طريقة زراعة طماطم

طريقة زراعة طماطم

الطماطم

الطماطم عِبارة عن نَبات أو ثِمار لها شكل أملس مُستدير، ولها طعم حِمضيّ خفيف، وتُصنَّف الطماطم كما وَرد عن علماء النبات ضِمن أنواع الفاكهة، في حين أنّ كثيراً من الناس يَعتبِرونها من أنواع الخُضراوات؛ حيث إنّ لها استخدامات عديدة مُشابِهة لاستخدام العديد من الخُضراوات، مثل: الخسّ، والقرنبيط، والبصل، كما تُستخدَم بشكل كبير في صُنع السَّلَطات، وتُؤكَل الطماطم إمّا طازجة أو من خلال طهْيِها، وتدخل في العديد من الأطباق، وللطماطم العديد من الأنواع والأصناف؛ إذ يُوجَد منها نحو 4000 صِنف حول العالم.[1]

نشأت الطماطم في أمريكا الجنوبيّة، ويُقال إنّ الإسبان، وتحديداً الكَهَنة، قد أتَوا بها إلى أوروبا من المكسيك، في مُنتصَف القرن السادس عشَر الميلاديّ، ومن ثمّ بدأت زراعتها في كلٍّ من إسبانيا، وإيطاليا، واستُخدِمت في التغذية، ولتشابه نبات الطماطم مع العديد من النباتات السامّة، كان بعض الناس يتجنّبون استخدامها وتناولها، وقد شاع هذا الأمر حتى بداية القرن التاسع عشَر؛ حيث أصبحت عنصراً غذائيّاً مقبولاً وشائعاً، كما انتشرت بعض الخرافات التي تفيد بأنّ من يأكل الطماطم بكثرة يقع في الحبّ، وبالتالي أطلقوا عليها اسم ثِمار الحبّ.[1]

زراعة الطماطم

تتطلَّب عمليّة زراعة الطماطم ظروفاً مناخيّة مُحدَّدة، حيث إنّها تحتاج إلى حرارة تتراوح بين 20 و30مْ لإنبات البذور، وتحتاج إلى حرارة تعادل 17مْ ليلاً و23مْ نهاراً لنموّ الشتْلات، كما تحتاج إلى أكثر من 13مْ للإزهار، أمّا للتلقيح فتحتاج إلى درجة حرارة بين 15 و20مْ ليلاً، ودرجة حرارة بين 22 و24مْ نهاراً، أمّا لنموّ الثمار جيداً فتحتاج لدرجة حرارة أقلّ من 37مْ كحدٍّ أقصى، وبالنسبة إلى الرطوبة فإنّها تحتاج إلى رطوبة نسبتها تتراوح بين 50-60% خلال فترة نموّ الشتلات، وبين 60-70% خلال فترة نموّ الأزهار في البيوت البلاستيكيّة .[2]

والجدير بالذكر أنّه إن ارتفعت نسبة الرطوبة فإنّها تُؤدّي إلى انتشار الأمراض، وتعفُّن الثمار، ويُنصَح بزراعة الطماطم في الأماكن المُشمِسة، وتعريضها للضوء لمدة لا تقلّ عن 6-8 ساعات يوميّاً، وينبغي عند اختيار صِنف البندورة مراعاة عدّة أمور، منها: أن تكون ذات إنتاجيّة عالية وجَودة مرتفعة، وأن يكون الصِنف مُقاوماً للأمراض والفيروسات، وأن تكون الثمار الناتجة قابلة للتخزين والتبريد وصلبة، وأن تتحمَّل ظروف التخزين، وغيرها، كما يجب زراعة الأصناف المرغوب بها محلّياً وفي الأسواق، وأن يتأقلم الصنف مع الفترة التي سوف تتمّ زراعته فيها.[2]

تحضير التربة

لزراعة الطماطم لا بُدَّ من تحضير التربة لعمليّة الزراعة، ولتحضيرها يجب اتّباع الآتي:[2]

