كيفية احترام الزوج

كيفية احترام الزوج
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

أهميّة الاحترام في الحياة الزوجيّة

لمّا خلق الله سبحانه وتعالى آدم وأدخله الجنة، خلق زوجه حواء من ضلعه لتعينه وتسانده، وتكون له أُنساً وإلفاً، حتى إذا نزل إلى الأرض بدأ بينهما التناسل والتكاثر، فقد جعل الله سبحانه وتعالى من كل شيءٍ زوجين اثنين، وكان الزواج هو اللبنة الأولى في بناء المجتمعات وتكوينها، وعليه العمدة في ديمومتها واستقامتها، وقد جعل الشارع الكريم القوامة للرجال على النساء؛ لما أُعطوا من قوةٍ جسديّة وقدرات على تمييز الأمور والاختيار على أساس العقل لا العاطفة، بخلاف النساء اللواتي جُبلن طبيعتهن على اختيار العاطفة في الغالب، ولذلك كان احترام الزوج واجباً على الزوجة، إذ به تنشأ الحياة الزوجيّة الهانئة وتستقر المجتمعات، وتنمو الأجيال بحب وسكينة، قال تعالى: (وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)،[1] فأساس الحياة الزوجيّة مبنيٌ على احترام الزوجين لبعضهما، يودّ كلّ شريك شريكه ويسكن إليه وينصحه إن قصّر، وقد قال المصطفى صلى الله عليه وسلم: (لا يفرَكْ مؤمنٌ مؤمنةً، إن كرِهَ منْها خُلقًا رضِيَ منْها آخرَ أو قال: غيرَهُ).[2]

كيفيّة احترام الزوج

دعا الإسلام الزوجة إلى ضرورة احترام زوجها وعدم احتقاره أو التقليل من قدره فضلاً عن عدم طاعته، ومن وسائل وطرق احترام الزوجة لزوجها ما يلي:[3]

  • أن تلقاه دائماً بوجهٍ طلقٍ بشوش، فلا تنغّص عليه بالهموم والمشاكل.
  • أن تكون شاكرة لزوجها على ما يقدّم لها ولأسرتها وإن قلَّ ذلك أو زاد، فهي تشكر الله على نعمة الزواج الذي ساعدها على إحصان نفسها من الوقوع في المحرّم.
  • اختيار الوقت المناسب والطريقة المناسبة إذا أرادت أن تطلب منه أمراً، كما يجب أن يكون طلبها بأسلوب حسن، وأن تختار الكلمات المناسبة التي لها وقع في نفس زوجها.
  • ألا ترفع صوتها على زوجها إذا جرى بينهما نقاش مهما احتدّ، وأن تحاوره بالمنطق والعقل، وإن كانت على خطأ تجنح لرأيه ولا تتزمّت بموقفها.
  • أن تصبر على فقر زوجها إن كان فقيراً، وأن تكون شاكرة لربها إن كان غنيّاً موسراً.
  • الابتعاد عن الغضب والانفعال بحضرته قدر الإمكان.
  • أن تحفظه إن غاب فلا تتكلم بخصوصيّاته وأسراره فتفشيها، وأن تصون نفسها عن غيره.
  • أن تقدّم مطالبه وأوامره على ما مطالب وأوامر من سواه حتى على والديها.
  • أن تشعره بأهميّته لديها وأنّها في حاجة مستمرة له، فمتى شعر الرجل بذلك زاد قرباً منها، أما إن شعر بأنها تتجاهله وأنها في غنى عنه ولا قيمة له عندها، فإنه سيعافها.
  • ألا تذكّره بأخطائه وهفواته، مهما بلغت إن كان قد تركها، بل تسعى دائماً إلى استرجاع الذكريات الجميلة التي مرّت بهما، والتي لها في نفسه وقعاً حسناً، ممّا يؤثر في نفسيهما للأفضل.
  • من احترام الزوج احترام أهله ومحبتهم وتقديرهم تقديراً لزوجها، وأن تعامل والديه كما يحب أن يُعاملا، وكما تحب هي أن يعامل والديها.
  • من احترام الزوجة لزوجها أن تنصت لكل ما يقول، مما يشعر الرجل بأنها مهتمة به ومقدِّرة له.
  • ألا تمدح أمامه رجلاً أجنبيّاً، لأن ذلك يثير الغيرة عنده، ويولد العديد من المشاكل الأسريّة، وقد يصرف نظره عن زوجته.
  • ألا تنشغل بشيء في الوقت الذي يكون فيه موجوداً عندها، خصوصاً إن كان ذلك الوقت وقت راحته من عمله اليوميّ، حيث يكون بأمس الحاجة لوجود زوجته.
  • أن تحترم رأي زوجها وتنصت إليه باهتمام.
  • أن تراعي شعور زوجها، فتبتعد عن ما يؤذيه من قول أو فعل أو خلق سيئ أو غير ذلك.
  • أن تتودّد لزوجها وتتقرب منه خصوصاً إن كان بينهما خلاف مما يحدث بين الأزواج يوميّاً، وألا تتأخر عن شيء يجب أن تتقدّم فيه، وألا تتقدّم في شيء يحب أن تتأخر فيه.
  • الكلمة الطيبة الجميلة اللبقة هي مفتاح القلب، والزوج يزيد حباً لزوجته ويظهر احترامها له جليّاً كلما خاطبته بكلامٍ لبقٍ جميل، ذي مغزى عاطفي، خاصة عندما يعلم الزوج بأن هذا الكلام منبعثٌ بصدق من قلب محب صادق.

