ابن زيدون شاعر أندلسي

ابن زيدون شاعر أندلسي
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

شعراء العرب

يعتبر شعراء العرب من أفضل الشعراء على مرّ العصور، حيث نشؤوا على الفصاحة في العصر الجاهلي، واستمروا في تألقهم بما يناسب ظروف عصورهم المختلفة، كما عرفوا بدورهم الفعال في العديد من مجالات الحياة وقضايا المجتمع وذلك لتوظيفهم الشعر في وصف القضايا السياسيّة، والاجتماعيّة، والاقتصاديّة، بالإضافة للرثاء، والغزل، والوصف، حيث وصفوا الطبيعة، وبلادهم، وغيرها، ومن بينهم ابن زيدون الذي يعدّ من أشهر شعراء الأندلس، وفي هذا المقال سنعرفكم عليه بشكلٍ موسّع.

ابن زيدون شاعر أندلسي

مولد ابن زيدون ونشأته

هو أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أحمد بن غالب بن زيد المخزومي، حيث ولد في قرطبة عام 394هـ في قبيلة بني مخزوم المعروفة بمكانتها العظيمة في الإسلام، حيث عرفت بشجاعتها وفروسيتها، وكان والده من أكبر علماء عصره، كما اهتم جدّه بالعلوم، بالإضافة لتوليه بعض المناصب، حيث تولّى القضاء في مدينة سلبم، وقد عانى ابن زيدون من فقد والده عندما كان في الحادية عشر من العمر، الأمر الذي دفع جده لتربيته، وتنشئته على التنشئة السليمة، حيث علّمه النحو، والقرآن، والعلوم، والشعر، والأدب، ممّا زاد من ذكائه، فعُرف بالنبوغ في مختلف مجالات العلوم، خاصّةً في الشعر والنظم.

موهبة ابن زيدون الشعرية

اتصل ابن زيدون بأكبر الشعراء والأعلام في العصر الأندلسي رغم صغر سنّه، حيث تولّى العديد من المناصب العليا، وأهمّها منصب الوزارة، ومنصب القضاء، نظراً لدوره في نصرة المظلوم، والعدل، كما لم ينشغل عن موهبته الشعرية، حيث تغنّى بشعر من كلّ غرض، كالفخر، والرثاء، والغزل، والوصف، حيث برع في وصف الطبيعة.

دورابن زيدون السياسي

عاش ابن زيدون في أكثر الفترات العصيبة في العصور الإسلامية، حيث شهدت تلك الفترة الكثير من الفتن، لذلك لعب دوراً مهما في التأثير على الشعب، خاصةً بعد مقتل الكثير من قادة المسلمين، وأبرزهم الخليفة الأموي نتيجة الفتن الواقعة بين الولايات والطوائف، وكان لابن زيدون الدور الأكبر في إنهاء الخلافة الأموية في قرطبة، حيث ساعد ابن جهور على تأسيس الحكومة الجهورية، من خلال تحريكه للجماهير عن طريق استخدامه للشعر، لذلك اعتمد عليه الحاكم ابن جكور بشكلٍ كامل، مما أدى لتوطيد العلاقة بينهما، إلا أنها سرعان ما انتهت نتيجة تدخل بعض الوشاة الذين أوقعوا بينهم، مما أدى لاعتقال ابن زيدون، وسجنه.

وفاة ابن زيدون

توفي ابن زيدون عام 463هـ في إشبيلية عن عمر يناهز الثمانية والستين عاماً، عندما أرسله المعتمد على رأس الجيش ليوقف الفتنة الواقعة هناك، إلا أنّ المرض أصابه، ممّا أدى لوفاته.