يُساعد تفكير الآباء الإيجابي بذاتهم واحترامهم لنفسهم الأطفال كثيراً في كسب الثقة بالنفس وتعزيزها، حيث تبين من خلال العديد من الدراسات أنّ الأطفال يتأثرون بالأفعال التي يرونها أكثر من الكلمات التي يسمعونها نظراً لميولهم الطبيعية لتقليد ما يُلاحظونه، كما أنّه ليس من المفيد أن يتظاهر الآباء بصورتهم الذاتية الإيجابية إذا لم يكونا كذلك لأنّهم سيُعلّمون الطفل أن يتظاهر أيضاً باحترامه لذاته التي لا وجود لها بالفعل.[1]
يبدأ احترام الطفل لذاته وبناء شخصيته في مرحلة مبكرة ويتطور ببطء مع مرور الوقت فقط من خلال شعوره بالحب، والأمان، والقبول ممّن حوله، لذلك على الوالدين تقديم الرعاية الإيجابية، والحب لطفلهم، ومقابلته بابتسامة، بالإضافة إلى فخرهم بما يفعله، فهو في مرحلة ما يُمكنه القيام ببعض الأشياء بنفسه، ويشعر بالرضا عندما يتمكن من استخدام مهاراته الجديدة.[2]
يُمكن للطفل تعلم أشياء جديدةً في كلّ مرحلة عمرية من الطفولة، ويكمن دور الوالدين في مساعدة طفلهم على كيفية القيام ببعض الأمور وتوليد شعور السعادة والإعجاب لديه، مثل تعليمه على خطوات المشي الأولى، وتعليمه ارتداء الملابس، أو القراءة، أو ركوب الدراجة، وغيرها من الأعمال التي تُعزز ثقة الطفل بنفسه، مع الانتباه إلى إعطاء الطفل فرصةً حتّى يفعل ما بوسعه حتّى لو ارتكب بعض الأخطاء، حيث إنّ حصوله على فرصة التعلم والمحاولة يزيد من ثقته وشعوره بالفخر.[2]
يُمكن تعديل أخطاء الطفل من خلال تقديم ملاحظات واضحة والتحدث بطريقة تُحفزه على التحسن دون إشعاره بالسوء تجاه نفسه، حيث إنّ ثقة الطفل بنفسه تأتي من خلال العمل الجاد نحو الهدف، لذلك يُنصح بانتقاد أخطائه دون التسبب بالإحراج له، فمثلاً بدلاً من قول لماذا تركت ملابسك بهذا الشكل الفوضوي، يُمكن قول ملابسك في كلّ مكان بإمكانك العودة إلى لعبتك بعد ترتيبها.[3]