  • إزالة أيّة مُخلَّفات زراعيّة ناتجة عن المحصول السابق.
  • غَسْل التربة جيِّداً؛ وذلك للتخلُّص من الأملاح، إذا ما تمّت الزراعة في بيت محميّ.
  • التخلُّص من الأعشاب الضارّة تماماً باستعمال مبيد عشبيّ خاصّ.
  • عَمَل تحاليل مخبريّة؛ لمعرفة نسبة المواد العُضويّة في التربة، ولمعرفة جاهزيّة التربة للزراعة.
  • إجراء فحوصات للتربة؛ للتأكُّد من خلِّوها من أيّة أمراض بكتيريّة، أو فطريّة.
  • حراثة الأرض على عُمْق 40 سم.
  • تسميد الأرض في فصل الخريف، باستخدام الأسمدة العضويّة المُخمَّرة، وبمعدل 1-2 طن.
  • وَضْع الأسمدة الفوسفوريّة والبوتاسيّة قبل الزراعة ب 7-10 أيّام.
  • حراثة الأرض على عُمق 20-25 سم؛ وذلك لطَمر السماد، ومن ثمّ تنعيمها.
  • تجهيز شبكات الريّ بالتنقيط ،أو حسْب ما يرى المختصُّون .

تعقيم الأرض

في حال وُجِدت أمراض خطيرة في التربة أو في المحصول السابق بعد إجراء التحاليل المخبريّة، فلا بُدّ من تعقيم الأرض، ويتمّ ذلك باستخدام الطاقة الشمسيّة، خلال الأشهر من حزيران/يونيو إلى آب/أغسطس، وتكون عمليّة التعقيم قَبْل الزراعة باستعمال المُبيدات الكيميائيّة استكمالاً لها، في حال استمرار وجود الأمراض، أو في حال ظهرت إصابة شديدة في الأرض، والجدير بالذكر أنّ هناك فترة أمان في حال استعمال المُبيدات الكيميائيّة، تتراوح من 2-4 أسابيع؛ وِفقاً لنوع المُبيد الذي تمّ استعماله.[2]

تحضير البيت المحمي

يجب تحضير البيت المحميّ باتّخاذ العديد من الإجراءات قَبْل زراعته، ومن هذه الإجراءات:[2]

  • تعقيم البيت المحميّ بعد انتهاء الموسم بشكل مباشر.
  • تعقيم المعدّات الزراعيّة؛ كي لا تنتشر الأمراض.
  • وَضْع شِباك الحماية على مداخل البيوت؛ لمَنْع دخول الحشرات.
  • مُراعاة وجود فتحات للتهوية؛ لخفض الرطوبة.
  • وَضْع شِباك التظليل؛ لمنع تشكُّل المناخ جاف داخل البيت.
  • مُراعاة وجود حوض خاصّ للتعقيم؛ لمنع انتقال الأمراض من خلال الإنسان.
  • وَضْع مُكثِّف للمصائد؛ ليقوم باصطياد المنّ والحشرات التي تصيب الطماطم.

وفي حال استخدام البيوت البلاستيكية يُنصَح باستعمال الغطاء البلاستيكيّ الأسود، الذي يمنع نُموّ الأعشاب الضارّة، كما يساعد على تجنُّب أمراض التدرُّن المائيّ، والعفن الرماديّ، وغيرها من الأمراض التي قد تُصيب ثمار الطماطم.[2]

طريقة زراعة الطماطم

يجب تخطيط الأرض، ومُراعاة مسافات الزراعة؛ حيث إنّ مسافات الزراعة تختلف؛ وِفقاً لاختلاف خصوبة التربة، وطريقة الزراعة، بالإضافة إلى الأصناف التي يُراد زراعتها، وطبيعة نموّها، فمثلاً تكون المسافة بين الشتلات نحو 20سم، وتكون المسافة بين الخطوط نحو 80-100سم، أمّا مكان الغرس فيكون الحقل، ويكون النمو في هذه الحالة محدوداً، في حين أنّه إذا كان مكان الزراعة هو البيت المَحميّ، وكانت المسافة بين الشتلات نحو 40-50سم، فإنّ المسافة بين الخطوط تتراوح من 80 إلى 100 سم، ويكون النموّ على خطوط واحدة ومُزدوَجة.[2]

