يحدث الخسوف القمري عندما يكون القمر بدراً، ويقع على استقامة واحدة مع الشمس والأرض بحيث تكون الأرض بمنتصف هذا الحدث، والتفسير العلمي لذلك هو أنَّ الظل الناتج عن سقوط أشعة الشمس على الأرض ينقسم إلى منطقتين رئيسيتين؛ المنطقة الأولى تسمى منطقة الظل التام (بالإنجليزية: Umbra) حيث يُحجَب في هذه المنطقة ضوء الشمس بالنسبة للناظر الموجود هناك، فإذا كانت الشمس تسطع على نصف الكرة الغربي للأرض فإن نصف الكرة الشرقي يكون مظلماً، والأجرام الموجودة خلف الأرض مثل القمر والكواكب الأخرى تكون في منطقة الظل التام، أما المنطقة الثانية يطلق عليها اسم منطقة شبه الظل (بالإنجليزية: Penumbral) ويُحجَب فيها جزء من أشعة الشمس والجزء الآخر يكون مرئياً.[1]
يمرّ القمر في هاتين المنطقتين على مراحل؛ المرحلة الأولى والنهائية يكون في منطقة شبه الظل للأرض وهذا لا يمكن ملاحظته بسهولة من خلال الأرصاد، ثم يبدأ القمر بالدخول إلى منطقة الظل التام للأرض ويحدث إعتام تدريجي لقرص القمر إلى أن يحدث الخسوف الكلي، ووفقاً لوكالة ناسا، يحدث الكسوف الشمسي من مرتين إلى أربع مرات كل عام، في حين أن خسوف القمر يكون أقل تكراراً.[2]
يُقسم الخسوف القمري إلى ثلاثة أنواع، وهي كما يأتي:[3]
لعب الخسوف القمري دوراً مهماً في فهم حركة الأرض في الفضاء، حيث لاحظ أرسطو أن الظلال الناتجة والظاهرة على القمر أثناء الخسوف كانت مستديرة، وأدرك أنه فقط إذا كانت الأرض كروية ستكون ظلالها مستديرة، كما اكتشف الفلكي اليوناني هيبارخوس أن الأرض تدور حول نفسها على محور مائل مثل قطعة مُدبّبة تدور (Spinning top) على وشك السقوط، وذلك عن طريق مقارنة مواقع النجوم بالنسبة للشمس أثناء الخسوف القمري بتلك التي سجلت قبل مئات السنين، ووجد أن مواقع النجوم قد تحركت، فاستنتج أن الأرض تتمايل على محورها، لأنه لو لم تمِل لظهرت النجوم في نفس المكان الذي ظهرت فيه قبل مئات السنين، كما استخدم علماء الفلك في العصر الحديث سجلات الخسوف القديمة وقارنوها بمحاكاة الكمبيوتر مما ساعد على تحديد معدل تباطؤ دوران الأرض.[4]