كيف تحفظ القرآن الكريم وكيف تتأثر به

كيف تحفظ القرآن الكريم وكيف تتأثر به

القرآن الكريم

أنزل الله سبحانه وتعالى كتابه الكريم وجعل حفظه من النسيان أحد منحه وعطاياه للبشرية، يقول تعالى في محكم التنزيل:"إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون" الحجر9، ويختص سبحانه وتعالى حفظة القرآن الكريم بالدرجات العالية في الدنيا والآخرة، فهم مقدمون على غيرهم في الدنيا في الإمامة والخلافة كما أنّ حفظة القرآن أولى بالأمانة من غيرهم، وفي الآخرة هم من السفرة الكرام البررة بإذن الله تعالى.

كيفية حفظ القرآن الكريم والخشوع في تلاوته

إحدى أماني كل مسلم حفظ كتاب الله تعالى واستشعار حلاوة الإيمان عند قراءته، ويواجه الكثير من الناس من مختلف الأعمار والجنسيات حول العالم الكثير من المشاكل في عملية الحفظ والقراءة السليمة للقرآن الكريم، لذا فإنّ هناك بعض النصائح من أجل تحسين القدرة على الحفظ والقراءة بطريقة سليمة وأكثر خشوعاً.

  • الإخلاص: الإخلاص هو سر التوفيق من الله تعالى، ومن المعروف والمتداول بين عموم المسلمين أنّ الإخلاص في أداء الأعمال هو ما يجلب البركة والنجاح لها، فما بالنا بالعمل والتجارة مع الله تعالى، فالنية الخالصة لله يجب أن تكون حاضرة في الذهن وعلى اللسان دائماً بدعوة الله أن يكون العمل خالصاً لوجهه الكريم وأن يرزقنا الإخلاص في النية والعمل، وكلما شعر المؤمن بمدى إخلاصه للقرآن الكريم وتلاوته وحفظه سيكتشف الخشوع أكثر فأكثر، وليس أدلّ على الإخلاص من طلبة العلم الذين يقطعون آلاف الأميال من بلدان مختلفة من أجل حفظ القرآن ودراسته.
  • اختيار التوقيت والمكان المناسب للحفظ والتلاوة: عندما يكون بال الإنسان مشغولاً بما حوله من المتغيرات والحركة والأصوات المحيطة فإنّه لن يكون قادراً على الحفظ بسرعة وبصورة سليمة، كذلك فإنّ الحالة البدنية والذهنية يجب أن تكون مهيأة تماماً لعملية الحفظ والتلاوة، فلا تكون المعدة ممتلئة فيذهب نشاط الجسم كله إلى عملية الهضم، ولا خاوية فتقل الطاقة والقدرة على الاستيعاب، إنّ أفضل مواعيد حفظ القرآن الكريم في الفترة ما بعد صلاة الفجر وحتى الضحى أو موعد العمل.

أمّا مكان الحفظ فيفضل أن يكون في المسجد لخلوه من الأمور التي يمكن أن تشتت الانتباه، كما أنه يمنح قدراً كبيراً من الهدوء والسكينة ويمكن للمتحابين في الله الحفظ بشكل جماعي في المسجد يومياً وهو أمر مطلوب من أجل إيجاد شخص يمكنه أن يصحح العثرات التي يمكن أن يقع فيها الحافظ.

  • ترويض الذاكرة: ذاكرة الإنسان تصويرية وسمعية وحركية، وبما أن القرآن الكريم مقروء ومسموع لذا يجب على الحافظ أن يروّض ذاكرته على الحفظ بالطريقتين، عن طريق البصر بالاعتماد على طبعة واحدة من المصحف لا يغيرها طوال فترة الحفظ من أجل التعوّد على شكل وحجم الحروف والتشكيل، والسمعية عن طريق الاستماع إلى أحد الشيوخ الكبار والحفظ بتلاوته التي يجب أن يلتزم بها الحافظ من أجل الالتزام بصحّة التلاوة.