كيف تعالج نقص فيتامين د

كيف تعالج نقص فيتامين د

نقص فيتامين د

يُنتج الجسم فيتامين د عند تعرُّض الجلد لأشعة الشمس فترات كافية، ولذلك يُسمّى بفيتامين الشمس، ويجب أن يتعرّض الجلد بشكل مباشر للشمس مدّة تتراوح من 5-10 دقائق بواقع مرتين إلى ثلاث مرات في الأسبوع، لكنّ هذا الفيتامين يتحلّل بسرعة، ويمكن أن ينقص بشكل كبير في فصل الشتاء، وهنالك عدد قليل من الأطعمة التي يمكن الحصول على هذا الفيتامين منها، أو تناول مكمّلاته. ومن ناحيةٍ أخرى أشارت الدراسات إلى أنّ نسبة كبيرة من سكّان العالم يصابون بنقص هذا الفيتامين، وقد يسبّب هذا النقص العديد من الأعراض، حيث إنّه من الفيتامينات الأساسيّة لصحّة العظام وله دور في العديد من الوظائف الحيوية في الجسم.[1]

علاج نقص فيتامين د

يعتمد علاج نقص فيتامين د على أخذ كميات أكبر منه، سواء كان ذلك عن طريق الغذاء، أو المكمّلات الغذائيّة، وبالرغم من وجود اختلاف على الكمية الموصى بها من فيتامين د للحصول على صحة جيّدة، إلّا أنّ أي كمية تقل عن 20 نانوغراماً/ مليلتر تُعتبر مُنخفضة وغير كافية، وفي هذه الحالة يجب الخضوع للعلاج، وقد أوصى المعهد الطبّي بزيادة الكمية المُوصى بتناولها من فيتامين د للأشخاص من عمر 1-70 سنة لتصبح 600 وحدة دوليّة، و800 وحدة دوليّة لمن تزيد أعمارهم عن 70 سنة، وذلك لتعزيز صحّة العظام، كما أن الحد الأعلى الذي يمكن استهلاكه بشكل آمن يبلغ 4,000 وحدة دوليّة، ويمكن للأطبّاء أن يُوصوا بتناول جرعات تزيد عن هذا الحد بهدف علاج النقص، ومن الجدير بالذكر أنّ الأشخاص الذين لا يتعرّضون للشمس، أو الذين يغطّون أجسادهم عند التعرّض للشمس من الأفضل لهم مراجعة الطبيب لأخذ المكمّلات إذا لَزِمَ الأمر.[2]

أعراض نقص فيتامين د

لا يُدرك المصابون عادةً بأن لديهم نقصاً في فيتامين د، إذ إنّ الأعراض تكون غير ظاهرة، ويصعب التعرّف عليها، وهنالك عدّة أعراض مرتبطة بنقص هذا الفيتامين، ومنها ما يأتي:[3]

