توصّل ابن خلدون إلى نظريات فاصلة في علم الاجتماع حول قوانين العمران، ونظرية العصبية، وبناء الدولة وسقوطها وغيرها،[١] كما ألّف العديد من المصنّفات في كلّ من التاريخ، والحساب، والمنطق، وهي:
تحدّث ابن خلدون في مقدمته عن العمران البشريّ الذي تضمن ضرورة التعاون بين البشر، كما تحدّث عن الاحتباس الحراريّ، والطقس وأخلاق السكّان، والطعام وتأثيره على الأخلاق، والكرامات الإلهية والأحلام، وأصول المدنية الإنسانية الذي تضمّن التسلسل في بناء الحضارة، والترف، والحكم العصبيّ القبليّ، والحكم الدينيّ الأكثر مناسبة للعرب، وغيره.[٥]
تحدّث ابن خلدون فيه عن جنكيز خان أحد ملوك التتار، وعن الأمير تيمور من بني جقطاي، ودولة بني دوشي هان، وحول الأسطورة في تاريخ المغول، واستيلاء التتر على ممالك خوارزم شاه فيما وراء النهر وخراسان، وأخبار جلال الدين ورجوعه من الهند واستيلائه على العراق.[٦]
تحدّث فيه عن الرحلة إلى الأندلس، والعودة إلى المغرب الأقصى، والمقامة عند أولاد عريف، والرحلة إلى المشرق، وولاية القضاء بمصر، والسفر لقضاء الحج، وسفر السلطان إلى الشام، ولقاء الأمير تَمُر سلطان المغول والتتر، وغيرها من المواضيع.[٧]
أخذ العديد من الكتّاب عن ابن خلدون؛ حيث ألّف طه حسين كتاب (فلسفة ابن خلدون الاجتماعيّة)، وألّف علي الوردي كتاب (منطق ابن خلدون في ضوء حضارته وشخصيته)،[٨] وألّف محمّد عابد الجابري كتاب فكر ابن خلدون: العصبية والدولة، وألّف طه حسين باللغة الفرنسية كتاب فلسفة ابن خلدون الاجتماعية: تحليل ونقد وغيرها من الكتب.[٣]
عاش ابن خلدون حياة مليئة بالحزن بعد وفاة أبويه، والعديد من شيوخه جرّاء إصابتهم بالطاعون الذي انتشر في كافّة أنحاء العالم عام 749هـ / 1348م، وتفرّغ لمدّة أربع سنوات في البحث في العلوم الإنسانية بعيداً عن النّاس في سنواته الأخيرة.[٩]
كان ابن خلدون واسع الاطّلاع على ما ألّفه القدامى حول أحوال البشر، وقادراً على البحث في الآراء ونقدها، وكان دقيق الملاحظة، متقبلاً للآراء المخالفة لرأيه، وخبيراً في الحياة السياسية والإدارية وفي مجال القضاء، كما أنّ تنقّله المتكرّر بين البلاد المختلفة كمصر، والحجاز، والشام، وبلاد شمال أفريقيا جعل كتاباته حول التاريخ تتسّم بالموضوعيّة.[٩]