أعراض تهيج القولون العصبي

أعراض تهيج القولون العصبي

تهيّج القولون العصبي

يُعرّف تهيّج القولون العصبي المعروف أيضاً بمتلازمة القولون العصبي (بالإنجليزية: Irritable bowel syndrome) على أنّه اضطراب يُؤثر في الأمعاء الغليظة، ويتسبّب بحدوث التشنج، وآلام البطن، والانتفاخ، وقد يؤدي أيضاً إلى حدوث تغيّر في حركة الأمعاء؛ فقد يعاني الشخص من الإمساك تارةً ومن الإسهال تارة أخرى. وعلى الرغم من أن تهيّج القولون العصبي يقلق حياة المصاب؛ إلا أنّه لا يؤثر في نسيج الأمعاء ولا يزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم. ويُعدّ مرض التهيّج العصبي شائع الحدوث، ويُصيب ضِعف العدد من النساء مقارنة بالرجال، كما يُصيب الأشخاص الذين تقلّ أعمارهم عن 45 عاماً. وفي الحقيقة يُعدّ تهيّج القولون العصبي من الحالات المزمنة التي يحتاج فيها المصاب إلى التكيف مع حالته، ويختلف ذلك تبعاً لشدة الأعراض؛ فبعض المرضى تظهر عليهم القليل من الأعراض التي يمكن السيطرة عليها بتغير نمط الغذاء وتقليل التوتر، أما الذين يصابون بأعراض حادة يحتاجون إلى مراجعة الطبيب والعلاج بالأدوية. ومن الجدير بالذّكر أنّ الدراسات لم تتوصل لغاية اللحظة إلى معرفة السبب الدقيق وراء حدوثه.[1][2]

أعراض تهيّج القولون العصبي

الأعراض العامة

إنّ تهيّج القولون العصبي يُؤثر في النساء والرجال، وتتضمن الأعراض الشائعة لدى كلا الجنسين ما يأتي:[3]

  • المعاناة من الإسهال، أو الإمساك، أو التناوب بين الحالتين.
  • حدوث زيادة أو نقصان في حركة الأمعاء، والشعور بعدم التخلص من البراز بالكامل من الأمعاء.
  • ظهور البراز بقوام مائيّ، أو صلب، أو محتوٍ على مخاط.
  • المعاناة من الانتفاخ، والتشنج، وتراكم الغازات، وحدوث ألم في البطن.
  • الإصابة بحرقة المعدة.
  • الشعور بعدم الراحة أو الغثيان بعد تناول الأكل، وقد تزداد الأعراض سوءاً بعد تناول الوجبات.
  • المعاناة من وجع أسفل الظهر.
  • الحاجة للذهاب إلى الحمام بشكل طارئ ومتكرر.

أعراض خاصة بالنساء

عادةً ما يتمّ تشخيص النساء بتهيّج القولون العصبي خلال فترة الإنجاب، وإنّ النساء المصابات به هنّ أكثر عرضة للإصابة بالاضطرابات التناسلية، وبشكل عام فإنّ أهم الأعراض التي تظهر على النساء المصابات بتهيج القولون هي: التعب، والأرق، والحساسية من بعض أنواع الطعام، إضافة إلى المعاناة من آلام الظهر، والحيض المؤلم، والتشنج، والإصابة بالمتلازمة السابقة للحيض أو التناذر السابق للطمث (بالإنجليزية: Premenstrual syndrome). ومن الجدير بالذكر أنّ معدّل ظهور بعض الأعراض لدى النساء يختلف في بعض الحالات ويؤثر في نمط حياتهنّ، وفيما يأتي نوضح هذه الحالات:[3]