  • الإصابة بالمرض بشكل متكرّر: إذ يساهم فيتامين د في الحفاظ على جهاز المناعة في الجسم، ومقاومة البكتيريا، والفيروسات، حيث يتفاعل مع الخلايا المسؤولة عن محاربة العدوى، لذلك فإنّ نقص هذا الفيتامين يمكن أن يسبّب تكرار الإصابة بالعدوى، خاصّةً بالرشح والإنفلونزا، وقد بيّنت الدراسات أنّ نقص فيتامين د يرتبط بالإصابة بعدوى الجهاز التنفسي، كالتهاب القصبات الهوائيّة، والرشح، وذات الرئة (بالإنجليزية: Pneumonia)، كما أشارت الدراسات إلى أنّ تناول جرعة عالية من مكمّلات هذا الفيتامين تصل إلى 4,000 وحدة دولية تساعد على تقليل خطر الإصابة بهذه الأمراض.
  • الإعياء: حيث أشارت الدراسات إلى أنّ انخفاض مستوى فيتامين د في الدم يؤدّي للشعور بالإعياء والتعب الشديد، وقد بينت دراسة لعدد من النساء أنّ امتلاك مستوى يقل عن 20 نانوغراماً/ مليلتر من فيتامين د في الدم كُنّ أكثر عُرضة للإصابة بالإعياء مُقارنةً بالنساء اللاتي يصل مستوى الفيتامين لأكثر من 30 نانوغراماً/ مليلتر.
  • ألم العظام والظهر: إذ يساعد فيتامين د الجسم على امتصاص عنصر الكالسيوم، لذلك فإنّ ألم الظهر والعظام قد يرتبط بنقص هذا الفيتامين، وقد أظهرت إحدى الدراسات أنّ هنالك علاقة بين نقص فيتامين د وألم أسفل الظهر المُزمن، وفي دراسة أخرى تبيّن أن الأشخاص المصابين بنقص هذا الفيتامين كان احتمال تعرّضهم لآلام في المفاصل، والأضلاع، والأرجل أكثر مرّتين من الأشخاص الذين يمتلكون مستوى طبيعياً منه.
  • الاكتئاب: فقد أشارت إحدى الدراسات إلى أنّ نقص فيتامين د مُرتبط بالاكتئاب عند البالغين، وفي دراسة أخرى تبيّن أنّ إعطاء جرعات من هذا الفيتامين للمُصابين بالاكتئاب يساعد على تحسين حالتهم، ويشمل هذا التأثير الأشخاص المصابين بالاكتئاب الموسمي، ومن جهةٍ أخرى فإنّ العلاقة بين الاكتئاب ونقص فيتامين د ما زالت بحاجة لمزيد من الدراسة.
  • بطء علاج الجروح: إذ يمكن أن يكون بُطء عملية علاج الإصابات أو الجروح الناتجة عن الجراحة مؤشّراً على الإصابة بنقص فيتامين د، حيث يُحفّز هذا الفيتامين إنتاج بعض المُركّبات التي تلعب دوراً في تكوين خلايا الجلد الجديدة، وبالتالي شفاء الجروح، كما أشارت دراسة أخرى إلى دوره في الوقاية من العدوى، والسيطرة على الالتهابات، وهو ما يجعل منه مهمّاً لعملية شفاء الجروح.
  • خسارة كتلة العظام: حيث يلعب فيتامين د دوراً رئيساً في أيض العظام وامتصاص الكالسيوم، ويمكن أن يؤدي انخفاض كثافة المعادن في العظام إلى الإصابة بالكسور عند كبار السن وخاصّة من النساء، وقد أشارت دراسة ضمت 1,100 سيدة في سن انقطاع الحيض إلى أنّ هناك صلة قوية بين نقص فيتامين د وانخفاض كثافة المعدن في العظام.
  • تساقط الشعر: إذ يمكن أن يسبّب نقص فيتامين د تساقط الشعر عند النساء، ويرتبط بالإصابة بداء الثعلبة الذي يؤدي إلى فقدان الشعر، ووضحت دراسة أخرى أن نقص فيتامين د يسبب زيادة شديدة في تساقط الشعر للمصابين بهذا المرض، وقد يكون نقص فيتامين د من عوامل الخطر المؤدّية إلى تطور داء الثعلبة.
  • ألم العضلات: حيث تشير بعض الأدلّة إلى أنّ نقص فيتامين د يمكن أن يكون سبباً محتملاً لألم العضلات عند البالغين أو الأطفال، حيث أشارت إحدى الدراسات إلى أنّ نسبة 71% من الأشخاص الذين يعانون من ألم العضلات لديهم نقص في هذا الفيتامين، ويعود ذلك لوجود مستقبلات فيتامين د في الخلايا العصبية المسؤولة عن الشعور بالألم.

أسباب نقص فيتامين د

يمكن أن ينتج نقص فيتامين د عن عدد من الأسباب، ومنها ما يأتي:[2]

  • عدم تناول كميّات كافية من فيتامين د من المصادر الغذائيّة، وخاصّةً عند الأشخاص النباتيين، حيث تعتبر أغلب مصادر هذا الفيتامين من الأغذية الحيوانيّة.
  • قلّة التعرّض لأشعّة الشمس، ويُصيب هذا النقص عادةً الأشخاص الذين يعيشون في المناطق الشمالية من خطوط العرض، أو الذين يرتدون ملابس طويلة وغطاء رأس، أو يعملون في مهن يصعب معها التعرّض للشمس.
  • امتلاك بشرة داكنة اللون؛ حيث تقلّل صبغة الميلانين من قدرة الجلد على صناعة فيتامين د عند التعرّض للشمس، كما أشارت بعض الدراسات أنّ كبار السن ذوي البشرة الداكنة مُعرّضون بشكل أكبر للإصابة بنقص فيتامين د.
  • عدم قدرة الكلى على تحويل فيتامين د إلى حالته النشطة؛ ويحصل ذلك عادةً مع تقدّم العمر.
  • السًمنة؛ حيث يتم استخراج فيتامين د من الدم من خلال الخلايا الدهنيّة، ممّا يؤدي إلى انتقاله مع الدورة الدمويّة، ولذا فإنّ المصابين بالسمنة يعانون من انخفاض مستويات فيتامين د في الدم.
  • عدم قدرة القناة الهضميّة على امتصاص فيتامين د من الطعام المتناول، ويمكن أن يكون ذلك بسبب الإصابة بداء كرون (بالإنجليزية: Crohn's disease)، أو التليّف الكيسي (بالإنجليزية: Cystic fibrosis)، أو حساسية القمح (بالإنجليزية: Celiac disease).

المراجع

  1. ↑ Megan Ware (13-11-2017), "What are the health benefits of vitamin D?"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 29-8-2018. Edited.
  2. ^ أ ب "Vitamin D Deficiency", www.webmd.com, Retrieved 29-8-2018. Edited.
  3. ↑ Franziska Spritzler (23-7-2018), "8 Signs and Symptoms of Vitamin D Deficiency"، www.healthline.com, Retrieved 29-8-2018. Edited.