كيف تخشع في صلاتك

كيف تخشع في صلاتك

الصلاة

حتى تستوفي الصلاة غاياتها كاملة فهناك شروط عدة، من أهمها وعلى رأسها الخشوع فيها، والخشوع من خشع، وخشوع لها عدة معاني كالقول خشوع الرجل أي ذلُّ الرجل، أو كالقول الخشوع لله أي الاستكانة والركون لله، أو الخشوع بالبصر أي انكسار البصر، والعديد من المعاني الأخرى، ومن هنا فإننا نرى أن معاني الخشوع ولو اختلفت استخدماتها تدور في الفلك نفسه، لذا يمكننا القول أن خشوع المصلي يعني اسكانته، وخضوعه، وهدوءه، وسكونه.

الخشوع

من معنى الخشوع نستلهم مباشرة أن الخشوع هو الوسيلة التي من خلالها تبدأ الصلاة بالتأثير على روح الإنسان والارتقاء بها، إذ يقال مثلاً أن جوهر الإنسان غير مرتبط لا باسمه، ولا بلقبه، ولا بشهاداته التي يعلقها على الحائط، ولا بأفكاره، ولا بأقواله، ولا بعلاقاته الاجتماعية، ولا بهواياته، فكل هذه الأمور وغيرها بالطبع هي قطع من الألبسة يرتديها الإنسان على نفسه فتغطي مع الزمن جوهره الأصلي السامي الذي ما خلقه رب الأكوان إلا ليكون سامياً، وإذا ما أراد الإنسان الوصول إلى هذا الجوهر المخفي فعليه أن يعاين حقيقة أن كل هذه الملابس التي يظهرها للناس، والتي تختلف في جمالها من شخص إلى آخر ما هي إلا أوهام، يجب أن يدرك الإنسان أنه أعمق من هذه الأوهام، وإذا ما سار إلى آخر الشوط، وأدرك هذا الإدراك وصل إلى مرتبة أفضل وهي المرتبة التي يكون فيها قد صار أكبر من ذاته.

كيفية الخشوع في الصلاة

  • يخشع الإنسان في صلاته عندما يبعد كل الأفكار الدنيوية عن تفكيره أثناء صلاته، ويرتبط بالله خالقه ومولاه فقط لا غير، ويكسر كل ارتباط له بالحياة الدنيا.
  • إبعاد كافة المؤثرات التي تؤثر على الصلاة والتي تشتت الانتباه، وتُستحسن الصلاة في مكان خالٍ لا يوجد فيه ما يبعد تركيز الإنسان المصلي عن صلاته وعن صلته بالله تعالى.
  • التمهل أثناء قراءة القرآن الكريم أثناء الصلاة، وعدم الاستعجال في أداء الركعات والسجدات، وحركات الصلاة المختلفة، والدعاء في الصلاة بالأدعية المحببة وخاصة أثناء السجود، فكل هذه الأمور تجعل الإنسان يرتبط ويتأمل بشكل أكبر وأعمق، وتجهل عقل الإنسان ينفصل عن محيطه أكثر وأكثر، بل وينفصل عن محدداته أيضاً.
  • استشعار عظمة من يقف الإنسان بين يديه في الصلاة، وهذا الاستشعار وحده كفيل بإيصال الإنسان إلى أعلى المرتبات والدرجات في الصلاة، وبالتالي خشوع الإنسان المصلي في صلاته التي يصليها، وهذا له أعظم الأثر على روح الإنسان، وبالتالي على حياة الإنسان المادية بعد انتهاء الصلاة.