ابن عباس رضي الله عنه

ابن عباس رضي الله عنه
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

ابن عباس رضي الله عنه

ابن عباس رضي الله عنه هو عبد الله بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولد قبل الهجرة بثلاث سنوات، وكان عمره ثلاث عشرة سنة عند وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد كان أبيض طويلاً مائلاً للصفرة، وسيماً وجميل الوجه وفصيحاً.

ملازمة ابن عباس للرسول عليه السلام

لازم عبد الله بن عباس في صغره الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث كان يعدّ له الماء للوضوء إذا همّ عليه السلام بالوضوء، ويصلّي وراءه إذا استعدّ للصلاة، ويرافقه في السفر وأينما حلّ، وكان ابن عباس واعٍ ويمتلك ذهناً صافياً، وقد دعاه الرسول صلى الله عليه وسلّم يوماً للصلاة إلى جانبه فوقف ابن عباس وصلّى خلفه، وعند انتهاء الصلاة سأله الرسول صلى الله عليه وسلم عن سبب عدم إيزائه له في الصلاة، فأجاب ابن عباس أنّه -أي النبيّ- أجلّ في عينيه وأعزّ من أن يوازيه، وعندها رفع الرسول صلى الله عليه وسلم يديه للسماء، ودعا له الله بإيتائه الحكمة، وقد استجاب الله سبحانه لدعاء النبيّ ليُصبح ابن عباس من العلماء.

بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم طاف ابن عباس يوماً مع معاوية رضي الله عنه بالبيت، وكان معاوية قد استلم الأركان كلها، فسأله ابن عباس عن سبب استلامه لركنين لم يستلمهما رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عن ابنِ عباسٍ أنَّهُ طاف مع معاويةَ بالبيتِ فجعل معاويةُ يستلمُ الأركانَ كلَّها فقال لهُ ابنُ عباسٍ: لِمَ تستلم هذين الركنينِ ولم يكن رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يستلمهما فقال معاويةُ: ليس شيْءٌ من البيتِ مهجورًا فقال ابنُ عباسٍ: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} فقال معاويةُ: صدقتَ) [صحيح].

علم ابن عباس

لقّب ابن عباس بترجمان القرآن وحبر الأمة، وقد ذكر عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أنّه ما رآى أعلم بما سبقه من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم منه، ولا بقضاء أبي بكر وعمر وعثمان منه، ولا يفوقه أحدٌ في فقه رأي، ولا أحد أعلم منه بشعر أو تفسير قرآن أو حساب أو فريضة، ولا أكثر سدادةً للرأي منه، أمّا مجلسه فما كان يمضي دون أن يذكر فيه الفقه، والتأويل، والمغازي والشعر، ولم يجلس إليه عالم إلّا خضع لرأيه، ولم يسأله سائل إلّا لقي جواباً عنده.

عندما كان يبلغ ابن عباس أنّ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عند أحدٍ من الصحابة، راح لباب الصحابيّ وقت القيلولة، وانتظر عند عتبة داره حتّى يخرج، فإذا خرج سأله عن سبب قدومه وقال له هل أرسلت إليّ فأتيتك؟ ويُجيب ابن عبّاس أنّه أحقّ بالمجيء إليه -أي للصحابيّ-، فالعلم يؤتى إليه ولا يأتي، ثمّ يسأل عن الحديث.

وفاة ابن عباس

توفي عبد الله بن العباس رضي الله عنه في الطائف في السنة الثامنة والستّين هجري عن عمر يناهز الواحد والثمانين عاماً.