إنَّ سُرعة الحاسوب يُمكن أن تُقاس بعددٍ الأوامِر التي يَستطيعُ الحاسوب أن يُنفِّذها في زَمنٍ مُحدَّد، ويُمكِن أيضاً أن يُعبَّر عن سُرعة الحاسوب على أنّها مدى فاعليّته، واستجابته، وتوافُره للاستخدام.[١] يُقاس أداء أجهزة الحاسوب ومَعرفة سُرعتها بالمقارنة مع الأجهزة الأخرى باستخدام اختِباراتٍ مُعيّنة تُسمّى باختبارات قياس الأداء (بالإنجليزيّة: Benchmarks)، فمن هذه الاختبارات ما تقيسُ أداء عتاد الحاسوب (بالإنجليزيّة: Hardware)، أو برمجيّاته (بالإنجليزيّة: Software)، أو قياس أداء الحاسوب ككُل، وبعد ذلك تتم مُقارنة النتائج بين الأجهزة الحاسوبيّة المُختلفة.[٢]
نظراً لتعدُّد العوامِل التي يعتمد عليها أداء الحاسوب، فهناك عدّة وسائِل يُمكِن من خلالها زيادة سُرعته، ومِنها:
إنَّ وحدة المُعالجة المركزيّة (بالإنجليزيّة: CPU) تُعَد من أهمّ العوامل المؤثِّرة على سُرعة الحاسوب وأدائه؛ حيثُ إنَّ هذه القطعة الإلكترونيّة هي بمثابة عقل للحاسوب، فهي التي تُنفّذ الأوامر القادمة من البرمجيّات المُختلفة من خلال إجراء الحسابات اللازمة ومن ثُمَّ طرح النتائج. توجَد العديد من أنواع المُعالجات وأصنافها، وتختلفُ من حيث المُواصفات عن بعضها البعض، وبالتالي يَختلف الأداء بين كلَ مُعالِجٍ وآخر، ومن أهم المواصفات التي تُميِّز مُعالِج عن الآخر هي:[٧]
إنَّ أنظمة التشغيل (بالإنجليزيّة: Operating Systems) تستخدم خاصّيّة تُسمّى بالذاكرة الافتراضيّة (بالإنجليزيّة: Virtual Memory)، والتي تُتيح للحاسوب تشغيل برمجيّات تتطلَّب مساحة ذاكرة أكبر من مَساحة الذاكرة الرئيسيّة الموجودة في الجهاز، وذلك عن طريق نقل بعض البيانات غير الفعّالة من الذاكرة الرئيسيّة إلى القُرص الصّلب لتَصحيح العجز في مساحة الذاكرة، إلّا أنَّ عمليّة الانتقال من الذاكرة إلى القُرص الصَّلب تتطلَّب وقتاً، فبالتالي يقلّ أداء الجهاز بشكل عام،[٨] لذلك، فإنَّ الزيادة من مساحة الذاكرة العشوائيّة الرئيسيّة (بالإنجليزيّة: RAM) في الجهاز ستزيد من أداء الحاسوب بصورةٍ عامّة.[٩] علاوة على ذلك تختلف سُرعة ذاكرة عشوائيّة عن أخرى، وتتمثَّل هذه السُّرعة في الوقت المُستغرق للوصول للبيانات الموجودة في الذاكرة، إمّا لغرض القراءة أو الكتابة، فكُلّما زادت سُرعة الذاكرة زاد أداء الحاسوب.[١٠]
إنَّ سُرعة القُرص الصّلب (بالإنجليزيّة: Hard disk drive) تؤثِّر على أداء الحاسوب؛ حيثُ إنَّ هذه السُّرعة تُحدِّد الوقت المُتطلَّب للوصولِ للبيانات التي تَحتاجها برمجيّات مُعيّنَة.[١١]
يُستَخدَم وسيط تخزين ذي حالة ثابتة (بالإنجليزيّة: Solid-state drive) لنفس أغراض القُرص الصّلب، إلّا أنّه يتفوَّق عليه من حيث السُّرعة بشكل كبير، ولكنّه يُعدّ باهظَ الثّمن بالمُقارنة مع القُرص الصَّلب.[١٢]
إنَّ تأثير سُرعة بطاقة العرض المرئي (بالإنجليزيّة: Video card) يقتصر على ألعاب الفيديو والنّمذَجة ثُلاثيّة الأبعاد (بالإنجليزيّة: 3D Modeling) بشكل عام؛ حيثُ يَستطيعُ مُستخدِم الحاسوب العادي أن يحصل على أداءٍ جيِّد للقيام بأعماله اليوميّة من تصفُّح الإنترنت وتفقُّد البريد الإلكتروني، وذلك دون وجود بطاقة عرض مرئي سريعة.[١٣][٦]
يتأثَّر أداء الحاسوب بالبرمجيّات الموجودة عليه؛ حيث يُمكن أن توجد برمجيّات تَستخدم العَديد من مَوارد الحاسوب (كقوّة المُعالج)، أو قد يحمل الحاسوب فيروسات تتسبَّب في إبطاءِ الجِهاز عن طريق تَعطيل النظام أو ملء شاشة المُستخدِم بالدعايات والمواقع الزائفة، وقد يقوم المُستخدِم أيضاً بتشغيل العَديد من البرمجيّات في آنٍ واحِد، والتي لا تَستطيعُ مُواصفات جهازه أن تَتحمّلها.[١٤]
من العوامِل التي قد تؤدّي إلى إبطاء جهاز الحاسوب هي الزيادة في درجة حرارة الجهاز، وقد يعود سبب ذلك إلى خطأ في التهوية أو تراكُم الغُبار داخله. إنَّ وجود أعطالٍ داخليّة كالتي تتعرَّض لها الأقراص الصّلبة قد يكون أيضاً لها دور في الحدّ من أداء الحاسوبِ بشكلٍ عام.[١٤]