كيف نعالج مرض التوحد

كيف نعالج مرض التوحد
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

مرض التوحد

يُشير مرض التوحد (بالإنجليزية: Autism) أو اضطرابات طيف التوحد (بالإنجليزية: Autism Spectrum Disorders) إلى مجموعة من التحدّيات المُتعلّقة بالمهارات الاجتماعية، والسلوكات المتكررة، والكلام، والتواصل غير اللفظي، إضافة إلى الاختلافات والقوى المميزة للأفراد، ويُعزى حدوث مرض التوحد إلى العديد من التأثيرات الجينية والبيئية، وغالباً ما تبدأ علامات الإصابة بمرض التّوحد بالظهور ما بين عمر العامين والثلاثة أعوام، ولكن من الممكن أن يُشخص المريض في عمرٍ مُبكر كعُمر العام والنصف في بعض الحالات، وتشير الإحصائيات المُتعلّقة بمرض التّوحد إلى أنّ معدل الإصابة بالمرض في الولايات المتحدة الأمريكية، يبلغ طفلاً واحداً من كل 59 طفل، ويكون معدل الإصابة لدى الذكور أعلى من الإناث.[1]

علاج مرض التوحد

هناك العديد من الطُرق العلاجيّة المُتبعة لعلاج مرض التّوحد، وفيما يأتي بيان لكلٍ منها:

تحليل السلوك التطبيقي

يعتمد تحليل السلوك التطبيقي (بالإنجليزية: Applied Behavior Analysis) في مبدأه على تغيير سلوك الطفل بناءً على مبادئ التعلم المشتقة من علم النّفس السلوكي، وتشجيع السلوكيات الإيجابية، ومحاولة صرفه عن أداء السلوكيات السلبية، بالإضافة إلى تعلّم مهارات جديدة، وتطبيقها في المواقف الجديدة، ويوجد أنواع مختلفة لتحليل السلوك التطبيقي، وفيما يأتي بيان لكلٍ منها:[2]

  • التعليم بالمحاولات المنفصلة: (بالإنجليزية: Discrete trial teaching)، يُعتبر هذا النوع من أشكال تحليل السلوك التطبيقي الشائعة، ويستند في مبدئه على تقسيم ما يتمّ تعليمه للطفل إلى خطوات صغيرة، بحيث تستخدم الحوافز والمكافآت لكل خطوة، ويتم بعد ذلك إزالة الحوافز والمكافآت تدريجياً مع مرور الوقت.
  • التدخل السلوكي المُبكر: (بالإنجليزية: Early Intensive Behavioral Intervention)، يُجرى هذا النّوع من العلاجات للأطفال صغار السّن، إذ يُجرى عادةً لمن هم دون سنّ الخامسة، وغالباً لمن هم دون سنّ الثالثة.
  • التدريب على الاستجابة المحورية: (بالإنجليزية: Pivotal Response Training)، ويعتمد في مبدئه على تعميم المهارات مع أشخاص مختلفين عبر العديد من الإعدادات، إذ يتضمن زيادة دافعية الطفل للتعلم، ولمراقبة سلوكه، والبدء بتعليمه كيفية التواصل مع الآخرين، مع التركيز على السلوكيات الأساسية لتعلّم المهارات الأخرى، كاللغة، واللعب، والمهارات الاجتماعية.
  • التدخل السلوكي اللغوي: (بالإنجليزية: Verbal Behavior Intervention)، يُركّز هذا النوع على تعليم المهارات اللفظية.[3]

علاج النطق

يُساهم علاج النطق (بالإنجليزية: Speech Therapy) في التّغلب على صعوبات التواصل الاجتماعي، من خلال تحسين مهارات التواصل بين الأشخاص، وهذا ما يسمح للمصاب بالتعبير عن احتياجاته ورغباته بشكلٍ أفضل، ويكون علاج النطق أكثر فعالية في تعزيز الاتصال الوظيفيّ في الإطار الطبيعيّ، عندما يكون العمل مشتركاً بين مختصي أمراض النطق واللغة، والعائلة، والمدرسين، والأشخاص الداعمين، وأقران الطفل.[2]

