كرم عثمان بن عفان
عثمان بن عفان رضي الله عنه
لقب عثمان بن عفان رضي الله عنه بذي النورين، فقد تزوج رقية بنت رسول الله عليه الصلاة والسلام ثمّ بعد وفاتها تزوج أختها أم كلثوم، وقد كانت حياته رضي الله عنه مليئة بكثيرٍ من المواقف التي أنبأت عن شخصيةٍ عظيمة استحقت أن تنال بشارة النبي الكريم بالجنة، ونيل رضا الله عز وجل. ومن بين الصفات والفضائل التي طبعت شخصية عثمان رضي الله عنه صفة الكرم والبذل في سبيل الله، فقد كان كريماً جواداً لا يبخل على المسلمين بالعطاء، ويجدون منه في ساعة العسرة والشدة مواقف البذل والسخاء.
كرم عثمان بن عفان
تجهيز جيش العسرة
موقفه العظيم في معركة تبوك، ففيها وقف عثمان رضي الله عنه موقفاً سطر في التاريخ الإسلامي كنموذج رائعٍ في البذل والعطاء، فحينما استنفر النبي عليه الصلاة والسلام المسلمين لتجهيز جيش العسرة جاء عثمان رضي الله عنه ليقدم 950 بعيراً، ويكملها 50 فرساً، ويقدم كذلك من المال ألف درهم، ومن الذهب سبعمائة أوقية، وليضع تلك الأموال كلّها بين يدي رسول الله عليه الصلاة والسلام الذي يقلب يديه فيها ظهراً وباطناً وهو يقول: (ما ضرَّ عثمانَ ما عَمِلَ بعدَ اليومِ مرَّتينِ) [صحيح الترمذي].
شراء بئر رومية
فحينما قدم المسلمون إلى المدينة المنورة مهاجرين وجدوا مشقة في الحصول على الماء بسبب امتلاك يهودي لبئر رومية، حيث كان يبيع المسلمين الماء بأثمانٍ مرتفعة تشق عليهم، فجاء عثمان رضي الله عنه ليساوم هذا اليهودي في شرائها فدفع فيها اثنا عشر ألفاً وجعلها وقفاً للمسلمين.
بذله في عهد الصديق
ففي عهد الصديق رضي الله عنه مرت على المسلمين فترةٌ صعبة، قلّ فيها الزرع والماء، فجاء إلى عثمان رضي الله قافلة تجارية من الشام مكونة من مئة من الأبل تحمل براً، فجاءه التجار يطرقون بابه يعرضون عليه شراءها مقابل الربح فيقول لهم في كل مرة: (هناك من زادني في ذلك)، حتّى قال لهم أنّ الله قد أعطاني مقابل كلّ درهم منها عشراً، إني أشهدكم أني جعلتها كلها في سبيل الله تعالى.
موقفه مع طلحة بن عبيد الله
فقد استدان طلحة رضي الله عنه من عثمان مبلغاً وحينما حلّ قضاؤه قال له طلحة: تعال حتّى أقضك، فقال له عثمان رضي الله عنه هو لك يعينك على مروءتك.
عتقه للرقاب
فقد كان عثمان رضي الله عنه يعتق في كلّ ليلةٍ رقبة، فكان مجموع ما عتق من الرقاب منذ أسلم إلى حين وفاته 2400 رقبة.