  • الحيض: تختلف أعراض تهيّج القولون العصبي لدى النساء المصابات به تبعاً لاختلاف دورتهم الشهرية؛ فقد وُجد أنّ ألم الأمعاء والإسهال يزداد قبل نزول الدورة الشهرية أو خلالها. أمّا بعد فترة الإباضة أي بعد اليوم 14 من نزول الدورة تتمثل الأعراض بشكل أساسي بالمعاناة من الانتفاخ والإمساك.
  • الحمل: إنّ أكثر من ثلث النساء الحوامل المصابات بتهيّج القولون العصبي يقُلْن بأنّ أعراض حرقة المعدة، والغثيان، والإسهال، والإمساك تزداد لديهنّ خلال فترة الحمل. ولكنّ الدراسات ما زالت غير كافية للتأكد ما إذا كانت هذه الأعراض ناجمة عن الضغط الجسدي للجنين على الأعضاء الداخلية للأم، أم أنّها ناجمة عن تهيّج القولون العصبي.
  • الانتباذ البطانيّ الرحمي: (بالإنجليزية: Endometriosis) والذي يُعرف بين الناس بمرض بطانة الرحم المهاجرة، ويتمثل هذا المرض بنموّ أنسجة شبيهة ببطانة الرحم في منطقة ما خارج الرحم. وأشارت بعض الدراسات إلى أنّ النساء اللواتي يُعانين من الانتباذ البطاني الرحمي هنّ أكثر عرضةً للإصابة بأعراض تهيّج القولون العصبي.
  • العلاقات الجنسية: فقد وُجد أنّ النساء المصابات بتهيّج القولون العصبي يُعانين من قلة الرغبة الجنسية، كما أنهنّ يُصبْن بالألم وعدم الراحة أثناء الجماع، الأمر الذي قد يُؤثر سلباً في العلاقة الجنسية.

أعراض خاصة بالرجال

يعتقد الباحثون بأنّ الرجال أقلّ عرضة للإصابة بمرض تهيّج القولون العصبي مقارنة بالنّساء؛ بسبب الاختلافات الهرمونية التي تجعل أمعاء الرجال أقل حساسية للأعراض، ولكنّ البعض الآخر يُفسّر قلة الإصابة بقلة شكوى الرجال من الأعراض والذهاب إلى الطبيب. ومن أهم المشاكل المترتّبة على إصابة الرجال بتهيّج القولون العصبي ما يلي:[3]

  • التأثير في جودة الحياة: حيث إنّ ارتياد الحمام المتكرر، والإصابة بألم البطن، والشعور العام بعدم الراحة يجعل الأمر أكثر صعوبة على الشخص المصاب، سواءً كان في المنزل، أو العمل، أو في المناسبات الاجتماعية؛ لذلك نجد الكثير من الأشخاص يقررون العزلة ويصابون بالاكتئاب.
  • التأثير في العلاقات الجنسية.

أسباب تهيّج القولون العصبي

كما ذكرنا سابقاً، إنّ السبب الأساسيّ الذي يكمن وراء الإصابة بتهيّج القولون العصبي غير معروف حتى اللحظة، إلا أنّ هناك بعض العوامل التي قد يكون لها دور في زيادة خطر الإصابة به، ونذكر منها ما يأتي:[2]

  • تقلص العضلات في الأمعاء: يُغلّف جدار الأمعاء بطبقة من العضلات التي تنقبض عند مرور الطعام في القناة الهضمية؛ فإذا كانت هذه الانقباضات قوية وأطول من اللازم يؤدي ذلك إلى تكوّن الغازات والإصابة بالانتفاخ والإسهال. أمّا إذا حدث العكس فإنّ ذلك يؤدي إلى بُطئ حركة الطعام والمعاناة من الإمساك.
  • الجهاز العصبي: قد ينجم عن حدوث خلل في الأعصاب المتصلة بالجهاز الهضمي اضطراب أو دم تناسق الإشارات العصبية بين الدماغ والأمعاء، الأمر الذي قد يؤدي إلى مبالغة الجسم في التفاعل مع التغييرات التي تحدث عادةً في عملية الهضم الطبيعية؛ وبالتالي يشعر المصاب بالألم، أو قد يعاني من الإسهال أو الإمساك.
  • تعرّض الأمعاء للالتهاب: لوحظ أنّ الأشخاص المصابين بتهيّج القولون العصبي لديهم عدد زائد من خلايا الجهاز المناعي في الأمعاء، التي يرتبط عملها بزيادة الألم والإسهال.
  • الإصابة بعدوى حادّة: حيث أثبتت الدراسات بأنّ تهيّج القولون العصبي قد ينتج بعد تعرض الأمعاء لعدوى بكتيرية أو فيروسية حادة، كما وُجد أنّ فرط نمو البكتيريا في الأمعاء قد يكون سبباً للإصابة بتهيج القولون العصبي.
  • اختلال البكتيريا النافعة داخل الأمعاء: تُعرّف الميكروبات البشرية أو المجهرية (بالإنجليزية: Microflora) على أنّها البكتيريا النافعة التي تعيش في الأمعاء وتلعب دواً مهماً في صحة الجسم، ومن الجدير بالذكر أنّ البكتيريا النافعة لدى الأشخاص المصابين بتهيّج القولون العصبي تختلف عن تلك الموجودة لدى الأشخاص الأصحاء.

