كيفية ختم القرآن
القرآن الكريم
يعرف القرآن الكريم بأنّه كلام الله سبحانه وتعالى، المنزل على خاتم أنبيائه محمّد -صلّى الله عليه وسلّم-، نقله المسلمون بعضهم عن بعض بالتواتر، وحفظوه في صدورهم، إلى أن أمر عثمان بن عفّان -رضي الله عنه- بتدوينه في السطور، فتمّ حفظه بين دفّتي كتاب سُمّي المصحف الشريف.
والقرآن الكريم يتكوّن من 114 سورة تتراوح بين القصر والطول، موزّعة في ثلاثين جزءاً، ويبدأ بسورة الفاتحة وينتهي بسورة الناس، وقد وعد الله سبحانه وتعالى عبادَه المداومين على تلاوة القرآن الكريم بالثواب العظيم في الدنيا والآخرة، وسنتحدّث في هذا المقال عن طريقة ختم القرآن، والأجر الموعود لذلك، بالإضافة إلى الدعاء المأثور قوله بعد الختمة.
فضل قراءة القرآن
- قراءة حرف واحد من القرآن الكريم يعادل عشر حسنات، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: "ألم" حرف، ولكن "ألف" حرف، و"لام" حرف، و"ميم" حرف) [صحيح الجامع].
- نيل شفاعته يوم القيامة.
- طمأنينة النفس، وانشراح الصدر، وإزالة الهموم؛ فالقرآن الكريم دواء روحاني لما في القلوب.
- قال النبي صلى الله عليه وسلم: (مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب، ومثل المؤمن الذي لايقرأ القرآن مثل التمرة طعمها طيب ولا ريح لها، ومثل الفاجر الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر، ومثل الفاجر الذي لايقرا القرآن كمثل الحنظله طعمها مر ولاريح لها) [صحيح الجامع].
ختم القرآن
كيفية ختم القرآن
قبل البدء بكيفيّة ختم القرآن الكريم، لا بدّ من التنويه إلى أنّ الله سبحانه وتعالى لم يحدّد في كتابه العزيز، أو سنّة نبيّه الكريم وقتاً محدّداً لختم القرآن، بيد أنّه نهى على سبيل الكراهة عن ختم القرآن في أقلّ من ثلاثة أيام؛ وذلك لأنّ من يختم القرآن في مدّة أقلّ من ذلك لن يفقه ما قرأه، وبالعودة إلى طرق الختم، فتكون بواحدة من الطرق الآتية:
- تقسيم المصحف الشريف إلى أجزاء: حيث يتمّ قراءة حوالي ثلاثة إلى خمسة أجزاء يوميّاً، علماً أنّ الجزء الواحد يتكوّن من عشرين صفحةً، ويمكن تقسيمها حسب الوقت المنوي ختمه خلالها.
- تقسيم القرآن الكريم إلى سور: علماً أنّ القرآن الكريم يتكوّن من 114 سورة، ويمكن تقسيمها على النحو الآتي على سبعة أيام:
- ختم القرآن بشكل جماعي: حيث يجتمع قوم من الناس، ويقرأ كلّ منهم جزءاً معيّناً في الوقت نفسه بشكل رتيب، علماً أنّ هذه الختمة تكون على سبيل التعليم والمذاكرة، لا لنيل ثواب الختمة؛ لأنّ الختمة تتطلّب قراءة الشخص نفسه لجميع الأجزاء قراءة متّصلة.
- قراءة سورة الفاتحة حتّى سورة النّساء في اليوم الأوّل.
- قراءة سورة المائدة حتّى سورة التوبة في اليوم الثاني.
- قراءة سورة يونس حتّى سورة النحل في اليوم الثالث.
- قراءة سورة الإسراء حتّى سورة الفرقان في اليوم الرابع.
- قراءة سورة الشعراء حتّى سورة يـس في اليوم الخامس.
- قراءة سورة الصافّات حتّى سورة الحجرات في اليوم السادس.
- قراءة سورة ق حتّى سورة النـاس في اليوم الأخير.
