مقومات السعادة الزوجية

مقومات السعادة الزوجية
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

الاعتدال والواقعية

يُعدّ التوسّط أو الاعتدال ضرورياً لتحقيق السعادة التي يسعى إليها الأزواج، فالواقعيّة مطلوبة قبل أن ينتقل الاثنان إلى عشّ الزوجيّة، فالمُغالاة في تكاليف الزواج، والطلبات الماديّة غير المُحتملة تُفسد فرحة الزوج، وتُكدّر عيشه، لذلك ينبغي على الزوجة القبول بما يستطيع الرجل تقديمه، وأن تراعي حالته إن كان مُتعسّراً، حيث إنّ السخط والإلحاح لن يؤدّي إلّا للبُعد والجفاء.[1]

ولا تتوقف الواقعيّة عند حدود الأمور الماديّة فقط، بل تشمل أيضاً الآمال المُعلّقة على الشريك، إذ يرسم الزوج في ذهنه صورةً مثاليّةً لزوجته أشبه ما تكون بالخياليّة، وفي ذلك خيبة شديدة، ووهمٌ عظيم؛ لأنّه لا كمال لمخلوق، كما يميل بعض الأزواج إلى الغلوّ والتشدّد في المُطالبة بحقوقهم، وتحميل الطرف الآخر عبئاً لا يُطاق بسؤاله عمّا أدّاه من واجبات، وفي ذلك إساءة للعشير ومفسدة للسعادة معه.[1]

التوافق النفسي

يُعدّ تآلف نفوس الأزواج، وتوافقها من أساسيّات تحقيق سعادتهما، وتعزيز استقرار مؤسّسة الزواج، فبهما يتمّ الإشباع العاطفيّ، وخلق الجوّ الأسري الدافئ، وتلبية الغاية التي عُقد النكاح لأجلها وهو سكن النفوس إلى بعضها كما جاء في قوله تعالى:(هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا)[2].[3]

لا يتحقّق التوافق بين نفوس الأزواج إلا باللين، والتلطّف، والمعاملة بالتي هي أحسن، ولنا قدوة بهذا الشأن في رسول الله عليه الصلاة والسلام، الذي لم يتوانى عن التقرّب إلى أهله، ومضاحكة نسائه، والإنفاق عليهنّ بسخاء، لذا ينبغي على من هو حريص على سعادة الشريك، ورضاه أن لا يبخل عليه بالكلام الطيّب، والمغازلة المُحبّبة، والمداعبة اللطيفة. [3]

الاستقلالية والتفرد

ينبغي على كلّ واحد من الأزواج أن يحافظ على كيانه مُنفصلاً عن الآخر، فلا يعتمد عليه اعتماداً مُفرطاً يفقد معه استقلاليّته وتفرّده، ولا يُبالغ في هذا البُعد الوجدانيّ بشكل يُهدّد أمن العلاقة واستمراريّتها كما يفعل أولئك الذين تدفعهم استقلاليّتهم إلى الخيانة، أو إهمال الزوج بدواعي العمل ومتطلّباته، فلا بُدّ من وجود أشياء مُشتركة تجمعهم وتُبقي نار الألفة بينهم مُشتعلةً.[4]

المراجع

  1. ^ أ ب ناصر بن سليمان العمر ، مقومات السعادة الزوجية ، صفحات 23-25. بتصرّف.
  2. ↑ سورة الأعراف، آية: 189.
  3. ^ أ ب سها محمد القطاع (2009 )، "منهج القرآن الكريم في تحقيق السعادة الزوجية "، صفحة 126 و127 ، www.library.iugaza.edu.ps، اطّلع عليه بتاريخ 2018-11-20 . بتصرّف.
  4. ↑ "Secrets to a Happy Marriage", www.webmd.com, Retrieved 2018-11-20. Edited.