ابنُ منظور هو اللغويُّ، والأديبُ جمالُ الدين الأنصاريّ، محمد بنُ مكرم، يُلقَّبُ بابن المنظور. وُلِد على أرضِ مصرَ في شهرِ مُحرَّم من العامِ ستّمئةٍ وثلاثين للهجرة، وكرَّسَ حياتَه لدراسةِ النحو، واللغةِ، والتاريخِ، والصرفِ، والكتابةِ، وأتقنَ الأدبَ، وأساليبَ الإنشاءِ، ولم يتوقّف عن طلبِ العلمِ إلى أن تُوفِّيَ في البلدِ الذي وُلِد فيه (مصر) في العامِ سبعمئةٍ وأحدَ عشرَ للهجرة، واشتُهِر بأنّه صاحبُ كتابِ لسانِ العرب، إلى جانب وَضعه قَبلَ وفاتِه ما يُقاربُ خمسمئة مُجلَّدٍ، منها ما هو كُتبٌ مُختصَرةٌ من كُتبِ الأدبِ المُطوَّلة، أو المُطوَّلات، أو الأشعار.[1]
تعلَّمَ ابنُ منظور الأدبَ، والشِّعرَ، والإنشاءَ على يدِ كبارِ الشيوخ، والعلماءِ في عَصرِه، أمثال: عبدالرحمن بنِ الطُّفَيل، وابنِ المقير، ومرتضى بنِ حاتم، وأخذَ منهم، ومن غيرهِم من الشُّيوخِ العِلمَ، واستزادَ من معرفتِه في النحو، واللغة، أمّا حياتُه العمليّة فقد تمثَّلت بالعمل في ديوانِ الإنشاءِ، ثمَّ تولِّيه بعدَ ذلك شؤونَ القضاءِ في طرابلس الغرب، ومن الجدير بالذكر أنّ هاتين الوظيفتَين لابن منظور كان لهما الدَّورُ المُؤثِّر في تطويعِ ما نَثرَه، وزيادِة جمالِه، وذلك إلى أن انتهت مسيرتُه بعودتِه إلى مصرَ قَبلَ وفاتِه.[2]
كان ابنُ منظور صاحبَ خُلقٍ طيِّبٍ، وخِصالٍ حميدةٍ؛ فقد وصفَه الكثيرون بأنّه كان كريماً، ومُتواضِعاً، ومُحافِظاً على دينِه مُلتزِماً بأداء العباداتِ، والطاعات، حليماً هادئَ الأعصابِ ضابطاً لانفعالاتِه، كما كان لطيفاً في مَعشرِه، ومُحِبّاً للعلمِ، والعلماءِ، وأصحابِ العقولِ، والحكمةِ، وقد جاءَ في وَصفِ نَثره بأنّه كان جميلاً رقيقاً، وخفيفَ الظلّ.[2]
وضعَ ابنُ منظور قبلَ وفاتِه عدداً كبيراً من المُختصَراتِ، والمُؤلَّفات، وفيما يلي ذِكرٌ لأهمّها:[3]