دعاء ختم القرآن
اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي بالقُرْءَانِ، وَاجْعَلهُ لِي إِمَاماً وَنُوراً وَهُدًى وَرَحْمَةً، اللَّهُمَّ ذَكِّرْنِي مِنْهُ مَا نَسِيتُ، وَعَلِّمْنِي مِنْهُ مَا جَهِلْتُ، وَارْزُقْنِي تِلاَوَتَهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ، وَاجْعَلْهُ لِي حُجَّةً يَارَبَّ العَالَمِينَ، اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لِي دِينِي الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِي، وَأَصْلِحْ لِي دُنْيَايَ الَّتِي فِيهَا مَعَاشِي، وَأَصْلِحْ لِي آخِرَتِي الَّتِي فِيهَا مَعَادِي، وَاجْعَلِ الحَيَاةَ زِيَادَةً لِي فِي كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْعَلِ المَوْتَ رَاحَةً لِي مِنْ كُلِّ شَرٍّ.
اللَّهُمَّ اجْعَلْ خَيْرَ عُمْرِي آخِرَهُ، وَخَيْرَ عَمَلِي خَوَاتِمَهُ، وَخَيْرَ أَيَّامِي يَوْمَ أَلْقَاكَ فِيهِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِيشَةً هَنِيَّةً، وَمِيتَةً سَوِيَّةً، وَمَرَدًّا غَيْرَ مُخْزٍ وَلاَ فَاضِحٍ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَ المَسْأَلةِ، وَخَيْرَ الدُّعَاءِ، وَخَيْرَ النَّجَاحِ، وَخَيْرَ العِلْمِ، وَخَيْرَ العَمَلِ، وَخَيْرَ الثَّوَابِ، وَخَيْرَ الحَيَاةِ، وَخيْرَ المَمَاتِ، وَثَبِّتْنِي وَثَقِّلْ مَوَازِينِي، وَحَقِّقْ إِيمَانِي، وَارْفَعْ دَرَجَتِي، وَتَقَبَّلْ صَلاَتِي، وَاغْفِرْ خَطِيئَاتِي، وَأَسْأَلُكَ العُلَا مِنَ الجَنَّةِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مُوجِبَاتِ رَحْمَتِكَ، وَعَزَائِمِ مَغْفِرَتِكَ، وَالسَّلاَمَةَ مِنْ كُلِّ إِثْمٍ، وَالغَنِيمَةَ مِنْ كُلِّ بِرٍّ، وَالفَوْزَ بِالجَنَّةِ، وَالنَّجَاةَ مِنَ النَّارِ، اللَّهُمَّ أَحْسِنْ عَاقِبَتَنَا فِي الأُمُورِ كُلِّهَا، وَأجِرْنَا مِنْ خِزْيِ الدُّنْيَا وَعَذَابِ الآخِرَةِ.
اللَّهُمَّ اقْسِمْ لَنَا مِنْ خَشْيَتِكَ مَاتَحُولُ بِهِ بَيْنَنَا وَبَيْنَ مَعْصِيَتِكَ، وَمِنْ طَاعَتِكَ مَاتُبَلِّغُنَا بِهَا جَنَّتَكَ، وَمِنَ اليَقِينِ مَاتُهَوِّنُ بِهِ عَلَيْنَا مَصَائِبَ الدُّنْيَا، وَمَتِّعْنَا بِأَسْمَاعِنَا وَأَبْصَارِنَا، وَقُوَّتِنَا مَاأَحْيَيْتَنَا، وَاجْعَلْهُ الوَارِثَ مِنَّا، وَاجْعَلْ ثَأْرَنَا عَلَى مَنْ ظَلَمَنَا، وَانْصُرْنَا عَلَى مَنْ عَادَانَا، وَلاَ تجْعَلْ مُصِيبَتَنَا فِي دِينِنَا وَلاَ تَجْعَلِ الدُّنْيَا أَكْبَرَ هَمِّنَا وَلَا مَبْلَغَ عِلْمِنَا، وَلاَ تُسَلِّطْ عَلَيْنَا مَنْ لَا يَرْحَمُنَا، اللَّهُمَّ لَا تَدَعْ لَنَا ذَنْبًا إِلَّا غَفَرْتَهُ، وَلَا هَمَّا إِلَّا فَرَّجْتَهُ، وَلَا دَيْنًا إِلَّا قَضَيْتَهُ، وَلَا حَاجَةً مِنْ حَوَائِجِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، إِلَّا قَضَيْتَهَا يَاأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ الأَخْيَارِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيراً.