طريقة التخلص من رائحة الفم

طريقة التخلص من رائحة الفم

رائحة الفم

تُعرف رائحة الفم الكريهة طبياً بالبخر الفمويّ (بالإنجليزيّة: Halitosis)، وتؤثر هذه المشكلة في 25% من الناس تقريباً، وتسبّب الكثير من القلق والإحراج،[1] وفي الحقيقة يمكن أن يكون لرائحة الفم الكريهة تأثير كبير على شخصية الفرد؛ حيث قد تؤدي إلى فقدان الثقة واحترام الذات نتيجة ابتعاد الآخرين عنه،[2] ويُعدّ من الصعب على الفرد ملاحظة رائحة الفم الكريهة لديه ولكنّها تبدو واضحة أثناء التحدث للآخرين، ويعود السبب في ذلك إلى اعتياد الفرد على الروائح الخاصة به،[3] ولكن يمكن للفرد اختبار رائحة الفم الخاصة به عن طريق إخراج هواء عميق من الفم بعد ضمّ اليدين وتقريبهما إلى الفم ثم استنشاقه، أو بعد استخدام خيط الأسنان واستنشاق رائحته لمعرفة طبيعة الرائحة التي تخرج من الفم،[4] كما قد يُصاحب ظهور رائحة النَفَس الكريهة بعض الأعراض الأخرى مثل؛ جفاف الفم، أو الاحساس بطعم معدني لاذع ومرارة الفم بشكل مستمرّ، أو الشعور بحرقة اللسان، أو وجود لعاب كثيف مزعج، أو التنقيط الأنفي الخلفيّ، أو وجود طبقة بيضاء على الجزء الخلفي من اللسان، أو تكوّن لُويحات حول الأسنان.[2]

طرق التخلص من رائحة الفم

تنظيف الفم والأسنان

يُنصح الفرد بالاحتفاظ بفرشاة الأسنان الخاصة به في كل مكان حتى في العمل، وذلك للقيام بتنظيف الأسنان بالفرشاة والمعجون الذي يحتوي على الفلورايد مرّتين يومياً لا سيّما بعد كل وجبة طعام، مع ضرورة استخدام الخيط الطبي لإزالة جزيئات الطعام المتبقية والعالقة بين الأسنان على الأقل مرّة يومياً، بالإضافة إلى أهمية تنظيف اللسان باستخدام منظّف اللسان الذي قد يكون جزءاً من فرشاة الأسنان أحياناً، كما يجب تنظيف طقم الأسنان، وتقويم الأسنان مرّة يومياً على الأقل، وتنظيف أي وسيلة سنيّة أخرى مستخدمة قبل وضعها مثل؛ واقي الأسنان، ومثبّت الأسنان، وتجدر الإشارة إلى ضرورة استبدال فرشاة الأسنان القديمة بفرشاة جديدة ناعمة الشعيرات كل ثلاثة إلى أربعة أشهر،[5] وفي حال لم يتمكّن الفرد من تفريش الأسنان بعد الوجبة يمكن أن يقوم بارتشاف القليل من الماء ومضمضة الفم به لمحاولة التخلص من بقايا الطعام ورائحته من الفم، وتجدر الإشارة إلى أنّ استخدام غسول الفم يساعد على انتعاش الفم والتخلص من رائحة الفم بشكل مؤقت، وذلك لاحتوائه على نكهات زيتية مثل؛ الزعتر، والنعناع، ويُنصح بتجنّب الأنواع المحتوية على الكحول والتي تسبّب جفاف الفم.[4]

الانتباه للنظام الغذائي

يفضّل تجنب الأطعمة السكرية التي ترتبط بظهور رائحة كريهة للفم،[5] وتجنّب الأطعمة الغنية بالتوابل والزيوت الأساسية مثل البصل والثوم والفلفل الحارّ، بالإضافة إلى تجنّب اللحوم المصنّعة الباردة مثل؛ السلامي، والببروني، والبسطرمة والتي تبقى في الجسم لمدّة 24 ساعة تقريباً بعد تناولها نظراً لكونها أطعمة حامضية تشجّع على نموّ البكتيريا وجفاف الفم،بينما يُنصح بتناول اللبن الذي يحتوي على البكتيريا النافعة والتي تُقلّل من مستوى البكتيريا المسبّبة لرائحة الفم ويُعزّز نموّ البكتيريا الجيّدة في الجسم، والإكثار من الخضراوات الخضراء الغنية بالكلوروفيل مثل البقدونس، والجرجير والتي تساعد على معادلة الحموضة في الفم وتقليل الرائحة الكريهة، كما يمكن الاعتماد على مضغ الأعشاب مثل؛ القرنفل، والشومر، واليانسون لتحسين رائحة الفم بعد الوجبات،[4] مع ضرورة العمل على تجنّب الجفاف الفمويّ عن طريق شرب كميات كافية من الماء، وتجنّب المشروبات الغازية، والقهوة، والكحول، ومنتجات التبغ، بالإضافة إلى إمكانية مضغ العلكة أو مصّ الحلوى الخالية من السكر لتحفيز إنتاج اللعاب في الفم والحفاظ على رطوبته.[5]

مراجعة الطبيب

يعتمد العلاج الطبي لرائحة الفم على السبب الكامن وراء الرائحة الكريهة، ويجدر بالفرد مراجعة طبيب الأسنان بانتظام على الأقل مرّتين سنوياً، وذلك للتأكد من سلامة اللثة والأسنان الطبيعية والاصطناعية، ومن أهم الإجراءات التي يمكن أن يقوم بها طبيب الأسنان لتحسين رائحة الفم لدى المريض؛ أن يصِف غسول للفم أو معجون أسنان يكون ذو خاصيّة مضادّة للبكتيريا التي تُسبّب تراكم اللويحات السنية، والقيام بتنظيف الأسنان الطبي داخل العيادة، وعلاج أمراض اللثة التي تؤدي إلى انسحاب اللثة عن الأسنان تاركةً جيوب عميقة فارغة تمثّل موقعاً مناسباً لنموّ البكتيريا، وفي حال كان يعتقد بوجود حالة طبية أخرى بعيدة عن التجويف الفمويّ يمكن لطبيب الأسنان تحويل المريض للطبيب العام.[5]

أسباب رائحة الفم

تتنوّع الأسباب والعوامل المؤدية لرائحة الفم الكريهة وتتدرّج من الأسباب البسيطة التي يمكن السيطرة عليها بإجراء بعض التغييرات الحياتية المنزلية إلى الأسباب المرضية التي تستدعي مراجعة الطبيب المختصّ للحصول على الرعاية الطبية اللازمة، ولعلّ أبرز أسباب رائحة الفم هو عدم تنظيف الأسنان الطبيعية بالفرشاة والخيط بشكل جيّد يوميّاً، أو عدم الاهتمام بتنظيف أطقم الأسنان الاصطناعية بشكل صحيح،[6] الأمر الذي يؤدي إلى تعزيز نموّ البكتيريا في التجويف الفمويّ، حيث تقوم بإنتاج مركبات الكبريت ذات الرائحة السيئة في حال تراكمت ونمت في مناطق الفم التي تحتوي على بقايا الطعام،[3] وفي الحقيقة يمكن للصوم والاعتماد على البرامج الغذائية قليلة الكربوهيدرات أن تساهم في ظهور رائحة كريهة للفم نتيجة تحطيم وتحليل الدهون في الجسم وإنتاج الكيتونات.[1]

وتجدر الإشارة إلى أنّ تناول بعض الأطعمة مثل؛ البصل، والثوم، والتوابل، والأسماك، والمشروبات الحمضية تساهم في ظهور رائحة للفم ولكن لمدّة قصيرة في الغالب، ومن الأسباب الأخرى؛ التدخين ومضغ التبغ، أو وجود مشاكل صحية مثل؛ التهاب الحلق، والارتجاع المعدي المريئي، والاضطرابات الهضمية، وجفاف الفم، والتهابات اللثة، واستخدام أدوية الحساسية ومدرّات البول.[7] ويمكن أن تظهر رائحة نَفَس مميّزة لتدلّ على وجود مشكلة طبيّة معيّنة، ومن أبرز الأمثلة على ذلك؛ رائحة النَفَس المشابهة للفواكه التي ترتبط مع حالة خطيرة يمكن أن تهدّد حياة مريض السكري وتُعرف بالحماض الكيتوني (بالإنجليزيّة: Ketoacidosis)، ورائحة النَفَس التي تشبه رائحة البراز والتي ترتبط مع التقيؤ لفترة طويلة لا سيّما مع وجود انسداد في الأمعاء، كما قد تظهر هذه الرائحة بشكل مؤقت عند إدخال أنبوب عبر الأنف والفم لتنظيف المعدة من محتوياتها، ورائحة النَفَس المشابهة للأمونيا أو رائحة السمك والتي تظهر لدى من يُعاني من الفشل الكلويّ المزمن.[8]

المراجع

  1. ^ أ ب Tim Newman (10-1-2018), "Everything you need to know about bad breath"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 28-4-2019. Edited.
  2. ^ أ ب "Halitosis or bad breath", www.betterhealth.vic.gov.au,1-8-2012، Retrieved 28-4-2019. Edited.
  3. ^ أ ب Steven Dowshen, "What Causes Bad Breath?"، www.kidshealth.org, Retrieved 28-4-2019. Edited.
  4. ^ أ ب ت Prevention Team (22-6-2014), "15 Ways To Beat Bad Breath"، www.prevention.com, Retrieved 28-4-2019. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث Mayo Clinic Staff (10-3-2018), "Bad breath"، www.mayoclinic.org, Retrieved 28-4-2019. Edited.
  6. ↑ Alfred D. Wyatt Jr. (1-6-2018), "Dental Health and Bad Breath"، www.webmd.com, Retrieved 28-4-2019. Edited.
  7. ↑ John P. Cunha, "Bad Breath (Halitosis)"، www.medicinenet.com, Retrieved 28-4-2019. Edited.
  8. ↑ Ilona Fotek and David Zieve (5-2-2018), "Breath odor"، www.medlineplus.gov, Retrieved 28-4-2019. Edited.