تعلم الصلاة خطوة بخطوة
الصلاةللصلاة مكانةٌ عظيمةٌ في الإسلام؛ فهي ثاني أركانه، وعمود الدين، بالإضافة إلى أنّها صلّةٌ بين العبد وربه جلّ في علاه، وتطهيرٌ لما فات، وفتحٌ لصفحةٍ جديدةٍ
الصلاة
للصلاة مكانةٌ عظيمةٌ في الإسلام؛ فهي ثاني أركانه، وعمود الدين، بالإضافة إلى أنّها صلّةٌ بين العبد وربه جلّ في علاه، وتطهيرٌ لما فات، وفتحٌ لصفحةٍ جديدةٍ مع الله تعالى، وتتجلّى في الصلاة أسمى صور العبودية، حيث يضع العبد أشرف جزءاً في جسده على الأرض؛ عبادةً وخضوعاً لخالقه جلّ وعلا، ولا يكون هذا إلّا لله تعالى، فيكون العبد أقرب ما يكون من ربه عزّ وجلّ وهو ساجدٌ، وللصلاة أثرٌ كبيرٌ في حياة المسلمين، حيث تشكّل معراجاً روحانياً يذكّرهم بالوقوف أمام ربهم سبحانه يوم القيامة، فتنهاهم عن الفحشاء والمنكر، مصداقاً لقول الله تعالى: (وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ).[1][2]
خطوات الصلاة
ثمّة شروطٍ ينبغي توفّرها قبل الشروع في الصلاة، بالإضافة إلى أركانٍ لا بُدّ من القيام بها؛ لتكون الصلاة صحيحةً، والفرق بين الشروط والأركان؛ أنّ الشروط تسبق الأركان، وتكون قبل الدخول في الصلاة، بينما تُعتبر الأركان من ماهيّة الصلاة.[3]
خطوات ما قبل الصلاة
قبل الدخول في الصلاة لا بُدّ من توفّر عدّة شروطٍ، منها:[3]
- دخول الوقت: إذ لا تصحّ صلاة الفرض قبل دخول الوقت المشروع لها، أو بعد خروجه إلّا بعذرٍ شرعيٍّ، مصداقاً لقول الله تعالى: (إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا).[4]
- الطهارة من الحدث الأكبر والأصغر: كما في قول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا).[5]
- تطهير البدن والثوب وموقع الصلاة: إذ يُشترط لصحة الصلاة طهارة البدن، كما بيّن ذلك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، عندما مرّ على قبرين، فقال: (إنَّهما يُعذَّبانِ، وما يُعذَّبانِ في كبيرٍ، أمَّا هذا فكانَ لا يستنزِهُ منَ البولِ، وأمَّا هذا فكانَ يمشي بالنَّميمةِ)،[6] بالإضافة إلى طهارة الثياب، مصداقاً لقول الله تعالى: (وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ).[7]
- ستر العورة: وعورة الرجل من السرّة إلى الركبة، وأمّا المرأة فكلّ بدنها عورةٌ إلّا الوجه والكفّين.
- التوجّه إلى القبلة: فقد أجمع أهل العلم على وجوب استقبال القبلة عند الصلاة، وتجدر الإشارة إلى سقوط شرط استقبال القبلة في حالات العجز؛ كالأسير المقيّد، والمريض العاجز عن الحركة، بالإضافة إلى حالات الخوف الشديد.
- النيّة: فالنيّة شرطٌ لصحّة الصلاة، مصداقاً لما رواه عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، أنّه قال: (إنّما الأعمالُ بالنياتِ، وإنّما لكلِّ امرئٍ ما نوى)،[8] ومن الجدير بالذكر أنّ النيّة محلّها القلب، ولا تُلفظ باللسان؛ لأنّ التلّفظ بها مخالفٌ لسنّة النبي عليه الصلاة والسلام، ويُمكن القول أنّها العزم على فعل العبادة طاعةً لله تعالى.
البدء في الصلاة
ينبغي للمسلم اتباع رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في أداء الصلاة، وفيما يأتي بيان خطواتها:[9][10]
- تكبيرة الإحرام: حيث تُفتتح الصلاة بتكبيرة الإحرام، والتي تُعتبر ركنٌ من أركانها، فيتمّ رفع اليدين حذو المنكبين، أو الأذنين، وقول: الله أكبر، ثمّ توضع اليد اليمنى على اليد اليسرى، وتُوضع اليدين على الصدر، ويُستحبّ قراءة دعاء الاستفتاح بعد تكبيرة الإحرام.
