abortion Overview", www.fpv.org.au, Retrieved 31-3-2019.
  2. ↑ "Reasons why women have induced abortions: a synthesis of findings from 14 countries", www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 1-4-2019. Edited.
  3. ↑ "Women’s Reasons for Having an Abortion", www.guttmacher.org, Retrieved 1-4-2019. Edited.
  4. ↑ "مراحل الإجهاض وحكمه"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 4-4-2019. بتصرّف.
  5. ↑ "إسقاط الجنين المشوه خلقياً"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 4-4-2019. بتصرّف.
  6. ↑ "حكم إسقاط الجنين في الأربعين الأولى من الحمل بقرار طبي"، www.binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 4-4-2019. بتصرّف.
  7. ^ أ ب "Abortion", www.nhs.uk, Retrieved 31-3-2019. Edited.
  8. ↑ "The Abortion Pill", www.plannedparenthood.org, Retrieved 3-4-2019. Edited.
  9. ↑ "Medical abortion", www.mariestopes.org.uk, Retrieved 3-4-2019. Edited.
  10. ↑ "Dosage Guidelines", www.misoprostol.org, Retrieved 3-4-2019. Edited.
  11. ↑ "Medical abortion", www.bpas.org, Retrieved 3-4-2019. Edited.
  12. ↑ "Surgical abortion", www.bpas.org, Retrieved 3-4-2019. Edited.