العلاج الوظيفيّ

يُستخدم العلاج الوظيفيّ (بالإنجليزية: Occupational Therapy) لتحسين نوعية حياة الفرد، وقدرته على المشاركة الكاملة في الأنشطة اليومية، من خلال علاج مشاكل التكامل الحسيّ المرتبطة بمرض التوحد، إضافة إلى المساعدة على تعليم مهارات الحياة التي تتضمن الحركات الدقيقة، كارتداء الملابس، واستخدام الأواني، والكتابة، واستخدام المقص، ويوجد العديد من برامج العلاج الوظيفي، حيث يعتمد كل منها على تقييمات وأهداف فردية خاصة به، وتجدر الإشارة إلى أنّ برامج العلاج الوظيفي المُخصصة للصغار قد تختلف عن تلك المُخصصة للكبار، إذ إنّ المُخصصة للصغار تركز على تحسين التكامل الحسيّ والمشاكل الحسيّة الحركيّة، بينما تركز تلك المُخصصة للكبار على تحسين السلوك الاجتماعي وزيادة اعتماد الفرد على نفسه.[2]

العلاج الفيزيائيّ

يستخدم العلاج الفيزيائيّ (بالإنجليزية: Physical Therapy) بهدف تحسين المهارات الحركية الإجمالية، والتعامل مع مشاكل التكامل الحسيّ، خاصّة تلك المُتعلّقة بقدرة الفرد على الشعور والوعي بجسده، وفي الحقيقة يشترك العلاج الفيزيائيّ مع العلاج الوظيفيّ في استخدام كلٍ منهما لتحسين قدرة الفرد على المشاركة في الأنشطة اليومية، إذ إنّ العلاج الفيزيائيّ يُساهم في تعليم وتحسين المهارات المختلفة كالمشي، والجلوس، والتوازن، وتجدر الإشارة إلى أنّ فعالية العلاج الفيزيائيّ تزداد إذا استخدم ضمن برنامج التدخل المبكر.[2]

العلاجات الغذائية

تركز التدخلات الطبية الحيوية القائمة على تغيير النظام الغذائي في مبدأها، على افتراض أنّ الحساسية تجاه الطعام أو نقص الفيتامينات والمعادن، قد يؤدي إلى ظهور أعراض مرض التّوحد، وتتضمن هذه التغييرات إزالة أنواع معينة من الأطعمة، واستخدام المكملات الغذائية كالفيتامينات والمعادن، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه التغييرات الغذائية لا ترتكز على أساس علمي، وبالرغم من ذلك فإنّ بعض الآباء يُلاحظون بأنّ هذه التغييرات قد أحدثت فرقاً في سلوك وشعور أطفالهم، وفي الحقيقة يجب الحرص على استشارة الطبيب واختصاصي التغذية عند التفكير بتغيير النظام الغذائيّ للطفل.[3]

العلاجات التكميلية والبديلة

تتضمن العلاجات التكميلية والبديلة (بالإنجليزية: Complementary and Alternative Treatments) اتّباع حميات غذائية خاصة، أو العلاج بالاستخلاب (بالإنجليزية: Chelation therapy)، والذي يعتمد في مبدئه على إزالة المعادن الثقيلة كالرصاص من الجسم، أو العلاجات البيولوجية كالعلاج بهرمون السيكريتين (بالإنجليزية: Secretin)، واستخدام الأنظمة المُتعلّقة بالجسم (بالإنجليزية: Body-based systems) كالضغط العميق، وتجدر الإشارة إلى أهمية استشارة الطبيب والتأكد من مدى أمان هذه العلاجات قبل استخدامها.[3]

العلاج بالأدوية

في الحقيقة لا يوجد دواء مُعين من شأنه أن يُعالج الإصابة بمرض التوحد أو علاج جميع أعراضه، ولكن هناك أنواع مُعينة من الأدوية قد تُساعد على علاج بعض الأعراض المرتبطة بالتوحد، وبعضُها يُستخدم بهدف المساعدة على التعامل مع سلوك معين، وتجدر الإشارة إلى أنّ فعاليّة الأدوية تزداد لدى استخدامها مع العلاجات السلوكية، حيث تمّت الموافقة على دواء ريسبيريدون (بالإنجليزية: Risperidone) في عام 2006، لعلاج التهيّج لدى الأطفال المُصابين بالتوحد، والذين تتراوح أعمارهم بين 5-16 سنة، إذ يُعدّ الريسبيريدون الدواء الوحيد الحاصل على موافقة إدارة الغذاء والدواء لعلاج أعراض مُحدّدة للتّوحد.[4]

المراجع

  1. ↑ "What Is Autism?", www.autismspeaks.org, Retrieved 14/7/2018. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث "Treatment Options", www.autismsciencefoundation.org, Retrieved 14/7/2018.
  3. ^ أ ب ت "Autism Spectrum Disorder (ASD) ASD Homepage", www.cdc.gov, Retrieved 14/7/2018. Edited.
  4. ↑ "Medication Treatment for Autism", www.nichd.nih.gov, Retrieved 14/7/2018. Edited.