هل يوجد قرين للإنسان

هل يوجد قرين للإنسان

ما هو القرين

القرين في اللغة: هو الصاحب، وهي كلمةٌ مُشتقةٌ من الاقتران، وتعني الشيء الذي يقترن بصاحبه ولا يفارقه، وفي الإصطلاح: هو شيطان أوجده الله سبحانه وتعالى لكلّ إنسان، سواءً كان مُسلماً، أو كافراً، فالإنسان يولد وقرينه معه، ومهمة هذا القرين الوسوسة للإنسان، وأمره بالشر، ومعصية الخالق، وقد استثنى الله سيدنا عيسى بن مريم ولم يجعل له قريناً بينما بقيّة الأنبياء كان لكلٍّ منهم قريناً، ولكنّ قرين النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- لم يكن من الذين يأمرونه بالسوء.

الدليل على وجود قرين لكل إنسان

عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ما منكم من أحدٍ إلّا وقد وكّل به قرينه من الجن، قالوا: وإياك يا رسول الله؟ قال: وإياي، إلّا أنّ الله أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلّا بخير)، وقد اختلف العلماء في تفسير "أسلم" التي جاءت في الحديث، وذهب الكثير منهم إلى أنّ النبي- صلى الله عليه وسلم- قصد أنّ قرينه استسلم للخير، فلم يأمره بشرٍ. وقد ورد ذكر القرين في عددٍ من الآيات الكريمة والتي تدلّ على أنّ القرين لا يُمكن أن يُصبح مُسلماً، لأنّه خُلق لصدّ الإنسان عن الخير والعبادة، فهذه مهمته الأساسيّة.

على الرغم من وجود القرين الذي يأمر صاحبه دوماً بالشر والمعصية فإنّ الإنسان المُسلم يجب عليه أن يُحارب هذا القرين، وأن لا ينساق وراء وسوسته، لأنّ الله سبحانه وتعالى جعل القرين ابتلاءً لكلّ إنسان، فمع وجوده يتبين إيمان المُسلم أمام الله، فالمُسلم هو من يستطيع مقاومة وساوس الشيطان الذي يوسوس له يوميّاً بكلّ الامور التي تُغضب الله سبحانه وتعالى، فإن تمكّن من مقاومته وعدم الانجرار وراء أهواءه، سيكسب محبة ورضا الله عنه.

هل القرين وحده مسؤول عن الوسوسة

والقرين كما أسلفنا من أنواع الشيطان وأتباعهم، ولكن هناك أعوانٌ كُثرٌ لإبليس، ولكلٍّ منهم مهمةٌ مختلفة، وقد يلتبس الأمر لدى البعض بين القرين وبين الشيطان وأتباعه الذين يوسوسون للإنسان في مختلف الأمور الحياتية؛ لإبعاده قدر الإمكان عن عبادة الله -عزّ وجلّ-، ودفعه لعمل ما يُغضب الله، ومن أمثلة ذلك: أنّ هناك شيطانٌ يختصّ بالوسوسة للمُسلم خلال صلاته بحيث يجعله ينسى قراءة إحدى السور ، أو نسيان رُكنٍ من أركان الصلاة، وهذا الشيطان اسمه "خنرب"، ويختلف هذا الشيطان عن القرين، فالقرين من المُمكن أن يدفع شخصاً للمرور من أمام شخصٍ آخر يُؤدي الصلاة، أو القيام بشيء يلهيه عن صلاته.