حقوق الزوج على زوجته

كما أن للزوجة على زوجها حقوقاً يجب عليه أن يوفيها ويؤمنها لها، فإن عليها كذلك حقوقاً لزوجها إن أوصلها حقوقها تامةً أو بعضها مما يقدر عليه، ومن حقوق الزوج على زوجته ما يلي:[4]

  • وجوب الطاعة: حيث إنّ الله سبحانه وتعالى قد جعل الرجل قوَّاماً على المرأة بالأمر والتوجيه والرعاية والإنفاق، كما يقوم الحاكم على الرعية، وذلك لما اختصّ الله به الرجل من خصائص جسميّة وعقليّة، وبما أوجب عليه من واجبات وحقوق ماليّة، قال تعالى: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ)،[5]
  • أن تُمكِّن الزوج من الاستمتاع بها عند طلبه إلا إن كانت بحالة لا تستطيع معها تسليم نفسها له: فمِن واجبات الزوجة تجاه زوجها أن تمكنه من نفسها إذا رغب بحسب ما اقتضى عقد الزواج الذي هو مبنيٌ على حلِّ الاستمتاع بين الزوجين، فإذا كانت الزوجة أهلاً للجماع وطلبها الزوج وجب عليها تسليم نفسها إليه، بشرط أن يكون قد سلّمها مهرها المعجّل، فإذا امتنعت الزوجة من ذلك ومنعته من حقه الشرعيّ تكون بذلك قد ارتكبت محرّماً، وعصت زوجها وربها، إلا أن يكون لها عذرٌ شرعي لذلك كالحيض أو صوم الفريضة أو المرض أو ما شابه ذلك،[6] وذلك لما رُوِي عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا دعا الرجلُ امرأتَهُ إلى فراشِهِ فأَبَتْ، فبات غضبانَ عليها، لعنتها الملائكةُ حتى تُصبحَ).[7]
  • يجب على الزوجة ألا تأذن لمن يكره زوجها من دخول بيته إلا إن أذن هو له بالدخول:[8] فإنّ من واجبات الزوجة ألّا تُدخل أحداً على بيت زوجها إن كان يكرهه، حتى إن كان أقرب الناس إليها، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا يحِلُّ للمرأةِ أن تصومَ وزَوجُها شاهِدٌ إلَّا بإذنِه، ولا تأذَنْ في بيته إلا بإذنِه).[9] وعن جابر رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم: ( ... فاتقوا اللهَ في النِّساءِ. فإنكم أخذتموهن بأمانِ اللهِ، واستحللتُم فروجهنَّ بكلمةِ اللهِ، ولكم عليهنَّ أن لا يُوطئنَ فُرُشَكم أحدًا تكرهونه، فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربًا غيرَ مُبَرِّحٍ، ولهنَّ عليكم رزقُهن وكسوتُهنَّ بالمعروفِ).[10]
  • ألا تخرج من بيته إلا بإذنه:[11] فإن من واجبات الزوجة تجاه زوجها ألا تخرج من بيته إلا إن أذن لها وأعلمته بخروجها، حتى إن كانت تقصد الذهاب إلى بيت أهلها، أو حتى زيارة والدها ووالدتها المريضين، حيث ذهب علماء الشافعيّة والحنابلة إلى أنّه ليس للزوجة الخروج لزيارة أبيها المريض إلا إن أذن لها زوجها، وله أن يمنعها من ذلك ويجب عليها إطاعته في ذلك؛ لأن طاعة الزوج واجبة وزيارة أبيها ليست واجبة، فلا يجوز ترك الواجب لأداء ما ليس بواجب.

المراجع

  1. ↑ سورة الروم، آية: 21.
  2. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1469.
  3. ↑ "99 صفة يحبها الرجل في زوجته"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 9/1/2017. بتصرّف.
  4. ↑ "ما هي حقوق الزوج وما هي حقوق الزوجة"، الإسلام سؤال وجواب، 25/2/2001، اطّلع عليه بتاريخ 8/1/2017. بتصرّف.
  5. ↑ سورة النساء، آية: 34.
  6. ↑ مجموعة من المؤلفين (1424هـ)، الفقه الميسر في ضوء القرآن والسنة، السعودية: مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، صفحة 306. بتصرّف.
  7. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 3065.
  8. ↑ محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري (2009)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، بيروت: بيت الأفكار الدولية، صفحة 142-145، جزء 4. بتصرّف.
  9. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 4899.
  10. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبدالله السلمي، الصفحة أو الرقم: 1218.
  11. ↑ كمال بن السيد سالم (2003)، صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، مصر: المكتبة التوفيقية، صفحة 192-195، جزء 3. بتصرّف.