صلاة الجمعة عبارة عن ركعتان تؤدى جماعةً في وقت صلاة الظهر من يوم الجمعة، ووقتها يبدأ من زوال الشمس عن منتصف السماء إلى أنْ يصير طول ظل كل شيءٍ مثله، وليس لها سنةٌ نافلةٌ قبلية، ولكن من يحب أن يصلي نافلةً مطلقةً قبل دخول وقتها فلا بأس في ذلك، ويجوز تأدية ركعتين أو أربع ركعات أو ست ركعاتٍ نافلةٍ بعد تأدية الصلاة الواجبة.
تمتاز صلاة الجمعة بركن الخطبة حيث لا تصح بدونها، وهي عبارة عن خطبتين تلقيان قبل الصلاة، فيصعد الإمام إلى المنبر، ويخطب في المسلمين، ويعلّمهم أمور دينهم، ويحثهم على طاعة الله وعبادته، ويدعو لهم بالصلاح، كما يدعو لولاة الأمور بالتوفيق والهدى على خطى رسول الله صلى الله عليه وسلّم.
صلاة الجمعة واجبةٌ على كل مسلم ذكر بالغ عاقل حر ومقيم يستطيع تأديتها، فقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) [الجمعة: 9]، فهي لا تجب على المرأة أو المجنون أو المسافر أو المريض، لقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (الجمعة حق واجب على كل مسلم في جماعة، إلا أربعة: عبد مملوك أو امرأة أو صبي أو مريض) [سنن أبي داود]، بينما لو حضرها العبد أو المرأة أو الطفل فإنها تجزىء عن صلاة الظهر عنهم.
يحرم الكلام على المصلين عند بدء الإمام بالخطبة، كما يحرم تخطي رقاب الناس بحثاً عن المواقع للجلوس؛ لأنّ فيه أذيةً للمسلمين، وإلهائهم عن الاستماع للخطبة، وبعد الخطبة يُقيم الإمام الصلاة، ويُعدُّ المصلي الذي يدرك ركعةً واحدةً مع الإمام مدركاً لصلاة الجمعة، ويتبع المأموم الإمام في صلاة الجمعة، وتؤدى كالآتي: