معلومات عن تاريخ الدرعية

معلومات عن تاريخ الدرعية

محافظة الدرعية

تقع محافظة الدرعية السعودية على بعد 20كم عن العاصمة الرياض، وتشترك بحدود داخلية مع كلّ من محافظة حريملاء من الجهة الشمالية، ومع ضرما من الجهتين الجنوبية والغربية، أما حدودها مع الرياض فتأتي من الشرق عبر طريق الملك خالد.

تمتد مساحة محافظة الدرعية إلى أكثر من 2016كم²، وترتفع عن مستوى سطح البحر بنحو 1000م تقريباً، وإدارياً تابعة لمنطقة الرياض، وتشير إحصائيات التعداد السكاني لعام 2016م إلى أنّ عدد سكان المحافظة قد تجاوز 100 ألف نسمة تقريباً.

تنقسم محافظة الدرعية إدارياً إلى ستة مراكز إدارية وهي مركز العينة والجبيلة، ومركز المعمارية، ومركز سلطانة، ومركز سدوس، ومركز حزوى، ومركز بوضة، ويشار إلى أنّ المحافظة لا تضم سوى مدينة وهي الدرعية.

مدينة الدرعية

تقع مدينة الدرعية ضمن حدود محافظة الدرعية في إقليم عارض اليمامة في الجزء الجنوبي من هضبة نجد في منطقة الرياض، وتتميز هذه المدينة عن مختلف مدن المملكة بأنّها الأكثر تقدماً وتطوراً على الإطلاق، كما أنّها تعد بمثابة رمز وطني تفتخر به المملكة العربية السعودية؛ وذلك نظراً لارتباطها بذكرى تأسيس الدولة السعودية الأولى.

تتأثر الدرعية المنطقة بالمناخ الصحراوي، حيث يعتبر صيفها حاراً وشديد الجفاف بينما يكون شتاؤها بارداً نسبياً إلى دافئ، كما تهب على المنطقة رياح ليلية وعواصف ترابية كثيراً، وتُعرف بعدم انتظام هطول الأمطار فيها على مدار السنة.

الأهمية التاريخية لمدينة الدرعية

تكمن أهمية الدرعية التاريخية بكونها المرآة الأولى التي قدمت صورة حقيقية حول قوة وشموخ المملكة العربية السعودية، وأنّها نقطة انطلاق للبلاد؛ إذ إنّها العاصمة الأولى للمملكة خلال الفترة الزمنية 1744-1818م، وجاء ذلك أثناء في مطلع القرن الثامن عشر الميلادي.

إنّ تاريخ منطقة الدرعية لم يبدأ منذ لحظة قيام الدولة السعودية الأولى فحسب، بل يعود إلى العصور الجاهلية قبل مجيء الإسلام، إذ تشير سطور التاريخ إلى أنّ قبيلة بني حنيفة قد وفدت إليها من أطراف الحجاز وعالية نجد للإقامة بها، وكان ذلك في مطلع القرن الخامس الميلادي.

تاريخ مدينة الدرعية

في صدر الإسلام كانت الدرعية من المناطق التي أرسل إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم رُسله؛ حيث ابتعث محمد سليط بن عمرو العامري إلى قبيلة بن حنيفة ليدعو ملكها ثمامة بن أثال الحنفي، إلا أنّه لم يستجب للرسالة وجاء إسلامه بعد أن وقع أسيراً على يد سرية من سرايا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فيما يتعلق بتاريخ الدرعية في عهد الدولة السعودية فيعود فضل كبير لأمير الدرعية الأمير محمد بن سعود في تأسيس إمارة تمهيداً لانطلاقة الدولة السعودية الأولى، إذ كان ينتهج العقيدة ويطبق الشريعة الإسلامية وفق الأصول؛ وذلك سعياً لتوحيد المناطق المحيطة به تحت راية واحدة، وجاء ذلك بعد أن أقام تحالفاً مع محمد بن عبد الوهاب.

بدأ محمد بن سعود بالتوجه إلى القبائل البدوية وجذبها، وبعد مرور عام فقط توفّي محمد بن سعود وأكمل ابنه عبد العزيز مسيرته عنه،واستمر لمدة تصل إلى سبع وعشرين سنة تقريباً ليتمكن أخيراً من ضم الرياض بالإضافة إلى منطقتي الأحساء والبريمي إلى دولته، كما على ولايات الساحل المتصالح.

تعرضت المنطقة لصعوبات متعددة على مر التاريخ، حيث ترتب على ذلك انتهاء الدولة السعودية الأولى، أما في عهد الدولة السعودية الثانية فكانت الدرعية بحاجة ماسة لإعادة البناء؛ حيث كان هناك محاولات لإعادة إعمارها كمحاولة لبناء دولة نجدية جديدة، إلا أنّ الأمر لم يدم طويلاً حيث تمكن مشاري بن الإمام سعود من العودة إلى الدرعية وبايعه الكثير من أهل سدير والمحمل وحريملاء والوشم، وبايعه أيضاً أهل السلمية واليمامة والدلم.

احتلال مدينة الدرعية

تعرضت الدرعية للاحتلال من قبل جيوش ابن معمر، أما فيما يتعلق بدورها في قيام الدولة السعودية الثالثة فأقدم الملك عبدالعزيز بن سعود على تأسيس إمارة الدرعية بعد أن دخلها في الرابع عشر من يناير من عام 1902م، لتصبح بعد ذلك إمارة الدرعية بموجب نظام المناطق الصادر عام 1412هـ محافظة تتبع لها عدد من المراكز منها مركز العيينة والجبلية والعمارية وسلطانة وغيرها.

آثار مدينة الدرعية

  • حي طريف: يعتبر هذا الحي التاريخي من أكثر المعالم الأثرية أهمية في المنطقة؛ وذلك بسبب ما يحتضنه من مبانٍ أثرية وقصور ومعالم تاريخية، إذ أقيمت به الغالبية العظمى من المباني الإدارية في صدر الدولة السعودية الأولى ومنها قصر سلوى، وقصر سعد بن سعود، وقصر ناصر بن سعود، بالإضافة إلى قصر الضيافة التقليدي، وحمام طريف، وحي طريف دخل في قائمة التراث العالمي التابعة لليونسكو رسمياً بعد أن حظي بموافقة لجنة التراث العالمي في التاسع والعشرين من شهر يوليو عام 2010م على هامش الاجتماع المنعقد في مدينة برازيليا في البرازيل، وبذلك أصبح الموقع السعودي الثاني في هذه القائمة بعد مدائن صالح.
  • حي البجيري: يتألف هذا الحي من مجموعة من البحيرات المنتشرة على أطراف ميدان واسع، وفي نهايته وادٍ يسمى وادي حنيفة بالإضافة إلى انتشار المحلات التجارية التي تتخذ طابعاً هندسياً معمارياً عصرياً، والنماذج التراثية القديمة، ويُستعرض في ميدان الحي عدداً من العروض الفلكلورية والفعاليات الموسمية.
  • حي غصيبة: يعتبر القاعدة الأساسية لمنطقة الدرعية وأكبر أحيائها، وبقي كذلك حتى حلول عام 1100هـ.
  • منتزه الدرعية: يُعرف هذه المنتزه أيضاً بوادي حنيفة، ويعتبر هذا المكان حلقة وصل بين حي الطريف والبجيري ويتوافد إليه السياح للاستمتاع به وبما يُستعرض على مباني الطريف في الأمسيات.
  • حي سمحان: يحتضن هذا الحي عدداً من المباني الطينية التراثية، ويصل عددها إلى أكثر من ستة وثلاثين مبنى، ويعد من نقاط الجذب السياحية في المنطقة.
  • سور طريف: يحيط هذا السور العظيم بحي طريف كاملاً، وتُقام عليه مجموعة من أبراج المراقبة الضخمة، ويضم كلّ القصور الأثرية التي يعود تاريخ تشييدها إلى عصر الدولة السعودية الأولى.
  • الأبراج التاريخية: منها أبراج المغيصيبي، وأبراج القميرية، ومسجد الظهيرة، وبرج فيصل، وسور قليقل، وقصر الأمير سعد بن سعود، وبرج شديد اللوح.