كيفية مغفرة الذنوب

كيفية مغفرة الذنوب
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

آثار الذنوب في حياة المسلم

إنّ للذّنوب والمعاصي آثارٌ وأضرارٌ في حياة المسلم، ويترتّب عليها عقوباتٌ في حياته وبعد مماته، وفيما يأتي بيان بعض تلك الآثار:[1]

  • يُحرم العبد المُذنب من العلم؛ لأنّ العلم نورٌ يهديه الله -تعالى- للمسلم الطائع، أمّا الذّنوب فتعمل غشاوةً على قلب المؤمن، وعلى عقله، فتمنعه عن العلم، وتحجبه عن الهداية والنور.
  • يشعر المسلم المُذنب بوحشةٍ في قلبه من أثر الذنوب، فيشعر بوحشةٍ مع الله تعالى، وما تلبث إلّا أن تمتد فيشعر بوحشةٍ مع أهله، وأقاربه وأصحابه، فيقلّ انتفاعه من مجالس العلم والخير، ويؤثر مجالس السوء والشرّ عليها، ومهما أصاب الإنسان من ملذّات الدّنيا، فإنّ شيئاً لا يعوّضه ولا يشعره بسعادةٍ أو لذةٍ، إن غاب عنه الأُنس بالله تعالى.
  • يشعر العبد المُذنب بقلّة توفيقٍ وتعسّرٍ في أموره نتيجة الذنوب، فما توفيق الإنسان إلّا بالله تعالى، ومن يتق الله يجعل له من أمره يسراً، فلا يأمل المسلم بتوفيقٍ ونجاحٍ وفلاحٍ من الله وهو يعصيه.
  • يجعل الله قوّةً في قلب المؤمن الطائع، وتنعكس تلك القوّة على سائر بدنه، أمّا المذنب حتى وإن كان قويّ البنية؛ فإنّه يضعف من أبسط الأمور؛ لأنّ اتّكاله كان على نفسه.
  • إنّ الرزق وبركته مقرونةٌ بالله الرّازق، فمن يقترف المعاصي يُحرم الرزق.
  • لا يبارك الله -تعالى- في عمر العاصي؛ لأنّه قضى أيّام عمره بالمعاصي، فكان كما الأموات؛ لأنّ حقيقة الحياة والأيّام إنّما تكون بطاعة الله تعالى، وبأمور البر والتقوى.
  • لا يوفّق مسلمٍ لطاعةٍ إلّا بتوفيقٍ من الله تعالى، وما حُرم من طاعةٍ إلّا نتيجة معصيةٍ فعلها، ولذلك فإنّ حرمان الطاعات هي نتيجةٌ للمعاصي التي يقترفها الإنسان.
  • ما من عاصٍ لله تعالى أو مذنبٍ إلّا ويصبح كالذليل؛ لأنّ العزة لا تكون إلّا بالقرب من الله تعالى، وبطاعته، والذّل يأتي من المعاصي.
  • هوان المُذنب على الله تعالى، فمن هان على الله -تعالى- فلا يجد له من مكرمٍ، ولا يعصمه الله من المعاصي.
  • لا يتحقّق لصاحب الذنب جاهٌ، ولا منزلةٌ، ولا قدرٌ في أعين الناس؛ نتيجة الذنب والمعصية، على عكس المؤمن التقي الذي يكون من أكرم الخلق.
  • تلعن البهائم والدواب صاحب الذنب؛ لأنّهم منعوا المطر بسبب شؤم المعاصي.
  • كلّما زاد اقتراف العبد للذنب، ذهب من قلبه الشعور بالغيرة، فلا يغار على نفسه، ولا على أهل بيته، ويصبح مستحسناً للفواحش غير مُستقبحٍ لها.
  • النعم التي يلقاها العبد في حياته من الله، ودوامها يكون بطاعة الله المُنعم بها، وأمّا المعاصي فتؤدّي إلى زوالها.
  • العبد العاصي يشعر بخوفٍ ورعبٍ بقلبه، ذلك لأنّه لم يخف من الله تعالى، فجعله الله يخاف من كلّ شيءٍ.
  • العبد المُذنب يضعف عنده الحياء من الله تعالى، ومن العباد، فلا يستحي أن يعرف الناس بحاله، ويمكن أن يخبرهم عن حاله وعن معاصيه، ويجاهر بها من غير خوفٍ ولا حياءٍ.
  • تصبح الذنوب عادةً عند العبد المذنب، فيألفها والسيئة تجرّ سيئةً بعدها.
  • إن زادت ذنوب العبد وتكاثرت، فيُطبع على قلبه بأنّه من الغافلين، حيث قال الله تعالى: (كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ).[2]
  • يصبح العبد المذنب بابتعاده عن ربّه، واقترافه للمعاصي، عبداً وأسيراً للشيطان.
  • ذنوب العباد سببٌ لنزول النقم؛ كالخسف، والزلازل.

كيفية مغفرة الذنوب

ما من مسلمٍ إلّا ويتمنّى أن يخرج من الدنيا وقد غفر الله له جميع ذنوبه، ومن رحمة الله بالعباد؛ أن يسّر لهم أسباباً تُعينهم على تكفير ذنوبهم، وفيما يأتي بيان تلك الأسباب:[3]

  • على المسلم أن يؤمن بالله تعالى، ويوحّده، ويقوم بالأعمال الصالحة، حيث قال الله تعالى: (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ).[4]
  • على المسلم أن يجتنب كبائر الذنوب؛ كالقتل، والزنا؛ لأنّ الله يغفر الذنوب، اذا اجتنبت الكبائر.
  • التوبة الصادقة، فمن تاب من الذنب، كمن لا ذنب له.
  • الاستغفار؛ لأنّ الله غفورٌ رحيمٌ، قال النبي -صلّى الله عليه وسلّم- فيما يرويه عن ربّه عزّ وجلّ، أنّه قال: (يا عبادي، إنكم تُخطئون بالليلِ والنهارِ، وأنا أغفرُ الذنوبَ جميعاً).[5]
  • الوضوء، فقد وعد الله -تعالى- من أحسن وضوءه أن يغفر له ما تقدّم من ذنبه.
  • الصلاة والمشي إليها، فكثرة الخطى إلى المساجد، يمحو الله بها الخطايا.
  • الإكثار من الصدقات، فإنّ الصدقة تطفئ الخطيئة، كما يطفئ الماء النار.
  • المتابعة بين الحجّ والعمرة؛ لأنّ الحجّ والعمرة ينفيان الذنوب.
  • صوم شهر رمضان وقيامه، فمن صام رمضان وقامه إيماناً واحتساباً، فإنّ الله -تعالى- يغفر له ذنوبه.

شروط التوبة إلى الله تعالى

تعرّف التوبة لغةً بأنّها الرجوع، وأمّا اصطلاحاً فهي عودة العبد إلى الله تعالى، ورجوعه إليه، وإنّ للتوبة الصحيحة شروطٌ يجب أن تتوافر بها حتى تُقبل، وفيما يأتي بيان بعض تلك الشروط:[6]

  • على المذنب الإقلاع عن الذنب باختياره، سواءً أكان الذنب من الصغائر أو الكبائر.
  • على المذنب أن يندم على اقترافه الذنب حقّ الندم، وأن يحزن لاقترافه إيّاه.
  • يجب أن يعزم المذنب على عدم العودة للذنب، وهو شرطٌ مرتبطٌ بالنية، كما أنّه عهدٌ يقطعه الإنسان على نفسه.
  • إذا كان للذنب ارتباطٌ بحقوقٍ للنّاس، فعلى المذنب التحلّل منه، وإعادة الحقوق إلى أصحابها، أو طلب السماح منهم.

ويقبل الله -تعالى- التوبة من العبد ما لم يغرغر؛ أيّ أنّ باب التّوبة مفتوحٌ لحين وفاة الإنسان، وقبل طلوع الشمس من مغربها، والله -تعالى- يفرح بتوبة العبد، وبرجوعه إليه.[6]

المراجع

  1. ↑ أنور إبراهيم النبراوي، "يا نفس توبي آثار الذنوب والمعاصي"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-11-12. بتصرّف.
  2. ↑ سورة المطفّفين، آية: 14.
  3. ↑ د.أمين بن عبد الله الشقاوي (2014-8-6)، "مكفرات الذنوب"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-11-13. بتصرّف.
  4. ↑ سورة العنكبوت، آية: 7.
  5. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي ذرّ الغفاري، الصفحة أو الرقم: 2577، صحيح.
  6. ^ أ ب ماهر السيد (24/03/2005)، "التوبة وظيفة العمر"، www.articles.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 22/11/2018.