بحث عن صلح الحديبية

بحث عن صلح الحديبية
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

صلح الحديبية

حدث صلح الحديبية في شهر ذي القعدة من السنة السادسة للهجرة، وهو عبارة عن عهد واتفاقية تمّ توقيعها بين المسلمين وقريش، وقد تمّ توقيعها بالقرب من مكان يُدعى الحديبية قبيل مكة المكرمة، وفي ذلك العام شاهد النبي صلى الله عليه وسلم في منامه دخوله هو وأصحابه إلى المسجد الحرام، وأنّهم يطوفون بالبيت العتيق، وبعد ذلك أخبر رسولنا الكريم صحابته بذلك، فرؤيا النبي حق وصدق، وفرحوا لذلك أشدّ الفرح، ثمّ أخذ الشوق والحنين يزداد شيئاً فشيئاً من أجل تأدية النسك، والطواف بالكعبة المشرفة، وكذلك ازداد شوقهم لرؤية موطنهم ومسقط رأسهم الأول.[1]

أسباب صلح الحديبية

لقد خرج الرسول صلى الله عليه وسلم من أجل أداء أول عمرة بعد الهجرة النبوية، وذهبت معه زوجته أم سلمة، و1400 مسلم، واقتادوا معهم السلاح تحسباً من خطر قريش وشرهم، وأرسل الرسول بُسر بن سفيان إلى مكة لاستطلاع أمر قريش وردود أفعالها، ثمّ استمر الرسول والمسلمون في السير حتّى وصلوا إلى عسفان وهو موضع يقع بين مكة والمدينة، وعندئذ أتى بُسر بالأخبار إلى الرسول، وقال أنّ قريش تستعد لردع المسلمين ومنعهم من دخول مكة المكرمة، وبعد ذلك استشار الرسول صحابته في الأمر، فأشار أبو بكر الصديق بالتوجه إلى مكة وأداء العمرة، فأخذ الرسول بمشورته وانطلقوا، وصلى الرسول بالمسلمين صلاة الخوف، وسلكوا من مسلك وعر تجنباً لمواجهة خالد بن الوليد الذي كان لا يزال مشركاً، واقتربوا من الحديبية، وعندما نزل الرسول ومن معه بالحديبية أرسل الرسول عثمان بن عفان رضي الله عنه إلى قريش؛ لإخبارهم أنّهم لم يأتوا من أجل القتال، وإنّما جاؤوا لآداء العمرة، وعندما وصل عثمان إلى قريش، أخبرهم بذلك، لكنّ قريش حبسوه وتأخر في العودة إلى المسلمين، وشاع أمر قتل عثمان فخاف الرسول الكريم من ذلك، ودعا إلى البيعة، فباشروا لبيعته تحت الشجرة، وكانت البيعة على عدم الفرار، وسميت هذه البيعة ببيعة الرضوان،[1] ويقول الله تعالى فيها: (لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً)[2]

شروط صلح الحديبية

أرسلت قريش شخصاً يُدعى عروة بن مسعود للتفاوض مع الرسول صلى الله عليه وسلم، ثمّ أرسلت سهيل بن عمرو لكي يعقد الصلح، وتكلم سهيل طويلاً، وبعد ذلك اتفق هو والرسول على شروط الصلح، وقد تمّ الاتفاق على ما يأتي:[3]

  • هدنة بين المسلمين وقريش لمدّة 10 سنوات.
  • رجوع المسلمين إلى المدينة، وأن لا يقضوا العمرة هذا العام، وإنّما تؤدى العام المقبل.
  • إرجاع الرسول محمد صلى الله عليه وسلم من يأتيه من أهل قريش مسلماً دون علم أهله، وألّا تُرجع قريش من يأتيها مرتداً.
  • التفاوض على من أراد الانضمام إلى قريش له ذلك، ومن أراد الانضمام إلى محمد صلى الله عليه وسلم من غير قريش فيجوز له ذلك.

مسميات صلح الحديبية

لقد أخذ صلح الحديبية مسميات عديدة، ومنها ما يأتي:[4]

  • أمر الحديبية.
  • قصة الحديبية.
  • عمرة الحديبية.
  • غزوة الحديبية.

الأبعاد السياسية لصلح الحديبية

يشتمل صلح الحديبية على عدّة أبعاد سياسية، ومنها ما يأتي:[5]

  • مبدأ الحوار، حيث ظهر في صلح الحديبية الواقعية طاغية على المثالية، وكذلك علو بعد النظر عن الآنية، والاهتمام بالمقاصد وعدم الاكتفاء بالظواهر، فقد استخدمت القيادة الإسلامية الحوار؛ وذلك من أجل تحقيق أهدافها، وللتغلب على كافة مشاكلها، وقد نتج عن هذا الحوار القدرة على تسوية الأمور، وتبادل الأفكار.
  • تعظيم حرمات الله، لقد عظم المسلمون في صلح الحديبية حرمات الله تعالى، وراعوا في ذلك ترتيبها وفق الضروريات، والحاجيات، والتحسينيات، وذلك بناءً على مقدرة الدولة، وقوتها، وضعفها.
  • تقرير مبدأ المفاوضات، يعتبر التفاوض سمةً إنسانية، حيث لا يستغني عنها شخص ولا مجتمع، إذ يُعدّ التفاوض أحد العلوم الحياتية التفاهمية، فقد قام رسولنا الكريم صلوات ربي وسلامه عليه بفتح محطات شعبية ورسمية؛ وذلك من أجل مفاوضة قريش الجاهلية، والمشركة أيضاً، وفي نهاية المطاف قاد ذلك من وضع الطرفين المصالح المشتركة، والتنازلات الممكنة، وبعدها انعقد الصلح على الحد الأدنى، والمقبول لكلّ من الطرفين.
  • تقرير مبدأ المصالحة، حيث يُعدّ هذا أحد النتائج الأساسية والممكنة للحوار والتفاوض، وهي التي حلت محل السلاح والحرب.
  • مبدأ الهدنة.
  • تقرير مبدأ المحالفة، حيث تحالف الرسول الكريم مع قبيلة خزاعة الكافرة بعد الانتهاء من توقيع صلح الحديبية.
  • مبدأ التعامل مع العالم الآخر الخارجي، والاعتراف به، فقد اعترفت قريش بالدولة الإسلامية بعد توقيع الصلح، كما اعترف المسلمون بدولة قريش.
  • صلح الحديبية هو بمثابة اتفاقية إعلامية تمّ توقيعها.
  • مراعاة جميع المقاصد السياسية الشرعية.

المراجع

  1. ^ أ ب "صلح الحديبية دروس وعبر"، www.articles.islamweb.net، 11-1-2011، اطّلع عليه بتاريخ 8-4-2018. بتصرّف.
  2. ↑ سورة الفتح، آية: 18.
  3. ↑ "صلح الحديبية وشروطه"، www.articles.islamweb.net، 15-4-2002، اطّلع عليه بتاريخ 8-4-2018. بتصرّف.
  4. ↑ د. عبدالباري العفاقي الفلاح (14-2-2017)، "حديث صلح الحديبية"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 8-4-2018. بتصرّف.
  5. ↑ أحمد بن عبد المحسن العساف، "أبعاد سياسية في صلح الحديبية"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 8-4-2018. بتصرّف.