لم يرد عن الرسول صلّى الله عليه وسلّم ما يوجب طواف الوداع في العمرة، فقد اختلف الفقهاء على حكمه، ولكن أجمع معظمهم على عدم التساهل فيه من أجل التقارب مع من أوجبه، بيد أنَّ من أنهى عمرته ولم يقم بطواف الوداع لعذرٍ ما منعه فإنّ العمرة صحيحة، حيث إنّ طواف الوداع في العمرة ليس من أركانه وكذلك الأحاديث التي وردت عن الرسول صلّى الله عليه وسلّم جاءت في الحج وليس في العمرة كقوله: (لا ينفِرَنَّ أحدٌ حتَّى يكونَ آخِرَ عهدِه الطَّوافُ بالبيتِ).[1][2]
تختلف أركان العمرة عن واجباتها، حيث يخلط بعض الناس بينهما باعتبار أنهما أمر واحد وهنا نميز بينهما كالآتي:[3]
للعمرة فضائل عديدة على المسلم فهي تعبّد لله وتقرّب منه عز وجل، فالعمرة تُبعد الفقر وتُنفي الذنوب فقد قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (تابِعوا بين الحَجِّ والعُمْرَة؛ فإنَّهما ينفيانِ الفقرَ والذُّنوبَ كما ينفي الكِيرُ خبَثَ الحديدِ والذَّهَبِ والفِضَّةِ)،[4] كما أنّ من العمرة للعمرة كفارة لما بينهما كما ذُكر عن الرسول عليه السلام (العُمْرَةُ إلى العُمْرَة كفَّارةٌ لِما بينهما)،[5][6] ومن فضائل العمرة أيضا أنّها في رمضان تُعادل الحجة في أجرها فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (قال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسَلَّم لامرأةٍ من الأنصارِ- سمَّاها ابنُ عبَّاسٍ فنَسيتُ اسْمَها-: (ما منعَكِ أن تحُجِّي معنا؟). قالت: لم يكُنْ لنا إلَّا ناضحانِ، فحجَّ أبو وَلَدِها وابنُها على ناضحٍ، وترك لنا ناضحًا ننضِحُ عليه. قال: (فإذا جاء رمضانُ فاعتَمِري؛ فإنَّ عُمْرَةً فيه تعدِلُ حَجَّةً).[7]