كيف أعالج فقر الدم عند الأطفال

كيف أعالج فقر الدم عند الأطفال
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

فقر الدم عند الأطفال

يُعرّف فقر الدم (بالإنجليزية: Anemia) عند الأطفال على أنّه نقص عدد خلايا الدم الحمراء عن الحدّ الطبيعيّ بالنسبة لعمره، وإنّ أكثر الأطفال المُعرّضين للمعاناة من هذه المشكلة الصحية هم الرضّع في عامهم الأول، وكذلك اليافعين، ويمكن تفسير ارتفاع احتمالية إصابة هذه الفئات بفقر الدم بسبب نموّهم السريع في هذه الفترة العُمرية، ولفهم فقر الدم يجدر بيان أنّ خلايا الدم الحمراء تحتوي على مُركّب يُعرف بالهيموغلوبين (بالإنجليزية: Hemoglobin)، وتكمن أهمية هذا المُركب في إعطاء خلايا الدم الحمراء لونها، إضافة إلى إتاحة الفرصة لخلايا الدم الحمراء لنقل الأكسجين إلى خلايا الجسم المختلفة، وعليه فإنّ انخفاض خلايا الدم الحمراء عن الحدّ الطبيعيّ يتسبب بنقص كمية الأكسجين الواصلة للعديد من أعضاء وأنسجة الجسم، وهذا ما يتسبب بظهور العديد من الأعراض والعلامات على الطفل بما فيها: شحوب لون الجلد، وظهور باطن جفن العين بلون أفتح من الوضع الطبيعيّ، هذا وقد يُعاني الأطفال المصابون بفقر الدم من الشعور بالتعب بسهولة، والضعف العام، والتهيّج، بالإضافة إلى أنّ هناك بعض حالات فقر الدم التي تُسبّب اليرقان لدى الطفل، ويُعرّف اليرقان على أنّه اصفرار لون الجلد والمنطقة البيضاء من العين.[1]

في الحقيقة يُعاني الأطفال من فقر الدم نتيجة لأحد أسباب ثلاثة، الأول: عدم إنتاج الجسم العدد الكافي من خلايا الدم الحمراء، وذلك بسبب نقص الحديد أو غيره من العناصر الضرورية لتصنيع خلايا الدم المراء، ومن الأمثلة على هذه الحالة ما يُعرف بفقر الدم الناجم عن عوز الحديد (بالإنجليزية: Iron Deficiency Anemia)، وأمّا السبب الثاني لفقر الدم فيتمثل بتحطيم الجسم خلايا الدم الحمراء بصورة غير طبيعية، وذلك إمّا بسبب إصابته بمشكلة صحية وإمّا نتيجة المعاناة من اضطرابات خلايا الدم الحمراء الوراثية، كما هو الحال في فقر الدم المنجليّ (بالإنجليزية: Sickle Cell Anemia)، وأمّا السبب الثالث والأخير فهو فقدان خلايا الدم الحمراء نتيجة التعرّض لنزيف ما، وقد يكون النزيف ظاهراً للعيان وحاداً مثل نزف الدورات الشهرية الحادّ، وقد يكون منشؤه غير واضح، ولكنّه يُعرف بالأعراض مثل ظهور الدم في البراز.[1]

علاج فقر الدم عند الأطفال

يعتمد الطبيب المختص في علاج الأطفال المصابين بفقر الدم على مجموعة من العوامل، منها: عمر الطفل، وتاريخه الصحيّ، وصحته العامة، وكذلك يعتمد العلاج على نوع فقر الدم وسبب المعاناة منه ومدة الإصابة به، بالإضافة إلى الأخذ بعين الاعتبار عوامل أخرى، ويمكن بيان أهمّ الخيارات العلاجية الممكنة في بعض حالات فقر الدم عند الاطفال فيما يأتي:[2][3]

