كيف ينبت الفطر

كيف ينبت الفطر

الفطر

فطر عيش الغراب أو المشروم (بالإنجليزيّة: Mushroom) هو فطر لحمي ينمو فوق سطح الأرض ويتكوّن غالباََ من ساق تنتهي برأس يُسمى القلنسوة ينتظم على سطحها السّفلي صفائح خيشوميّة. عرف البشر الفطر منذ عصور ما قبل التّاريخ واستخدموا الأصناف الصّالحة للأكل كمصدر للفيتامينات والمعادن، ويمثل الفطر جزءاََ مهمّاََ من السّلسلة الغذائيّة؛ إذ تتغذى عليه الكثير من الحيوانات، مثل: الطّيور والقوارض، كما أنّ أشكاله وألوانه المتعدّدة تضفي جمالاََ وسحراََ على الطّبيعة، ومع ذلك فيجب أخذ الحيطة والحذر عند التّعامل مع الأنواع التي تنمو في البرية؛ فالكثير منها يحتوي على سموماً تسبب لمن يتناولها بالمرض، وأحياناََ قد تؤدي إلى الموت.[1]

إنبات الفطر

تبدأ دورة حياة فطر عيش الغراب في الطّبيعة دون تدخل الإنسان؛ عن طريق انتشار الأبواغ من الصّفائح الخيشوميّة في الهواء ووصولها إلى بيئة مناسبة تتوفّر فيها الظّروف الملائمة للنمو، وهي الحرارة والرّطوبة فتنمو لتعطي فطراً جديداً. تحتوي الجهة السّفلية لقلنسوة فطر المشروم على صفائح خيشوميّة تُسمى البازيديا، وتكوّن البازيديا الخلايا التّكاثريّة للفطر، وتكون أحاديّة المجموعة الكروموسومية، وعند التقاء نواتَي خليتين تتكوّن خليّة ثنائيّة المجموعة الكرموسوميّة تُسمّى الزّيجوت، وهي شبيهة بالزّيجوت الذي ينتج من اتحاد البويضة بالحيوان المنوي لدى البشر.[2]

يمر الزّيجوت بعد ذلك بالانقسام المنصّف الأول والثاني فينتج خلية لها أربع أنوية أحاديّة المجموعة الكروموسوميّة وهي الأبواغ البازيديّة، تنتشر الأبواغ البازيدية في الهواء، وعند سقوطها في تربة مناسبة تكوّن خيوطاً فطريّة سالبة السّلالة، أو موجبة السّلالة، وذلك تبعاََ لكمية البروتين الذي تحتوي عليه، وبعد فترة من النّمو يندمج أحد الخيوط الموجبة مع أحد الخيوط السّالبة ليعطي غزللً فطرياً ثنائي المجموعة الكروموسوميّة، أو ما يُعرَف بالمسيليوم (بالإنجليزية: Mycelium) والجمع ("mycelia"). ينمو المسيليوم ويُقسَم ليكوّن شبكة كبيرة متفرعة من الخيوط التي تمتد تحت التّربة وتنمو؛ لتكوّن الجسم الثّمري للفطر فوق التّربة بعد سقوط الأمطار.[2]

زراعة الفطر في المنزل

يمكن زراعة الفطر في المنزل باتباع الخطوات الآتية:[3]

  • اختيار البيئة المناسبة لنمو الفطر اعتماداََ على نوعه، لذا يتم اختيار ثفل القهوة أو القش لزراعة فطر المحار، ونشارة الخشب لفطر الشّيتاكي أما فطر البوتون فينمو بشكلٍ أفضل في خليط السّماد، علماََ أنّه من الممكن زراعة جميع الأنواع السّابقة في نشارة الخشب غير المعالج والقش بسهولة.
  • شراء تقاوي فطر عالية الجودة، وهي عبارة عن نشارة خشب يتخللها الغزل الفطري (الميسيليوم)، ولا يُفضّل شراء أبواغ لأنّها تحتاج إلى وقت أطول وخبرة أكبر حتى تعطي فطراً جيداً، فزراعة الأبواغ شبيهة بزراعة البذور في النّباتات، بينما تكون زراعة التّقاوي بسهولة زراعة الأشتال الجاهزة.
  • تعقيم القش أو الخشب لقتل الكائنات الحيّة الدّقيقة التي قد تنافس الغزل الفطري، ويمكن تعقيم القش والخشب عن طريق تبليله بكمية كافية من الماء، ووضعه في طبق آمن للاستخدام داخل المايكروويف وتسخينه لمدة دقيقتين، أو حتى يغلي الماء المضاف إليه.
  • تدفئة مادة النّمو الأساسية لتشجيع الغزل الفطري على الانتشار والنّمو، ويكون ذلك بوضعها في وعاء واسع وخلطها مع التّقاوي باستخدام أداة معقمة، ووضعها في مكان دافئ، كما يمكن استخدام وسادة تدفئة بدرجة حرارة 21 درجة مئوية، ثم يُترك الوعاء في مكان مظلم لمدة ثلاثة أسابيع تقريباً حتى تنمو مستعمرة الفطر، وتغطي بيئة النّمو تماماََ.
  • نقل بيئة النّمو إلى مكان مظلم تتراوح حرارته ما بين 13 إلى أقل من 21 درجة مئويّة، وفي هذه الاثناء يجب التخلّص من البقع الخضراء والبنية الشّبيهة بعفن الخبز التي قد تنمو على بيئة النّمو، وتغطية مادة النّمو بقليل من التّربة والتأكّد من رطوبة البيئة ورشها بالماء حسب الحاجة، ولتشجيع نمو الفطر يوضع بالقرب منه مصدر ضوئي منخفض الحرارة.
  • قطف الفطر باستخدام سكين حادة عندما يصبح جاهزاََ للحصاد، وهو ما يحدث عند انفصال رؤوس الفطر عن السّاق، ويمكن تخزين الفطر في كيس ورقي في الثّلاجة لمدة أسبوع، ويُفضّل شطف الفطر بالماء قبل أكله.