علاج تهيّج القولون العصبي

يختلف علاج تهيّج القولون العصبي من شخص لآخر؛ وذلك لاختلاف المؤثّرات التي قد يتعرّض لها كلّ شخص، مثل: بعض الأطعمة، والأدوية، والضغط النفسي. ومن أهمّ طرق العلاج ما يأتي:[4]

  • تغيير النظام الغذائي وتعديل نمط الحياة: عادةً ما يؤدي التغيير البسيط في النظام الغذائي إلى تقليل أعراض تهيّج القولون العصبي، وفيما يأتي نذكر بعض النصائح التي قد تُفيد في هذا الجانب:
  • العلاجات الدوائية: يتمّ استخدام الأنواع الآتية من الأدوية لعلاج تهيّج القولون العصبي:
  • تجنب المشروبات التي تحتوي على الكافيين، وتجنب المشروبات الغازية.
  • زيادة نسبة الألياف التي يتمّ تناولها ضمن النظام الغذائي المتّبع.
  • شرب ما لا يقل عن ثلاثة أكواب من الماء يومياً.
  • تجنب التدخين.
  • تعلم فنّ الاسترخاء، وذلك عن طريق ممارسة التمارين، وبتقليل التوتر والسيطرة عليه.
  • تحديد الكمية التي يتمّ تناولها من الحليب والجبن يومياً.
  • تقسيم الوجبات الكبيرة الرئيسية إلى عدة وجبات صغيرة على مدار اليوم.
  • مراقبة الشخص لنفسه عند تناول الطعام؛ لمعرفة الأصناف التي تسبّب تهيّج القولون العصبي لديه، وتجنب تناولها في المستقبل. ومن الأمثلة على الأطعمة التي تُسبب تهيّج القولون العصبي عند البعض: الفلفل الأحمر، والبصل الأخضر، والقمح، وحليب البقر.
  • المواد المالئة: (بالإنجليزية: Bulking agents)، يُساعد هذا الخيار العلاجيّ على إبطاء حركة الطعام في الجهاز الهضمي، ويُساعد أيضاً على تخفيف الأعراض، وتتضمن هذه المواد: السيلليوم، ونخالة القمح، وألياف الذرة.
  • المضادات الحيوية: تقلل المضادات الحيوية من نمو البكتيريا المعوية الضارة، ومن الأمثلة على المضادات الحيوية التي يمكن استخدامها في هذه الحالة دواء ريفاكسيمين (بالإنجليزية: Rifaximin).
  • أدوية تُعالج انتفاخ وآلام البطن مثل: مضادات التشنج، ومضادات الاكتئاب، والبروبيوتيك.
  • أدوية تعالج الإمساك: مثل: بولي إيثيلين جلايكول (بالإنجليزية: Polyethylene glycol)، وليناكلوتيد (بالإنجليزية: Linaclotide)، ولوبيبروستون (بالإنجليزية: Lubiprostone).
  • أدوية تعالج الإسهال: مثل: لوبراميد (بالانجليزية: Loperamide)، منحيات حامض الصفراء (بالإنجليزية: Bile acid sequestrant)، ألوسيترون (بالإنجليزية: Alosetron).

المراجع

  1. ↑ "Irritable Bowel Syndrome", medlineplus.go,1/3/2018، Retrieved 19/1/2019. Edited.
  2. ^ أ ب "Irritable bowel syndrome", www.mayoclinic.org,17/3/2018، Retrieved 19/1/2019. Edited.
  3. ^ أ ب ت Ann Pietrangelo (29/2/2016), "IBS Symptoms in Men and Women"، www.healthline.com, Retrieved 19/1/2019. Edited.
  4. ↑ Minesh Khatri (25/3/2018), "Irritable Bowel Syndrome"، www.webmd.com, Retrieved 19/1/2019. Edited.