هو النص الذي ينتمي لأحد مجالات الأدب كالقصة، والرواية، والنص المسرحي، وهو النص الذي يتميّز بالعبارات الرصينة والأسلوب البلاغي، وتتميّز لغته بكونها فُصحى، وخالية من العيوب البنيويّة للكلمة، ويقوم تحليله على طريقة معيّنة سنبينّها في مقالنا هذا.
يحتاج القارئ أو الطالب للتمعن في النص الأدبي، وتذوقه، وفهم معانيه التي شكلتها الكلمات والأساليب التصويريّة، ويمكن تحليل النص الأدبي عبر اتّباع الخطوات التالية:
عبر الاطلاع على سيرته الذاتية، وجمع المعلومات حول حياته؛ كتعليمه، وميوله السياسية والفكريّة؛ ويساعد ذلك على فهم أسلوبه الكتابي، وأبعاد نصه الأدبي؛ فمعرفة سيرة حياة الشاعر محمود درويش مثلاً؛ والمتمثلة في ترعرعه بعيداً عن وطنه، تفسر المعاني التي يبني عليها أشعاره.
معرفة الوقت الذي اُُنتج فيه النص، أو تمت كتابته خلاله؛ تساعد الطالب أو القائم على التحليل، في التوصل للمعنى، ومعرفة مرامي النص، فبعض المعاني الأدبيّة التي لم تكن مُحببة في السابق؛ نجدها تُغلف الكثير من النصوص الأدبية اليوم، ويُحتفى بها، والعكس صحيحٌ أيضاً.
ففي المرة الأولى؛ يتم قراءة النص قراءةً سريعة، وفي المرّات اللاحقة يتم الوقوف على المعاني الظاهرة أو الواضحة، ثمّ فهم الأفكار التي يحتويها النص، ثمّ تجميع هذه الأفكار والمعاني، وربطها ببعضها البعض.
النص الأدبي مهما بلغت جماليّاته، أو استطاع القارئ أو الطالب الاستمتاع بالمعنى العام له، ومتابعة السيرة الذاتية للقارئ؛ لن يستطيع الوصول لكل المعاني، لأنّ النص الأدبي يمتاز بأسلوبه المُبهم؛ وتوظيف الأسلوب البلاغي، والألفاظ غير المباشرة، ممّا يدفع القارئ للبحث أكثر عن تلك المعاني عبر؛ تحديد الأساليب المُستخدمة في النص؛ كأسلوب التشبيه، أو الاستعارة، ومعرفة كيفيّة تفسيرها بالرجوع للمعاني الظاهرة.
بعد التعرّف على المعنى الباطني والظاهر لكلمات النص الأدبي، على الطالب أو القارئ ربط هذه المعاني المبهمة مع بعضها، وفهمها فهماً صحيحاً، والتوصل لأسلوب الكاتب الفني، والمغزى الحقيقي من وراء استخدامه هذا الأسلوب؛ فبعض الكُتّاب يلجؤون للخيال، وبعضهم يلجأ لمزجه مع الواقع؛ لأسبابٍ يُحللها القارئ بناءً على ما سبق.
هي الانفعال النفسي المُرافق للنص؛ حيث يصبغ الكاتب كلماته بمشاعره التي أدت به إلى كتابة النص، وغالباً تحمل المعاني والكلمات تلك العاطفة، وينبغي على القارئ تحديد هذه العاطفة، ودوافعها، ودرجة اتصالها بالنص.
لا يتم شرح الصور والأساليب دُفعةً واحدة، بل بالتسلسل بحسب النص الأدبي نفسه؛ وذلك لإيصال الصورة الصحيحة التي قصدها الكاتب، وتمكّن الطالب من فهمها؛ من خلال قيامه بالشرح، أو التحليل عبر الخطوات السابقة.