كيف تجد شريك حياتك

كيف تجد شريك حياتك

شريك الحياة

مسألة البحث عن شريك الحياة قد تغدو مسألةً غاية في الصعوبة، خاصة أن المجتمعات الشرقية هي مجتمعات محافظة، وبالتالي التعارف بين الشاب والفتاة ليس بالأمر السهل، فحتّى لو اجتمع كلٌّ منهما داخل الجامعة أو العمل ستكون علاقتهما ضمن حدود الدراسة والعمل، وبالتالي يصعب أن يتعرف كلٌّ منهما على شخصية الآخر، وتحديد فيما إذا كان أيّهما يصلح شريكاً في هذه الحياة.

كيفيّة اختيار شريك الحياة المناسب

في المجتمعات الشرقية يبحث الشاب عن الفتاة التي سيرتبط بها، فمجال البحث بالنسبة له أكبر وأوسع، أمّا الفتاة فحدودها في البحث ضيّقة، وليس لها إلا أن تُوافق على العريس المتقدّم لها، أو ترفضه، ولكن قد تجد الفتاة فرصةً للبحث عن شريكها، وذلك من خلال عملها أو مكان دراستها، لذلك لا بدّ لكل من الطرفين أن يعرف كيفية اختيار شريك الحياة.

يجب على كل من الشاب والفتاة أن يعرفا المواصفات التي يرغب كلٌّ منهما توافرها في الطرف الآخر، ومن الطبيعي أنّ الشاب تفكيره مختلف عن الفتاة، وبالتالي سنتحدث عن كلٍّ منهما على حدة، كما سيأتي:

اختيار الشريك من قبل الشاب

ليس الجمال كلّ شيء؛ يكفي ارتياح القلب وقبول المظهر الخارجي وعدم النفور منه، والبحث عن الفتاة الجميلة أمر متعب، وقد تُفاجأ بعد الارتباط بمضمون هذه الفتاة، أي إنّك ستجد أمامك شكلاً بلا جوهر، وأنا هنا لا أُعمّم، فليست كل الجميلات فارغات، ولكن اعتبار شرط الجمال الخارق شرطاً أساسياً للزواج، هذا هو المرفوض.

يجب على الشاب أن يُدرك بأنه مُقبل على خطوة سَتُغيّر مجرى حياته، وأن هذه الفتاة ستكون شريكته في كل شيء، وبالتالي يجب عليه أن ينظر للأمر من كافة الزوايا، فالجمال لا يكفي لحل المشكلات، بل لا بدّ من مواصفات أخرى تجب توافرها بهذه الفتاة.

اختيار الشريك من قبل الفتاة

ليس المال كلّ شيء، فقد ترفض الفتاة أيّ شاب يتقدم لها باحثةً عن الشاب الثريّ الذي يستطيع أن يأتي لها بكل تطلبه، ويُحقق لها جميع أحلامها، هنا أقول لكِ: (ستنتظرين كثيراً...)، فقد لا يأتي هذا الشاب، وقد تضيع عليك الفرص الكثيرة، وقد تندمين في المستقبل، وفي حال جاء هذا العريس الثريّ المنتظر، أليس من المتوقع بخله، أو إسرافه، أو انحرافه، وأنا هنا لا أعمم، فكم من الأغنياء زهّاد، ودعاة لله تعالى، وكم منهم أهل خير وجود وكرم، ولكن أن تضع الفتاة هذا الشرط الصعب شرطاً أساسياً للزواج، فهذا غير مقبول، وستندم في المستقبل.

إذاً على الفتاة أن لا تضع وجود المال شرطاً أساسياً لقبول الشاب، لا أقول أن تلغيه، بل عليها أن تنظر لمستواها الذي تعيشه مع والديها، ثم تبحث عن الشاب الذي يكون وضعه من نفسه مستوى ذويها.

اختيار الشريك من قبل الشاب والفتاة

يجب على كلٍّ من الشاب والفتاة أن يبحثا عن الطرف الآخر الذي يناسبهما في الدين، والعمر، والتعليم، والعادات والتقاليد، والمستوى الاجتماعي؛ بحيث يكونان متقاربين من بعضهما البعض في جميع ما ذُكِر، وإلا فسَيُتعِب أحدهما الآخر، وسيشعر الطرف الأول بالفوقية، والطرف الثانية بالدونية، والنقص، وأنا هنا لا أقول متشابهين بل متقاربين أي أن لا يكون بينهما فرق شاسع في أيٍّ من المستويات التي ذكرناها.

الزواج التقليدي

من الزيجات المعروفة في المجتمعات الشرقيّة هو الزواج التقليدي، فهو بتدخلٍ من الأهل، والأهل يبحثون دائماً عن الأفضل لأبنائهم وبناتهم، وبالتالي سيتكفّل أهل الشاب بالبحث عن سيرة ذوي الفتاة، كما سيتكفل أهل الفتاة بالبحث عن سيرة ذوي الشاب، وبالتالي يكون الجميع على بيّنة، ولكن ذلك كله على اعتبار أن الشاب والفتاة قد وافق كل منهما على الآخر، ولم يكن زواجهما عنوةً، أو بالإكراه من ذويهم، أي إنّه بموافقة من الطرفين، ومباركة من الأهل.

وفي النهاية، نصيحة لمن أراد البحث عن شريك حياته، أن لا يشترط خصائص معيّنة فيها والتي تعتبر من الطباع؛ كالكرم، والرومانسية، والحنان، والطيبة، وغير ذلك من الصفات التي لا يستطيع أحد أن يكتشفهما في الآخر إلا بعد المعاشرة الطويلة، وأختم بقول سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام حيث قال: "تُنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك". (متفق عليه).