كما أنّه يجب عدم زاعة الشتلات على عُمْق كبير، بحيث يجب أن يكون ارتفاع الأوراق الفلقية نحو 2.5 سم عن مستوى سطح الأرض، على أن تكون الجذور مُغطّاة بشكل كامل بالتربة؛ تجنُّباً لجفافها،[2] ويُمكِن زراعة الطماطم في مُختلَف أنواع الأراضي تقريباً، إلّا أنّها تنمو بشكل أكبر في الأراضي الخَصبة، والدافئة، وذات الصَّرف الجيِّد، وتحتاج البذور إلى نحو 75-85 يوماً حتى تنضَج تماماً، وتتمّ زراعتها في الحقل في المناطق التي يتوفَّر فيها موسم نموّ طويل، أمّا زراعتها في البيوت الزجاجيّة، فتكون في مواسم النموّ القصيرة جدّاً، حيث تُشتَّل النباتات الصغيرة التي تنتجُ من البذور في الحقل المفتوح.[1]

حصاد الطماطم

وبالتطرُّق إلى حصاد الطماطم، يجدر الذِّكر أنّ الطماطم التي تُزرَع ليتمّ أكلُها طازجة تُحصَد يدويّاً، ويكون قطْفُها بعد أن تنضَج مباشرة، وهناك أعداد كبيرة من المزارعين الذين يستخدمون الآلات للحصاد، أمّا الثمار التي تُزرَع لأغراض التصنيع، فإنّها تُحصَد باستعمال الآلات، ويتمّ شَحْنُها إلى المخازن؛ ليتمّ تصنيعها وتسويقها فيما بعد، وعادة ما يتمّ قطْفُها قَبل أن تنضَج تماماً؛ لكي تَنضج في المخازن؛ حيث إنّ الثمار غير الناضجة تتحمّل عمليّات النقل، وتكون أقلّ عرضة للتلف خلال عمليّات الشحن.[1]

نصائح عند زراعة الطماطم

في ما يأتي بعض النصائح التي يجب اتّباعها عند زراعة الطماطم:[3]

  • يُنصَح بزراعة النباتات في مكان تصل إليه كميّة كافية من أشعّة الشمس؛ حيث إنّ الطماطم تحتاج إلى مصدر قويٍّ للضوء، وخاصة عند زراعتها في الداخل، ويُنصَح بوَضْع النبتة بجانب النوافذ؛ لكي تصل أشعّة الشمس إليها، وفي حال عدم توفُّر مكان مناسب لدخول أشعة الشمس، فإنّه يمكن استعمال إضاءة صناعيّة لمدّة تتراوح بين 14-18 ساعة بشكل يوميّ.
  • يُنصَح عادة بتَرك مسافة مناسبة بين كلِّ شتلة وأخرى؛ وذلك بهدف السماح للأوراق والسيقان بالنمو بشكل جيّد؛ لذلك يجب عدم زراعة الشتلات بشكل مُكتَظّ.
  • تُزال الأوراق التي تنمو بالقرب من الجذر في حال وَصَل طول نبتة الطماطم إلى 91.44 سم؛ حيث إنّ هذه الأوراق قد تكون سبباً في نُموِّ الفطريّات.
  • تُروى النباتات بانتظام، ويجب الحرص على عدم الإفراط في الريّ؛ حيث إنّه يُنصَح عادة بغَمر النباتات بالماء بارتفاع بوصة واحدة فقط مرّة كلّ أسبوع، وفي فترات الجفاف قد تحتاج إلى كميّة أكبر من الماء، كما يجب مُراقبة النباتات، ولا بُدّ من تزويدها بكميّة أكبر من الماء في حال رؤيتها ذابلة.

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج هيئة من المؤلفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية ، الرياض- المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة لنشر والتوزيع، صفحة 641-643 الجزء (ص-ض-ط-ظ). بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح خ د زينات موسى، جورج حداد، زراعة البندورة، صفحة 2-6. بتصرّف.
  3. ↑ MARIE IANNOTTI (2018-4-11)، "Top 10 Tomato Growing Tips"، www.thespruce.com، Retrieved 2018-5-11. Edited.