كيفية زراعة الفطر

كيفية زراعة الفطر
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

الفِطر

يعود تاريخ الفِطر إلى العصور القديمة؛ إذ يُعتبَر الصينيّون أوّل من زَرعَ الفِطر، حيث كانوا يستخدمونه كدواء، وغذاء، وينتمي الفطر إلى مملكة الفطريّات (بالإنجليزيّة: Mycota)، ورُتبته هي الغاريقونيّات (بالإنجليزيّة: Agaricales)، وهو يمتلك مادة الكيتين التي تَمنَحُ الصلابة لهياكل الحشرات، كما أنّه لا يحصل على غذائه بعمليّة التمثيل الضوئيّ؛ وذلك لخُلوّه من مادّة الكلوروفيل، ممّا يجعله مُختلفاً عن النباتات الأخرى، ويتكوّن جسمه من قبّعة تحمل أبواغاً صغيرة بَدَل البذور في النباتات، وله ساق يحمل القبّعة، ومشيجة تنمو في التراب، أو في جسم عائل تحصل على الغذاء منه، وفي وقتنا الحاليّ، يُوجَد أكثر من 70 ألف نوع من الفِطريّات، يُعتبَر 2000 نوع منها قابلاً للأكل، أمّا الأنواع السامّة فلا تتجاوز 10% منها 30 نوعاً قاتلاً، حيث يُستخدَم الفِطر كمصدر للغذاء، وصناعة العقاقير والمُضادّات الحيويّة، كما يُستخدَم بعضها كمبيدات حشريّة.[١]

طريقة زراعة الفِطر

من الممكن زراعة الفِطر باتّباع مجموعة من الطُّرُق، يتمّ اختيار إحداها حسب التكلفة، والمساحة المُتوفِّرة للزراعة، حيث يتمّ تجهيز البيئة التي تُعِدّ التربة الرئيسيّة لنُموّ الفِطر قَبل كلّ طريقة، إذ إنّ هذه البيئة تكون مُكوَّنة من تبن القمح، أو الشعير، أو أيّ مُخلَّف نباتيّ، ويُضاف إليها 5% من ردة القمح، و5% من الجبس الزراعيّ، ثمّ تُعبَّأ في أكياس من الخيش، وتُغلَق جيّداً، ثمّ تُنقَع في الماء لمدّة 3 ساعات، ثمّ تُسخَّن حتى الغليان لمدّة ساعة إلى ساعتين؛ وذلك للتخلُّص من الميكروبات، والحشرات، وتُترَك الأكياس بعد ذلك من (6-24) ساعة؛ لتبرد وتتمّ تصفية الماء الزائد منها؛ حيث تصبح بعدها جاهزة للزراعة .[٢]

الأكياس البلاستيكيّة

  • وَضْع البيئة المُعدَّة للزراعة في أكياس سوداء، أو شفّافة، على هيئة طبقة بسُمْك 10سم.
  • رَشّ طبقة التقاوي، وهي عبارة عن حبوب من القمح، أو الذرة التي تحتوي على ميسيليوم [[كيفية استعمال الفطر الهندي

|الفِطر]].

  • وَضْع طبقة أخرى من البيئة المُعدَّة للزراعة، وذلك بسُمْك 10سم، حيث يتمّ رشّها بالتقاوي.
  • الاستمرار في عمليّة الطبقات حتى يمتلئ الكيس، بحيث تكون آخر طبقة من البيئة بسُمْك 5سم.
  • وَضْع الأكياس على أرضيّة خشبيّة، وإغلاقها جيّداً.
  • تَرْك الأكياس لمدّة 10-15 يوماً، مع مراعاة عدم وجود إضاءة في المكان، حتى تظهر نُموّات بيضاء، فيُفتَح الكيس من الأعلى، ويُترَك لمدّة أسبوع.
  • يتمّ إحداث شقوق في جوانب الكيس؛ حتى تخرج منه بعض النموّات.