- قراءة سورة الفاتحة: ويجب قراءة الفاتحة في كلّ ركعةٍ من ركعات الصلاة؛ لأنّها ركنٌ من أركانها، ويُقرأ بعدها في الركعتين الأوليتين ما تيسّر من القرآن الكريم، وأمّا الركعتين الأخرتين فتُقرأ سورة الفاتحة فقط.
- الركوع: بعد الانتهاء من القراءة، يُنتقل إلى الركوع برفع اليدين حذو المنكبين والتكبير، ويُقال أثناء الركوع: (سبحان ربي العظيم) مرةً واحدةً على الأقل، ويُستحبّ الزيادة على ذلك.
- القيام من الركوع: ويُقال عند الرفع من الركوع: (سمع الله لمن حمده)، ثمّ: (ربنا ولك الحمد)، ويتمّ الرفع من الركوع باستقامة الظهر، وعودة كلّ فقارٍ إلى موضعه.
- السجود: بعد القيام من الركوع يجب السجود، لأنّه ركنٌ من أركان الصلاة، ويُنتقل إلى السجود بقول: (الله أكبر)، ويُقال في السجود: (سبحان ربي الأعلى) مرةً واحدةً على الأقل، ويُستحبّ الزيادة على ذلك، ثمّ يُنتقل إلى الجلوس بين السجدتين، ويُقال فيه: (ربي اغفر لي).
- القيام للركعة الثانية: ويُعاد فيها ما كان في الركعة الأولى، وبعد السجود الثاني يُنتقل إلى الجلوس الأوسط.
- الجلوس الأوسط: ويكون الجلوس الأوسط في الصلاة الثلاثيّة، أو الرباعيّة، ويردّد المصلّي أثناءه التشهّد، مصداقاً لما رُوي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، أنّه قال:علّمنا رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- التشهّد في الصلاة، وهو: (التَّحيَّاتُ للَّهِ، والصَّلواتُ والطَّيِّباتُ، السَّلامُ عليكَ أيُّها النَّبيُّ، ورحمةُ اللَّهِ وبرَكاتُهُ، السَّلامُ علَينا وعلى عبادِ اللَّهِ الصَّالحينَ، أشهدُ أن لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأشهدُ أنَّ محمَّداً عبدُهُ ورسولُهُ)،[11] ثمّ يُكبّر، ويقوم للركعة الثالثة، ويكرّر ما قام به خلال الركعات السابقة.
- الركعة الأخيرة: ويقوم المصلّي في الركعة الأخيرة بكلّ ما قام به في الركعات السابقة إلى أن يرفع من السجود الثاني، حيث يجلس للتشهّد الأخير، ويقول فيه كما قال في التشهد الأوسط، ويزيد عليه الصلاة الإبراهيمية، فقد أمر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بقول: (اللهمَّ صلِّ على محمدٍ وعلى آلِ محمدٍ، كما صلَّيْتَ على إبراهيم، وعلى آلِ إبراهيمَ، وبارِكْ على محمدٍ وعلى آلِ محمدٍ، كما بارَكْتَ على إبراهيم، وعلى آلِ إبراهيمَ، في العالمين إنك حميدٌ مجيدٌ)،[12] ومن الجدير بالذكر أنّ الجلوس، والتشهّد الأخير، والصلاة على النبي -عليه الصلاة والسلام- بعدها تعدّ كلّها من أركان الصلاة.
- الطمأنينة: فالطمأنينة ركنٌ من أركان الصلاة في كلّ مراحلها.
- التسليم: وبه تُختتم الصلاة.
المراجع
- ↑ سورة العنكبوت، آية: 45.
- ↑ "أهمية الصلاة"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 5-12-2018. بتصرّف.
- ^ أ ب "شروط وأركان الصلاة"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 3-12-2018. بتصرّف.
- ↑ سورة النساء، آية: 103.
- ↑ سورة المائدة، آية: 6.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح أبي داوود، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 20، صحيح.
- ↑ سورة المدثر، آية: 4.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم: 1، صحيح.
- ↑ "صفة الصلاة من التكبير إلى التسليم"، fatwa.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 4-12-2018. بتصرّف.
- ↑ "أركان الصلاة وواجباتها وسننها"، fatwa.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 4-12-2018. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 1105، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عقبة بن عمرو بن ثعلبة أبو مسعود، الصفحة أو الرقم: 405 ، صحيح.
المقال السابق: بحث عن رمسيس الثاني
المقال التالي: أنواع العود الموسيقي
تعلم الصلاة خطوة بخطوة: رأيكم يهمنا
0.0 / 5
0 تقييم