  • في حال كان الطفل مصاباً بفقر الدم الناجم عن عوز الحديد، فإنّ الطبيب المختص يصف مكملات الحديد إمّا على شكل قطرات، وإمّا على شكل حبوب أو دواء سائل، وذلك بحسب عمر الطفل، ويُنصح بتناول هذه المكملات لثلاثة شهور وذلك بالمتابعة مع الطبيب، ويجدر بيان أنّه من المهم في هذه الحالة تناول الطفل الأطعمة الغنية بالحديد أو تقليل كمية الحليب التي يتناولها.
  • في حال كان فقر الدم لدى الإناث اليافعات ناجماً عن غزارة الطمث أو المعاناة من عدم انتظام الدورة الشهرية، فإنّ الطبيب عادةً ما يصف أدوية هرمونية تساعد على حل المشكلة.
  • إذا كان الطفل مصاباً بفقر الدم نتيجة افتقار جسمه لفيتامين ب-12 أو حمض الفوليك، فإنّ الطبيب يصف مكملات من هذه الفيتامينات لتعويض النقص، وعلى أية حال يُعدّ هذا النوع من فقر الدم نادر الحدوث.
  • إذا كان فقر الدم ناجماً عن الإصابة بأحد أنواع العدوى فإنّ العلاج يعتمد على علاج العدوى وتخليص الطفل منها، ومن الأدوية المستخدمة في هذه الحالة المضادات الحيوية.
  • في حال كان الطفل يُعاني من فقر الدم الشديد أو المزمن، يمكن أن يلجأ الطبيب المختص لعددٍ من الخيارات العلاجية الأخرى، منها:
  • نقل الدم (بالإنجليزية: Transfusion)، وذلك بنقل خلايا الدم الحمراء من شخص مُتبرّع.
  • أدوية تُحفّز نخاع العظم لإنتاج المزيد من خلايا الدم الحمراء.
  • استئصال الطحال، وذلك في بعض حالات فقر الدم الانحلالي (بالإنجليزية: Hemolytic anemia).
  • زراعة نخاع العظم (بالإنجليزية: Bone marrow transplantation)، وذلك في بعض حالات فقر الدم المنجليّ، أو فقر الدم اللا تنسجي (بالإنجليزية: Aplastic Anemia)، أو الثلاسيميا (بالإنجليزية: Thalassemia)، وتتمّ هذه العملية بأخذ خلايا من نخاع عظم شخص متبرّع مناسب، ثمّ حقنها عن طريق الوريد في المستقبل، وبذلك تنتقل هذه الخلايا إلى نخاع عظم المصاب مُنتجة خلايا دم حمراء جديدة.

تشخيص فقر الدم عند الأطفال

في الحقيقة تُعدّ مشكلة فقر الدم شائعة بين الأطفال، ولذلك عادةً ما يعمد الأطباء إلى إجراء فحص روتينيّ للكشف عمّا إن كان الطفل يُعاني من هذه المشكلة، ولتشخيص إصابة الطفل بها يُلجأ إلى الاختبارات الآتية:[4]

  • فحص الهيموغلوبين والهيماتوكريت: ويُعرف الهيماتوكريت أيضاً بفحص حجم الخلايا المُكدسة (بالإنجليزية: Haematocrit) أيضاً، ويُعدّ هذا الفحص أول الفحوصات التي يتمّ إجراؤها للكشف عن فقر الدم.
  • فحص العد الدموي الشامل: (بالإنجليزية: Complete blood count)، ويُعنى هذا الفحص بالكشف عن عدد خلايا الدم الحمراء، وعدد خلايا الدم البيضاء، وكذلك الصفائح الدموية، إضافة إلى كشفه عن الهيموغلوبين والهيماتوكريت.
  • فحص شريحة الدم: (بالإنجليزية: Blood Smear)، يعتمد مبدأ هذا الفحص على أخذ عينة صغيرة من دم الشخص المعنيّ وفحصها تحت المجهر.

المراجع

  1. ^ أ ب "Anemia and Your Child: Parent FAQs", www.healthychildren.org, Retrieved November 23, 2018. Edited.
  2. ↑ "Anemia", kidshealth.org, Retrieved November 23, 2018. Edited.
  3. ↑ "Anemia in children", www.chw.org, Retrieved November 23, 2018. Edited.
  4. ↑ "Anemia in Children", www.urmc.rochester.edu, Retrieved November 23, 2018. Edited.