أكياس الشبك البلاستيكيّة

الأسطوانات

تتميَّز طريقة الزراعة في الأسطوانات بتكلفتها المنخفضة، وعدم حاجتها إلى مساحة كبيرة، كما أنّه يتمّ الحصول على 4-5 قطفات بعد عدّة أسابيع، وللزراعة في الأسطوانات يتمّ اتّباع الخطوات الآتية:[٢]

  • تحضير أسطوانة بطول 1.5م، وقطر 30سم، بحيث يكون لها غطاء بلاستيكيّ.
  • تجهيز مخلوط البيئة والتقاوي على مشمّع نظيف ومُطهَّر.
  • تعبئة الأسطوانات بالمخلوط، حيث يجب رَجُّها باستمرار أثناء الزراعة؛ تجنُّباً للفجوات الهوائيّة.
  • رَبْط الغطاء البلاستيكيّ جيّداً، وترتيب الأسطوانات بجانب بعضها البعض على مسافة 50سم.
  • تثبيت الأسطوانات رأسيّاً بالحائط، وذلك بواسطة الأسلاك، والمواسير.
  • إخراجها من الأغطية البلاستيكيّة، وتعليق الأسطوانات، وذلك بعد 10-15 يوماً.

الصناديق البلاستيكيّة

تُنتِجُ طريقة الصناديق البلاستيكيّة 2-3 قطفات، وهي تحتاج إلى عدّة أسابيع حتى نحصل على القطاف، وخطوات هذه الطريقة سهلة، بحيث يتمّ وَضْع الصناديق البلاستيكيّة -بأيّ حجم مُتوفِّر- في كيس من البولي إثيلين الأسود، ثمّ تتمّ تعبئتها بطريقة الطبقات، وإغلاقها جيّداً، وبعد مرور 10-15 يوماً، تُخرَج الصناديق من أكياس البولي إثيلين، وتُوضَع على الأرفف حتى تتمّ عملية نُموّ الفِطر.[٢]

البيئة المناسبة لزراعة الفِطر

لا بُدّ من توفير عوامل مناسبة؛ لضمان الحصول على نبات فِطر سليم، وبكمّيات كبيرة، ومن أهمّ العوامل التي يجب مراعتها في البيئة الزراعيّة للفِطر ما يأتي:[٣]

  • درجات الحرارة: إنّ انخفاض درجة الحرارة يُؤدّي إلى إطالة فترة نُموّ الميسيليوم، وتأخير نُموّ الأجسام الثمريّة، أمّا ارتفاعها فيُودّي إلى استطالة الساق، وتشوُّه الفِطر بظهور بُقَع جافّة على رأس الفِطر، كما تختلف درجات الحرارة المناسبة باختلاف مرحلة نُموّ الفطر، و نوع الفطر، وفي ما يأتي مثال على درجة حرارة الهواء المناسبة خلال مراحل إنتاج الفطر الأبيض :
  • الرطوبة النسبيّة: يحتاج نبات الفطر إلى رطوبة عالية تتراوح بين 60-90%؛ وذلك حتى ينمو.
  • التهوية: يتأثَّر الفطر بارتفاع الحرارة؛ لذا لا بُدّ من توفير تهوية جيّدة له، خاصّةً بعد الأسبوع الثاني من الزراعة، كما يتأثَّر الفطر بارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون؛ لذا لا بُدّ من استخدام شفّاطات تهوية.
  • الإضاءة: الضوء لا يناسب الفطر، وخاصّةً في بداية نُموّه، إذ يجب تظليله جيّداً، ومَنْع وصول الضوء إليه؛ وذلك لأنّ الضوء يُنشِّط نُموّ الجراثيم، أمّا في مرحلة الإثمار، فإنّ الفطر يحتاج إلى إضاءة خافتة.
  • مرحلة الزراعة: درجات الحرارة المثاليّة في هذه المرحلة هي 20-23 درجة مئويّة، بحيث لا تتعدّى 30، ولا تقلّ عن 15.
  • مرحلة التغطية: درجات الحرارة المثاليّة في هذه المرحلة هي 17-20 درجة مئويّة، بحيث لا تتعدّى 21، ولا تقلّ عن 13.
  • مرحلة القِطاف: درجات الحرارة المثاليّة في هذه المرحلة هي 15-17 درجة مئويّة، بحيث لا تتعدّى 22، ولا تقلّ عن 11.