متطلّبات تربية الفطر

يحتاج الفطر إلى توفير بعض الظروف المناخيّة التي تساعد على نموه بطريقة صحيحة، ومنها:[4]

  • درجة الحرارة: تختلف درجة الحرارة المناسبة لتربية الفطر باختلاف النّوع ومرحلة الإنتاج؛ يحتاج فطر المحار على سبيل المثال إلى حرارة تتراوح بين 22-27 درجة مئويّة في فترة نمو الميسليوم، بينما يحتاج إلى حرارة بين 17-20 درجة مئويّة في مرحلة الإثمار، ويؤدي انخفاض درجة الحرارة إلى تأخير ظهور الأجسام الثّمرية، بينما تسبب الحرارة المرتفعة ظهور بقع جافة على قلنسوة الفطر، وتشوهه، وانخفاض قيمته.
  • درجة الرّطوبة النّسبيّة: يحتاج الفطر إلى رطوبة تتراوح بين 60-90%، ويمكن استخدام أجهزة خاصة لقياس الرّطوبة والتحكّم بها.
  • التّهوية: تحتاج غرف تربية الفطر إلى تهوية مستمرة لتزويد الفطر بالأكسجين، ومنع تراكم ثاني أكسيد الكربون، ويُفضَّل استخدام شفاطات الهواء والمراوح الكهربائيّة لتوزيع الهواء والحرارة في الغرف، وتنقية الهواء من غبار الطّلع، والأبواغ، والبكتيريا.
  • الضّوء: يحتاج الفطر في المراحل الأولى من الإنتاج إلى النّمو دون وجود إضاءة؛ لأنّ الضّوء ينشّط نمو الجراثيم، لذلك تجب تغطية صناديق تنمية الفطر بأغطية داكنة اللون، واستخدام شباك تظليل بنسبة 73% لتغطية الفطر الذي ينمو في البيوت البلاستيكية، أمّا في مرحلة الإثمار فيحتاج الفطر إلى إضاءة خافتة لمدة تتراوح ما بين 10-12 ساعة يوميّاََ، ولهذه الغاية تُستخدَم مصابيح النيون أو الفلورسان.

أنواع الفطر

يوجد أكثر من 2000 نوع من الفطر القابل للأكل، ومن أنواعها الأكثر أهمية وانتشاراََ ما يأتي:[5]

  • الفطر الزّراعي (الاسم العلمي: Agaricus Spp): يمثّل 32% من الإنتاج العالمي للفطر المزروع، ويحتاج إلى عناية خاصة وضبط لحرارة وتهوية ورطوبة المكان الذي يُزرع فيه.
  • فطر الشّيتاكي (الاسم العلمي: edodes Lentinula): يمثل حوالي 25% من الإنتاج العالمي من الفطر، ويحتاج إنتاجه إلى وقت طويل (100 يوم تقريباََ)، كما يحتاج إلى تقنية عالية.
  • الفطر الصّيني أو فطر القش (الاسم العلمي: volvacea Volvariella): يمثل حوالي 3% من الإنتاج العالمي من الفطر المزروع، ويمر إنتاجه بالعديد من المراحل، كما يحتاج إلى بيئة شبه استوائيّة، ومن مزاياه أنّه قليل التكلفة.
  • الفطر المحاري أو الصّدفي (الاسم العلمي: Pleurotus Spp): يمثل 14% تقريباََ من الإنتاج العالمي من الفطر المزروع، وهو قليل التّكلفة، ولا يحتاج إلى خبرة عالية كما يمكن زراعته في البيت.

المراجع

  1. ↑ "Mushroom", www.newworldencyclopedia.org/,31-10-2018، Retrieved 2-12-2018. Edited.
  2. ^ أ ب "Basidiomycota Life Cycle", study.com, Retrieved 1-12-2018. Edited.
  3. ↑ "How to Grow Mushrooms Indoors", www.wikihow.com, Retrieved 1-12-2018. Edited.
  4. ↑ كارولين عجيل، وهيام يوسف، وفؤاد داغر، وآخرون (2008)، الفطر، لبنان: مصلحة الأبحاث العلميّة الزراعيّة، صفحة 3-4. بتصرّف.
  5. ↑ محمد يبرق، وسليم خوجة، وعمر عتيق، وآخرون (2009)، الدليل العملي لزراعة الفطور في سوريا، سوريا: مركز البحزث العلمية، صفحة 12-13. بتصرّف.