بما أنّ المشاعر والسلوكيات تصدر عن شخص معيّن بذاته، سيكون هو المسؤول عنها دون غيره؛ فمثلاً عند شعور شخص بالانزعاج أو الأذى نتيجة قول أو فعل أحدهم، ثمّ القيام بمهاجمته، سيكون الشّخص مسؤولاً عن ردّة فعله الهجومية تلك؛ فلم يُجبره أحد عليها، وإلى جانب ردود الفعل المختلفة، يكون الفرد مسؤولاً أيضاً عن احتياجاته ورغباته الخاصّة.[1]
يعدّ ردّ الفعل أو التّفاعل عمليةً غير واعية تحدث نتيجة تحفيز عاطفيّ، ومنها شعور الشّخص بالغضب والانزعاج نتيجة مقاطعته عن العمل من قبل أحدهم، أمّا الاستجابة أو الردّ فهي عملية واعية مفادها أن يُلاحظ الشّخص كيف يشعر، ثمّ يُقرّر الطّريقة التي يُريد أن يتصرّف بها، ثمّ يُوضِح ما يشعر به للفرد الذي قام بمقاطعته عن العمل، وإخباره عن سبب عدم مناسبة الوقت للحديث، وإطلاعه على الوقت الأفضل لذلك.[1]
على الشّخص أن يتمكّن من إدارة مشاعره السّلبية بشكلٍ فعّال، بحيث لا يسمح لها بالسّيطرة عليه أو التّأثير على قراراته، ولتغيير الطّريقة السّلبية التي يتم الشّعور بها نتيجة التّعرّض لموقف ما سيء، يُمكن إضافة عدّة خيارات إيجابية ممكنة تسبّبت بالموقف السّلبيّ؛ فمثلاً بدلاً من الاعتقاد أنّ أحد الأصدقاء لم يردّ على المكالمة الهاتفية تجاهلاً لها، يُمكن الاعتقاد بأنّه مشغول جداً، وهذا يعني الامتناع عن إضفاء الطّابع الشّخصيّ على تصرّفات الآخرين، والتّفكير في سلوكياتهم بشكلٍ موضوعيّ قدر الإمكان، ومن الأمثلة على المشاعر السّلبية الأخرى مشاعر الخوف، وللحدّ من الخوف يجب منح النّفس عدّة خيارات في بعض المواقف، بحيث إذا لم ينجح إحداها نجح الخيار الآخر؛ فمثلاً بدلاً من قول: "أنا أتقدّم للحصول على الوظيفة التي أتمنّاها طوال حياتي.. سأصبح مكتئباً إذا رفضوا توظيفي" يُمكن قول "أنا أتقدّم لثلاث وظائف جيّدة.. إن لم أنجح في واحدة سأنجح في أخرى".[2]
على الشّخص أن يُدرك كيف تؤثّر أفعاله على الآخرين قبل قيامه باتّخاذ أي إجراء، ويكون ذلك بأن يضع الشّخص نفسه مكان الآخرين، وإدراك ما سيشعرون به إذا تم القيام بالفعل المخطط له، ثمّ أخذ قرار بالقيام به أو بالتّوقّف عنه؛ فإذا كان القرار بالقيام بالفعل يجب التّفكير بالطّريقة التي يُمكن فيها مساعدة الآخرين للتّعامل مع القرار.[3]
شاهد الفيديو لتعرف أكثر عن الذكاء العاطفي :