أمراض تصيب نبات الفطر

يُصاب نبات الفطر ببعض الأمراض التي يجب الانتباه إليها أثناء نُموّ النبات؛ حتى تتمّ معالجتها، والسيطرة على انتشارها، ومن هذه الأمراض:[٤]

  • أمراض بسبب الحيوانات: قد تتسبَّب بعض الحيوانات التي تدخل إلى غرف التحضين في إفساد الفطر، ومن أهمّ هذه الحيوانات الفئران التي تُهاجم أكياس التحضين؛ للحصول على القمح الذي ينمو فيه الفطر، وتتسبَّب في إحداث ثقوب في الأكياس؛ ممّا يُسبِّب جفاف الدبال، أو تفريغ الأكياس من الدبال، وتتمّ مقاومتها عن طريق وَضْع أفخاخ، أو سُمّ للفئران؛ وذلك للحَدِّ من انتشارها، كما أنّ الحلزون قد يهاجم أكياس الفطر، ويتغذّى عليه، وللتخلُّص منه، يجب إزالته يدويّاً، ومَنْع دخوله إلى الغرفة.
  • أمراض فِطريّة: يتعرَّض الفِطر لبعض أنواع الفِطريّات، كفطر التريكوديرما الذي يهاجم الأبواغ، وينافس على موادّ التغذية، ويُسبِّب اختفاء البذور المزروعة إذا تلوَّثت به الأكياس، كما تظهر أبواغ بيضاء كالثلج، ذات رائحة عَفنة، والتي تتحوّل لاحقاً إلى اللون الزيتونيّ، إضافة إلى أنّها قد تُسبِّب مرضاً لا يمكن علاجه؛ لذا لا بُدّ من التنبّه إلى النظافة في منطقة الزراعة؛ حتى لا يُصاب الفطر به.
  • أمراض بكتيريّة: تُهاجم بكتيريا بسودوموناس تولاسي الفطر، فتظهرُ بُقَع برتقاليّة فوق الجهة العُليا للفطر، وتتسبَّب في جَعْل طعمه سيِّئاً، وتظهر هذه البكتيريا؛ بسبب ارتفاع الحرارة، والرطوبة، وانخفاض التهوية، إلّا أنّه يمكن معالجتها عن طريق زيادة التهوية، وإزالة الفطريّات المُتضرِّرة.

المراجع

  1. ↑ د. محمد موفق يبرق، د. سليم خوجة، د. عمر عتيق، وآخرون (2009)، الدليل العملي لزراعة الفطور في سورية ، سوريا: وزارة الزراعة واإلصـالح الزراعـي، صفحة: 12-14، 35-36. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث ج محمود العجوز (2009)، زراعة عيش الغراب (الطبعة الأولى)، غزّة : مركز العمل التنمويّ/معاً، صفحة: 4-9. بتصرّف.
  3. ↑ كارولين عجيل، هيام يوسف، فؤاد داغر، وآخرون (2008)، زراعة الفطر (الطبعة الأولى)، لبنان: مصاحة الأبحاث العلمية الزراعية، صفحة: 3-4. بتصرّف.
  4. ↑ ماريا روساس ألكنترا، بشرى الوالي، دليل زراعة الفطريات، المغرب: جمعية التنمية المحلية ، صفحة (14-18)،(21). بتصرّف.