كيف تم بناء الكعبة

كيف تم بناء الكعبة

الكعبة المشرّفة

شرّف الله تعالى الكعبة بمكانةٍ خاصّة بحيث كانت أشرف بقعة يعبد فيها الله تعالى على الأرض، وهي أوّل مسجدٍ وضع للنّاس على الأرض حيث روي أنّ الملائكة قد وضعته فيها قبل أن يخلق آدم عليه السّلام، ففي الحديث الشّريف عن الّنبي عليه الصّلاة والسّلام أنّ المسجد الحرام أوّل مسجد بني على الأرض ثمّ بعده المسجد الأقصى بأربعين سنة، وقد خصّ الله تعالى الكعبة بعددٍ من الفضائل فهي قبلة المسلمين حيث يتوجّه إليها المصلّي خمس مرّات في اليوم والليلة، وهي مقصد المسلمين حين يؤدّون شعائر فريضة الحجّ حيث يطّوّفون بالبيت العتيق وليؤدّوا مناسك الحجّ، والصّلاة في البيت الحرام يضاعف أجرها حيث تعدل الصّلاة فيه مائة ألف صلاة عمّا سواه، ومن أسماء الكعبة البيت الحرام، والبيت العتيق، وبكّة، فما هي قصة بناء الكعبة المشرفة.

قصّة بناء الكعبة المشرّفة

ممّا يروى عن تاريخ بناء الكعبة أنّ الله سبحانه وتعالى قد أمر سيّدنا إبراهيم وإسماعيل عليهما السّلام أن يرفعوا قواعد الكعبة، فهي موجودة قبلهم ولكن بسبب الطّوفان الذي حصل أيّام سّيدنا نوح عليه السّلام فقد درست آثارها حتّى جاء الله تعالى ليعلم نبيّه عن مكانها، وقد شرع نبي الله إبراهيم بمعاونة ابنه إسماعيل في بناء الكعبة فأحضروا المعاول لذلك وقد كانوا ينقلون الأحجار اللازمة لبنائها ووضعها صفوفًا بعضها فوق بعض، ولما أعياهم التّعب أمر إبراهيم عليه السّلام ابنه أن يحضر له حجرًا ليقوم عليه ليرفع هذا البناء، وهذا الحجر أو المقام موجود إلى الآن ويسمّى بمقام إبراهيم وعليه آثار أقدام النّبي إبراهيم الشّريفة، وقد كان إبراهيم وابنه عليهما السّلام يدعون الله تعالى وهم يبنون الكعبة في قوله تعالى: (وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربّنا تقبل منّا إنّك أنت السّميع العليم، ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذرّيتنا أمّة مسلمة لك وأرنا مساكنا وتب علينا إنّك أنت التّواب الرحيم)، وبعد الانتهاء من بناء الكعبة أصبحت مسجدًا ومقصدًا للمسلمين ومثابةً للناس وأمنًا.

قد مرّ بناء الكعبة بعددٍ من المراحل خلال عصور التّاريخ، فقد كان طولها تسعة أذرع عندما بناها إبراهيم وإسماعيل عليهما السّلام، وكانت بلا سقف حتّى جاء تبّع فسقفها، ثمّ جاء عبد المطلب بن هاشم فجعل لها بابًا وحلّاه بالذّهب من بعد أن لم يكن لها بابًا، ثمّ زيد في طولها عندما بنتها قريش بعد عام الفيل بثلاثين سنة حيث أصبحت ثمانية عشر ذراعًا، ثمّ زيد في طولها في عهد عبد الله بن الزبير حتّى أصبحت كما هي عليه الآن.